أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كامل السعدون - تأثير الحب على العمر البيولوجي - ج2















المزيد.....

تأثير الحب على العمر البيولوجي - ج2


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 899 - 2004 / 7 / 19 - 06:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الحُب في تصوري هو الروح تمشي على الأرض ، الروح في انتفاضها وتجسمها بالقول واللمسة والتواصل بألف وألف طريقة .
الحب وإذ يتحرك من قلبٍ إلى آخر ، يفعلّ عملية بيولوجية تؤدي بدورها إلى تأخير النمو البيولوجي للجسم ( استهلاك الخلايا عبر التقادم الزمني ) ، وهذا قطعاً لا يتم إلا بأن يعبر الحب عن نفسه بحرية وإلا فهو لن يفعل شيئاً ذو قيمة لكلا الحبيبين ، والتعبير يتم عبر :
 الإصغاء بغاية الانتباه للآخر .
 أن تعبر بالكلمات والفعل عن إنك تعطي الآخر قيمة كبيرة وإنك تعتمد عليه وتؤمن به وتثق به .
 الاحتضان ، لمس اليدين ، القبلة …أي مسعى يؤكد الرغبة في التواصل ، وبحرارةٍ يغلب عليها طابع الشفافية الروحية والتسامي على الهوى الجسدي ، بل هو الشغف الروحي في التوحد مع الآخر بكل الحواس .
تلك النماذج من السلوك العاطفي تحصل تلقائياً حين تحب ، وإلا فأنظر لمن هم في حالة حبّ ، أنظر كيف يرتشفون بشغفٍ كل كلمةٍ يقولها الآخر ، يتحدثون إلى الآخر بلغة الروح ، بالشعر ، بأعذب الكلمات ، ويعبرون عن حبهم للآخر بانتقاء الرموز المادية الصغيرة وتحميلها شحنات العاطفة ، من الزهرة والبطاقة والأغنية وكل هديةٍ تعبر عن الوله والتعلق بالآخر .
سواء كنت في المرحلة الأولى من الحب أو كنت في السنة الخامسة منه فإن تلك الأساليب الثلاثة للتعبير عن الحب ، تضل نافذةٍ حيةْ ، لا مناص من ممارستها .
عبر عن عواطفك بالقول والفعل ، تجدك تتألق وتسمو روحك ويغدو جسدك أكثر فتوةٍ وشباب ، حتى لكأن العمر توقف عن التدفق السريع مع تدفق الأيام والسنين في أجندة حصتك الحياتية التي قسمت لك .

الحب ، الجنس والروح

الطاقة الجنسية ، هي طاقة الخلق الأكثر خطورة من كل الطاقات الإبداعية الأخرى في هذا الكون ، كل ما هو حي في هذا العالم هو ثمرة هذه الطاقة .
تعبر هذه الطاقة الخلاقة عن نفسها لدى كل الأحياء عدا الإنسان عبر الخلق البيولوجي كوسيلة وحيدة للتعبير ، أما لدى الإنسان فإنها تعبر عن نفسها بوسائل شتى تفضي إلى الخلق المتنوع ليس للأبناء حسب ، بل ولأشياء أخرى عديدة .
الجنس لدى الإنسان يعبر عن نفسه مادياً ، شعورياً وروحياً .
لو تمعنت بحالتك النفسية ووجدت حيويةٍ في الفكر ، صفاءٍ في الروح ، شعور بالثقة العالية بالنفس ، شعور بالتأثر بالفن والانجذاب إلى الإبداع والأشياء الجميلة ، الحماس ، الاشتهاء الجنسي ، تنوع الاهتمامات ، إحساس بالنشاط التخيلي والرغبة في إبداع شيء جديد ، شفافية روحية …الخ ، جميع هذه مؤشرات على إن الطاقة الجنسية نشطة وفي حالة فعالية .
كل تلك المظاهر للطاقة الجنسية تعبر عن نفسها في الجسد عبر أعراض فيسيولوجية ، وحيث تكون مستثار فإن شعوراً أو عارضاً من حماس أو تدفق شعري أو قوة حدس أو إلهام يتملكك ليعبر عن أسمى وأرق ما فيك .
ما يجمع كل هذه المظاهر ، هي أنها تحمل بصمات توسع ، استكشاف ، انطلاق في الخارج ، تحليق في فضاءات الآخرين ، رغبة في إثبات الذات على حدود الآخرين أو ضمن حدودهم ، تماماً كما يستعرض الجند قوتهم عند حدود البلد الذي يرومون غزوه ، إنها غزو رفيق للآخر ( حتى قبل أن يكون هناك آخرٌ محدد سلفاً ، أي معشوق محدد ) تتمظهر لدى الإنسان بتعابير مهذبة وإبداعية تعكس سمو روح صاحبها ورغبته في الظهور على بوابات الآخر أو الآخرون ، بأحلى حلّة ( روحية وسيكولوجية واجتماعية و..و..الخ ) .
أحياناً يبلغ شعور التوسع بالمرء حداً من القوة يظهر فيه الإنسان وكأنه يذوب وجداً وشوقاً وشفافيةٍ بحكم كمّ الطاقة المنتجة في قلبه وعقله . حاول أن تسجل لنفسك تلك الحالات من خلال استعادة بعض الذكريات القديمة أو اللحظات التي عشت فيها مثل هذه الأحوال ، أغمض عينيك وأستحضر لحظة كنت فيها في أوج توترك العاطفي وشعورك بالمعاناة والحرمان ، ربما كانت تلك اللحظة عند سماعك لأغنية ما أو قطعة موسيقية أو لوحة فنية معينة أيقظت فيك شعور الشوق والمعاناة , تنبه لتلك المتغيرات الفسيولوجية والشعورية التي تحصل لديك في تلك اللحظة ، ربما تتغير نبرة صوتك ، تشعر برغبة بالبكاء ، تطفر دمعة من عينيك ، تشعر برغبة بفعل شيء لم تفعله من قبل ، أن تكتب شعراً أو ترسم أو تسعى لتعلم شيء جديد ، ربما فيض من القوة ينتابك وتصبح أكثر عزماً وتصميماً على تغيير حياتك .
لاحظ أيضاً هذه المعايشات المكثفة الحية التي تعيشها في يومك العادي خصوصاً بحضور من تحب أو من تشعر بالانجذاب إليه ، لون السماء يبدو أجمل ، قطرات المطر تغدو سيمفونيات خالدة لا تبارح الذاكرة ، بل حتى البرد أو الريح تترك في نفسك في تلك اللحظة انطباعات خاصة متميزة تتسلل إلى وعيك فتجعله يبدو أكثر إشراقا وتملأك السعادة حتى ليرتعش قلبك من فرطها .
سجل في وعيك تلك اللحظات وخلّدها وأستعدها باستمرار ، تجعلك تمتلئ بذات المشاعر وذات الأحاسيس المتفجرة بالحيوية والحب والجمال والشفافية .
أيٍ كان نمط التربية التي تربيتها في الصغر ، فإنك لا تجرؤ على أن تنكر أن الرغبة الجنسية شيءٌ مقدس ، وما هو زائفٌ هو احتقار الجنس أو استرخاصه وابتذاله .
بل إن الجنس هو الشرارة الأولى للقرب الروحي والعاطفي الحقيقي الذي يفضي إلى التوحد مع الآخر ، إذ حيث يذوب الاثنان معاً شعورياً وفسيولوجياً ، فإنهما يرحلان بعيداً عن حدود الجسد الفردي ، وحيث يتحدان في كيانٍ واحدٍ ، ينتفي الزمن ، ينتفي التصنع والزيف ويعيشان التلقائية ، الفطرية ، الطبيعية ، براءة الأطفال في اللعب ، غياب التوتر الدفاعي والشعور العميق بالرغبة في الاستسلام الجميل .
إنه وجه الروح الحقيقي ، إذ تكون خارجة من أسر الرقابة والسيطرة والخوف والشعور بالذاتية المفرطة والانفصال التام عن الآخر .
هامش المترجم :

لقد أثبتت البحوث العلمية أن الشعوب التي توجد فيها حرية عاطفية وجنسية كبيرة ، هي الشعوب التي يوجد فيها أكبر عدد من المعمرين ، وهي التي تقل فيها الوفيات ويزداد فيها معدل العمر إلى درجة كبيرة ، بعكسه فالشعوب التي تتعامل مع الجنس والحب على أنها من المحرمات التي توجب عقاب السلطة الدنيوية وسلطة الرّب الأخروية ، هي الشعوب التي ينخفض فيها معدل العمر إلى أرقام مفجعة ،إذ يبلغ المعدل دون الستون عاماً في بعض الدول الإسلامية المتخلفة .
مضافاً إلى أن الشعوب الإسلامية هي الأقل إنتاجية اقتصادية والأكثر في نسبة العوانس والأكثر تخلفاً ثقافياً والأقل إنتاجية إبداعية بين شعوب العالم والأقل انسجاما بين الرجل والمرأة من كل شعوب العالم ، كما وهي الشعوب الأكثر إنتاجية للقتلة كالإرهابيين مثلاً بحكم التفكك الأسري الذي لا يرى ولكنه يلمس بقوة من خلال إنتاج أبناء سطحيين مرضى العقول تافهو الشخصيات في الغالب وجبناء إلى حد كبير ، وكل هذا ثمرة قلة الخيارات أمام التسريب للطاقة العاطفية والجنسية ، بحيث لا توجد إلا قناة واحدة فقط ، وهذه القناة ذاتها ينبغي أن تحوز على مباركة الواعظ والأب والأم والأخوان والأقارب ورجل الدولة وشيخ القبيلة ، فتخيل كم هي عسيرة أن تنال السعادة وتفتح قلبك للحب والتوحد مع الآخر في المجتمعات الشرقية ، وقطعاً ثمرة هذا كلّه ، مجتمعات مشوهة عرجاء تمشي على ساقٍ واحدة ( ساق الرجل ) وذات هذه الساق مثقلة بالعار والخوف والجبن .



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأثير الحب على العمر البيولوجي
- قوانين النجاح الورحية السبع The Seven Spirtual Laws
- قوانين النجاح الروحية السبع -3-
- تقنيات السيطرة على المخ- 2
- قوانين النجاح الروحية السبع - القانون الثاني - الإيمان بالعط ...
- تقنيات السيطرة على المخ
- الإيمان بالطاقات الكامنة ...الخفية !
- مهمات بناء الهوية الوطنية المقال الثالث
- مهمات بناء الهوية الوطنية - المقال الأول والثاني
- يا علاوي ...لا تدفع لهم ...بل هم من ينبغي أن يدفع ...!
- فهد ...مسيح العراق ...وآخر الرجال الحقيقيين
- التعليم الروحي في مدارس الدولة العراقية الوليدة - 2
- التعليم الروحي في مدارس الدولة العراقية الوليدة - المقالة ال ...
- عن الإيمان والإصلاح ومستقبل هذه الأمة
- الإرهاب والحرمان العاطفي والجنسي
- آراء في المناهج التعليمية في العراق الديموقراطي المنتظر
- حقوق الكرد العراقيين وتدخلات السيستاني الفظة....!
- الحفرة - قصة قصيرة
- وجيهة الحويدر ... بصيصُ نورٍ من داخل الكهف ...!
- الذي لم أأتلف معه


المزيد.....




- بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
- فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران ...
- مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو ...
- دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
- البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
- ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد ...
- بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
- مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
- مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو) ...
- الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كامل السعدون - تأثير الحب على العمر البيولوجي - ج2