أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - البوركا الساركوزية لم تكن سابغة بما يكفي














المزيد.....

البوركا الساركوزية لم تكن سابغة بما يكفي


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2949 - 2010 / 3 / 19 - 20:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا المقال أعده الحلقة الثانية من مقال : ساركوزي يواري فشله بالبوركا ، أو البرقع .
في المقال المشار إليه ، و بإختصار شديد ، ربطت بين فشل ساركوزي الإقتصادي ، و حملته على البوركا ، أو البرقع ، و أشرت في ذلك المقال للتغيير الوزاري الذي قام به ساركوزي آنذاك ، و الذي كان مؤشر واضح لإتجاه أكثر نحو اليمين ، و بما إن ساركوزي في الأصل ينتمي إلى يمين الوسط ، فإن إنتقاله إلى مزيد من اليمينية لم يكن يعني إلا مغازلة اليمين المتطرف ، بتبني خطابه ، خاصة أن ساركوزي لم يقف عند حد الحرب على البوركا ، أو البرقع ، بل تمادى في غيه اليميني بتبنيه ، لفترة ما ، لما يمكن أن نطلق عليه تربية المواطنة ، و هي التربية التي تستهدف بالأساس الأقليات العرقية الفرنسية .
كما ذكرت في السطر الأول في هذا المقال ، فإنني أعتبر هذا المقال هو الحلقة الثانية ، لإنه سيتعامل مع النتيجة ، أو ردة فعل الناخب الفرنسي على سياسات ساركوزي .
لقد كانت النتائج النهائية للإنتخابات الفرنسية المحلية ، التي أعلنت هذا الشهر ، مارس 2010 ، هي إجابة الشارع الفرنسي على الخطاب الساركوزي اليميني المتشدد .
لا أملك إلا أن أحيي الناخب الفرنسي الواعي ، الذي وجه صفعة لحزب ساركوزي ، منتخبا الحزب الإشتراكي ، الذي يمثل بحق قيم الثورة الفرنسية ، قيم : حرية - إخاء - مساواة .
لم يفلح الخط الساركوزي اليميني المتطرف ، و الذي أدرك هو نفسه خطره ، و حاول أن ينأى عنه فيما بعد ، خصوصا فيما يتعلق بقضية المواطنة .
نتيجة الإنتخابات المحلية الفرنسية تعد درس ، ليس فقط لساركوزي بل لكل الأحزاب ، و السياسيين ، على مستوى العالم ، و أيضا لكل ناخب .
الدرس يقوم على أن عموم الناخبين ليس من السهل التلاعب بهم ، عبر إثارة مشاعر الكراهية تجاه الأقليات ، و الخوف منها .
لم تفلح الألاعيب الساركوزية اليمينية في حجب عقول الناخبين الفرنسيين عن الوضع الإقتصادي الصعب ، و عن تبخر الوعود الساركوزية الإقتصادية ، فضلا عن أسباب أخرى تتعلق بسلوكيات ساركوزي الشخصية .
الدرس الثاني ، و الذي لا يقل أهمية عن الأول ، و هو درس أيضا عابر للحدود السياسية : أن اللعب على مشاعر الكراهية ، و إثارة النعرات اليمينية المتطرفة ، لا يصب في صالح أحزاب يمين الوسط ، التي تتبنى ذلك الخطاب المتطرف في فترات إنحسار التأييد لها .
القواعد الشعبية اليمينية المتطرفة الأصيلة ، و الأخرى التي تُكتسب لصف اليمين المتطرف بحملات الكراهية الي تتبناها أحزاب يمين الوسط ، تصب أصواتها في النهاية لصالح اليمين المتطرف الأصيل ، العتيد .
لم يكن كل الناخبين الفرنسيين في تلك الإنتخابات المحلية ، بنفس درجة الوعي ، فقد إستجابت قلة للحملة الساركوزية ، و لكنها أدلت بأصواتها لحزب جان ماري لوبان ، و ليس لحزب ساركوزي .
لم تثق تلك القلة بصدق التحول الساركوزي ، أو ربما لم تقتنع بساركوزي كيميني متطرف ، فلم تنظر له إلا على إنه وافد حديث ، فأعطت أصواتها لليميني المتطرف العتيق ، الراسخ في تطرفه ، فحصد اليمين المتطرف جهد يمين الوسط ، كما إتضح من النتيجة النهائية للإنتخابات .
لازال أمام ساركوزي فرصة ، ليعود لصفوف الإعتدال ، و يركز على الإقتصاد ، المحرك الأول للناخب في أي مكان في العالم ، و ليترك الناس تعيش بالطريقة التي تهواها ، مادامت تحترم القوانين العادلة لبلادها ، و أول شروط العدالة : المساواة في الحقوق ، و الواجبات ، و عدم التحامل .
الدرس ليس فقط لساركوزي ، بل أيضا لكل الحكام الذين يلعبون على مشاعر الكراهية تجاه الأقليات ، و هم كثير في منطقتنا .
البوركا الساركوزية لم تكن سابغة بما يكفي لتواري فشله .



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية الناضجة تلزمها ديمقراطية
- لا يا توماس ، الديمقراطية مارسناها قبل 2003
- آل مبارك يعملون على تدمير الجيش ماديا و معنويا
- إسرائيل لا تغلق الباب تماما مثلنا
- و أين شفاء الصدور لو نفق قبل محاكمته ؟
- عندما ننضج فكريا سنتعاون على أسس صحيحة
- توماس فريدمان يتجاهل البيئة السياسية كعامل حاضن للإعتدال الد ...
- حتى لا تصبح ديمقراطياتنا مثل ديمقراطية رومانيا
- المصرفي الصالح لا يسرق عملائه يا جيمي
- الحرب الدينية ، لو قامت ، فلن تكون إلا إسلامية - إسلامية
- الشعب الإيراني يتطلع لمصدق أخر ، و ليس لشاه ، و يرفض ولاية ف ...
- شبيبة مبارك ، و هلال معقوف ، نظرة للتغيرات الثقافية ، و السي ...
- الجمالية ، خير إسم للعقيدة الإقتصادية التي تحكم مصر
- النضال الحوثي ، نضال لمضطهدين ، و ليس نضال لبناة دول و مجتمع ...
- حماس باقية ، ما أبقت قيادها في يد متطرفيها ، و كبحت معتدليها
- دلالات الإنجاز الحوثي
- حرام ، و فاشلة ، و يجب محاكمة المسئولين عنها
- ما أتفق فيه مع القرضاوي
- ماذا سيستفيد الشيعة في العراق من دعم الديمقراطية السورية ؟
- حكم الأغلبية في سوريا ، صمام أمان للمنطقة


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - البوركا الساركوزية لم تكن سابغة بما يكفي