أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شوقية عروق منصور - من وين الملايين إلى كلب شعبولا














المزيد.....

من وين الملايين إلى كلب شعبولا


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 2949 - 2010 / 3 / 19 - 20:10
المحور: القضية الفلسطينية
    



لم تعد القدس مدينة الخطابات ومعارك الكلمات والقصائد الملحمية ولم تعد مدينة القسم والوعد العربي الذي أنهك التاريخ وهو ينثني وينحني ويتطاول ويرغى ويزيد ويبكي معلناً بمرارة أنه لن ينسى القدس ولن يتخلى عنها، لأن الحقائق الواقعة على الأرض تبين أن هذه المدينة التي تتعرض للانتهاك اليومي والتشويه التاريخي والديني واللصوصية العلنية وطرد السكان الاصليين هي الآن مدينة الاختبار، مدينة النار، التي تكشف الذهب المميز من الذهب الحقيقي، انها الآن عروس العروبة التي أدخلنا اليها كل زناة الليل على رأي الشاعر العراقي مظفر النواب – ووقفنا نستمع لصراخها دون أن نحاول مد يد المساعدة، بل الأدهى أننا ما زلنا نكمل مسيرة الثرثرة والعبارات الجوفاء، نحيطها بجدران من الوهم الأبجدي.
ان الأحداث التي جرت مؤخراً في مدينة القدس عرت بالكامل الأمه العربية الاسلامية ، فاكتشفنا أن جرح القدس ليس الجرح العربي وهذه حقيقة نبكي فوق أشواكها التي فرشت في القصور وبلاط الملوك ومنتجعات الرؤساء.
عندما يرجع الحجر الى مكانته الأولى نحاول التفاؤل ونبدأ بعد الساعات القادمة للانتفاضة الثالثة، هذا الذي كانوا يرددونه عبر الفضائيات التي أصبح يطل منها المحلل العسكري والخبير السياسي والعميل والبائع كل شيء لاسرائيل قنوات تمسك بأعناق المشاهدين وتهزهم وطنية ودموعاً، وعندما يجد الجد تحتضن العلم الأمريكي والاسرائيلي وتبدأ بتلوين الفضاء بالألوان، طيب الرضا الأمريكي.
في السادس عشر من الشهر الجاري يوم الأحداث الدامية في مدينة القدس كانت القنوات العربية تمارس أغانيها ومسلسلاتها وأفلامها كالمعتاد والناس ينتظرون من هم أسماء النومينه في ستار أكاديمي ويتجادلون هل سيخرج هيثم أو طاهرة أو باسل أو .. الخ واكتشفنا أننا جميعنا خرجنا من بطن العيب والخجل.
لا نملك الا شهية الجلوس والتنظير أمام شاشة التلفزيون بانتظار شبان لا يملكون الا الحجارة للدفاع عن المقدسات الاسلامية، ومظاهرات هنا وهناك خجلة ومن باب رفع العتب، فالأمه العربية تحولت الى نومينه خارج أسوار القدس ومن يراهن الآن على الدول العربية وجامعة الدول العربية والأحزاب والمؤسسات والحركات الاسلانية والوطنية كمن يراهن على قبض الهواء وعصره وإخراج زوابعه.
منذ عام 67 ومدينة القدس تنادي وتصرخ وتشد شعرها المتدلي من شبابيك التاريخ وأبوب القداسة وقبة الصخرة ولكن كلما ازداد شد الشعر ازداد الصمت العربي كأن هناك رابطة بين الصراخ والصمت حتى تحول الصمت العربي إلى معزوفة متوقعة وقد أصبح لدى المواطن قناعة أن الضرب في الميت حرام وأن الأنظمة العربية ميتة وحرام أن نضربها بتوقعاتنا لأنها أصغر من أحلامنا الكبيرة حتى الشارع الفلسطيني متهم بالصمت وهنا نرسم علامة سؤال كبيرة حول دور السلطة الفلسطينية التي تركت الساحة وتخلت عن الشبان ولم نسمع عن رد فعل السلطة الا من بعض المسؤولين الذين هاجموا المتظاهرين بحجة أن هناك طرقاً للمقاومة أفضل وحضارية أكثر.
لا نعرف عن اية وسيلة حضارية يتكلمون وإذا كانوا يقصدون أن المفاوضات العبثية هي الحضارة فبأس هذه الحضارة.
وفي يوم الأحداث كنت في مدينة طولكرم المدينة تعيش حياتها كالمعتاد وحركة البيع والشراء والناس في الأسواق نشطة، سألت احدى بائعات الميرمية عن أحداث القدس فقالت انا ابني استشهد وزوجي في السجن وحتى اليوم لا شفت أبو مازن ولا فياض ولا غيره اللي بهمني انو أوفر خبز لولادي القدس باعوها وقبضوا حقها بالدولارات اسألي الكبار احنا الصغار بس حطب للمظاهرات والانتفاضة وأرقام في السجون.
أما بائع خضروات الذي كان يقف على الرصيف فقد سألته وأنا أشتري عن الأحداث بشكل عابر واذ به كبركان ينفجر قائلاً: ان الزخم الشعبي كان في الانتفاضة الأولى لكن بعد ما اجاوا من تونس تغير كل شيء تاريخنا الفلسطيني سيكون قبل تونس وبعد تونس لن تكون انتفاضة ثالثة لانو الناس متعبة واللي فوق ما خلوا شيء، احبطوا الشعب وخلوه يشك بقدراته كيف بدك أبعث ابني على انتفاضة أو عملية فدائية وانا بشوف أبو مازن وفياض وعريقات وعبد ربه وغيرهم في جلسات حميمية وضحكات وتضييفات مع الزعماء اليهود واللي يسجن من الشباب الجن الأزرق ما بيخرجو وهاي غيرالمصاريف والتعب وانتظار السنوات اذا كان عندو أولاد الله يعين مرتو والله حرام على الشهدا وحرام على المساجين اللي راح عمرهن ببلاش.
عادةً في الاسواق تكون اصوات الأغاني منبعثة من محلات بيع الكاسيتات والديسكات، وفي سوق طولكرم حاولت أن أسمع في يوم أحداث القدس أغنية تدفع إلى الحماس وتعبئة الشرايين بالاعتزاز فلم أسمع عنادي قادني إلى محل لبيع الديسكات فسألت عن أغنية وين الملايين وقال لا يوجد وأخذ يردد أمامي الأغاني الحديثة لهيفاء وهبي واليسا وكاظم الساهر وشيرين.
تركته إلى محل أخر فلم أجد ديسك للأغنية وكرر صاحب المحل أيضاً أسماء مطربي الأغاني الحديثة وعندما هممت بالخروج من المحل صاح كأنه وجد كنزاً عندي اغنية شديدة لشعبان عبد الرحيم ( شعبولا ) يا كلب يا ابن الكلب شعرت أن فترة وين الملايين انتهت وحل محلها يا كلب واكتشفت أن شعبولا مسحوق لغسيل المشاعر تنصح به الأنظمة العربية وبكيت على مدينة يتاجر بها الزعماء وتنام على صفحات الخطابات وفي القصائد وفي الأغاني فكلهم يساهم في رش السكر على جثتها في الوقت الذي تقطع به الأيدي.



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يستكثر علينا الصراخ
- عندما ينهض الموتى
- امرأه من تمر هندي
- ثمن المطلقة الف دولار والزوجة الثالثة والرابعة خمسة الآف
- على كل عربي ان يحافظ على مؤخرته


المزيد.....




- -ضربته بالعصا ووضعته بصندوق وغطت وجه-.. الداخلية السعودية تع ...
- كيف يعيش النازحون في غزة في ظل درجات الحرارة المرتفعة؟
- فانس: في حال فوزه سيبحث ترامب تسوية الأزمة الأوكرانية مع روس ...
- 3 قتلى بغارة إسرائيلية على بنت جبيل (فيديو)
- -يمكن تناولها ليلا-.. أطعمة مثالية لا تسبب زيادة الوزن
- Honor تكشف عن هاتف متطور قابل للطي (فيديو)
- العلماء يكشفون عن زيادة في طول النهار ويطرحون الأسباب
- لماذا نبدو أكثر جاذبية في المرآة مقارنة بصور كاميرا الهاتف؟ ...
- العراق.. انفجارات وتطاير ألعاب نارية في بغداد (فيديو)
- مصر.. محافظ الدقهلية الجديد يثير جدلا بعد مصادرته أكياس خبز ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شوقية عروق منصور - من وين الملايين إلى كلب شعبولا