|
قريبا على الشاشات والفضائيات
جمال زنكنة
الحوار المتمدن-العدد: 898 - 2004 / 7 / 18 - 08:11
المحور:
القضية الكردية
قريبا جدا....على الشاشات والفضائيات كاطع (ابن ابو كاطع) يذكرنا عنوان هذه المقالة باسلوب الدعاية للافلام او البرامج التي كان يراد تقديمها في وقت لاحق وذلك في الستينيات من القرن الماضى ، حيث كان اصحاب دور السينما يروجون لبضاعتهم بالاعلان عنها بالشكل المكتوب اعلاه بفارق بسيط وهو عدم وجودكلمة (الفضائيات) في الدعاية حيث لم تكن للفضائيات وجود في ذلك الزمان، وكانت عادة تضاف جملة: (لاول مرة) اذا كان الفلم المزمع تقديمه جديدا واذا كان الفلم قديما ويتم اعادة عرضه فكانوا يضيفون جملة: ( بناء على رغبة الجمهور) الى الاعلان،لتبرير عرضه او كون الفلم مطلوبا من قبل الجمهور حقيقة. والفلم الذي اريد التحدث عنه هنا هو في الواقع فلم قديم اعيد عرضه مرات ومرات ولكن من دون( رغبة الجمهور) اذ ان الجمهور لم يكن يتمنى اعادة عرض الفلم الذى سئم منها لاضراره الكبيرة ليس للعراق فقط بل حتى للمنطقةكله ولايمكن لاي شخص ان يتباهى بعدد المرات الكثيرة والتي اضطر فيها الى (خوض) هذه الفلم (المعركة) الا ان اسس التجارة العالميةوالبازار السياسي لاهم لها الا الكسب المادي دون الالتفات الى المساوىء واالماسي التي قد يسببها ذلك العرض. لكي لايلتيس الامر على القارىء العزيز على ان ادخل في صلب الموضوع الا وهو الوضع العراقي الشائك فبالامس تم تسليم السيادة الى (العراقيين)وذلك يومين قبل موعده المحدد سلفا وفي احتفال متواضع جدا لتفادي المنغصات التي (قد) تحصل خلال تسليم السلطةولافشال خطط الارهابيين لعرقلة عملية نقل السيادة. نعم تم نقل السيادة بهدوء ولملم بول بريمر(جوالاته) متوجها الى بلاده ليتمتع بعطلة العمر بعد استلام مكافاة نهاية الخدمة حيث كان في توديعه نائب رئيس الوزراء الدكتور برهم صالح فقط. ولم يبقى في يد العراقين الا قرار الامم المتحدة المرقم 1645 وكم هائل من المسائل المعقدةالمنتظرة تسويتهاكالامن والاستقرار والنفط والاقتصاد والبنية التحتية المهدمة ولاشك من ان واحدة من اهم تلك المسائل هو الشان الكردي الذي لم يكتسب الوضوح بل لايزال يشوبة الغموض فبالرغم من ان قانون ادارة الدولة العراقية يقر النظام الفدرالي التعددي الا ان الشارع الكوردي لم يشعر بالاطمئنان والقلق يساوره عن مصير الوضع الكوردستاني، فالذي يقرأ ويطلع على اراء الاكراد قاطبة والتي تنشر في وسائل الاعلاام كافة ومواقع الانترنت يخلص بنتيجة هي ان غالبية الاكراد غير متفائلين بل يتوجسون الشر وقلقين على المستقبل ، بالرغم من ان الكورد يدركون جيدا ان النظام الاستبدادي قد ولى ولايمكن ان يتعرضوا الى الاسلحة الكيمياوية كما كان في عهد الدكتاتور صدام حسين وان الكيمياوي على قد كبلت يداه الشريرة، الا ان الكورد لايخفون قلقهم من الوضع الكوردي ويلومون قياداتهم والحزبين الرئيسيين بالدرجة الاولى بالليونة وعدم عرض الشان الكوردي بالشكل الذي يجب ان يكون، اعتقد ان الكورد محقون في ذلك ، في لوم قياداتهم اذ ان المتوقع بذل المزيد من الطاقة والارتقاء الى مستوى مطالب الشعب الكوردي ولوان القيادة الكوردية لم تالوجهدا في الدفاع عن الحقوق الكوردية ابدا الا انها مع الاسف لم ترتقي الى مستوى مطالب الكورد ومستوى النظال الشاق المرير الذي خاضه الشعب الكوردي خلال النصف القرن الماضية.ان تعاون الحزبين الكورديين والقيادة الكوردية عموما مع او ثقتهم بامريكا لايختلف عن مافعله اي فصيل عراقي معارض اخر والحزبان على دراية بالاعيب السياسة الامريكية في الشرق الاوسط او العالم، فامريكا تلعب على الجميع وتستخدم كل الدول وخاصة الدول العربية وتركيا وفق مصالحها الخاصةفكيف الحال بالكورد وامكانتهم المتواضعة. هل كان على الكورد عدم مساندة امريكا في حملتها لاسقاط نظام صدام حسين؟؟؟ماذا كان يقول الاخرين لموقف كردي بهذا الشكل ؟ التهم كانت جاهزة وكثيرة ابسطها ان الاكراد او بعظهم هم (عملاء) لصدام، اذا لم يكن هناك خيار اخر للاكرادغير مساندة امريكا وخاصة انهم عانوا الامرين على يد نظام الدكتاتور المخلوع .لذا ساهم الاكراد بشكل فعال في اسقاط النظام الدكتاتوري وان الان الاوان للتمتع بالحرية الكاملةفي جميع انحاء العراق بعد التمتع بحرية جزئية لفترة 12 سنة في كردستان، وان الاوان لانظمام الاجزاء المحررة حديثا من كوردستان الى كوردستان. الا ان مجريات الامور لاتشير الى ذلك فبالرغم من الاعتراف بحق الكورد في تحديد العلاقة مع المركز بصيغة الاتحاد الفدرالي الا ان اجزاء واسعة جدا من كوردستان لاتزال مجهولة المصير فكركوك وخانقين وسنجار ومناطق اخرى لاتزال تنتظر الانظمام الى اقليم كوردستان، السؤال الذي يطرح نفسه الان هو ماذا سوف يحدث لوبقى الحال على الوضع الحالي ؟؟ اسوف يقبل الاكراد بعدم ظم المناطق الكوردستانية الى اقليم كوردستان؟؟ الجواب الطبيعي هو النفي لان الاكراد ناضلوا مايقارب النصف قرن لتحقيق حلمهم التاريخي في انشاء كيان فدرالي في العراق ولايمكن لهم الان بعد ان دحروا اشرس دكتاتورية عرفتها المنطقة ان يقبلو ببقاء كوردستان مجزءة وان تبقى كركوك والمناطق الاخرى خارج الاقليم، اذا هل تلجأ( الحكومة العراقية الديمقراطية) الى محاربة الاكراد لردعهم واسكتهم من المطالبة بحقوقهم كما فعلت في العهود السابقة؟؟ هل يتوقع ان يتم ارسال (الجيش العراقي) مرة الى جبال كوردستان لمحاربة ( العصاة!!)؟؟؟ وهل سيباشر(ابن ابو كاطع) برنامج والده المشؤوم(ابو كاطع) خفافيش الليل الذي لم يفلح لانه خاب ظنه ووجد امامه الاسود وليست الخفافيش؟؟؟؟!! اننتظر لنشاهد قريبا على الفضائيات (وخاصة بعضها) اخبار القتال في (شمال الوطن الحبيب)؟؟. ان مجرد تصور هذا الامر يبدوا شاذا وغريبا ولايمكن للعقل العراقي ان يرجع 50 سنة الى الوراء بعد كل هذه التجارب المريرة. يستوجب على كاطع(ابن ابو كاطع) ان يبحث عن عمل اخر له.
#جمال_زنكنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كركوك .....ليست بروكسل...ومقترح طالباني لايصلح
-
الاتحاد انفصالا....او الانفصال اتحادا الفدرالية .....كركوك .
...
-
لكي لايتلطخ نوروز بالدم
-
الحقوق العثمانية في نقط العراق - ايقاف الاحتلال التركي الآن
المزيد.....
-
دول تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو وزعيم أوروبي يدعوه لزيارت
...
-
قيادي بحماس: هكذا تمنع إسرائيل إغاثة غزة
-
مذكرتا اعتقال نتنياهو وغالانت.. إسرائيل تتخبط
-
كيف -أفلت- الأسد من المحكمة الجنائية الدولية؟
-
حماس تدعو للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لجلب نتنياهو و
...
-
وزير الدفاع الإسرائيلي يوقف الاعتقالات الإدارية بحق المستوطن
...
-
133 عقوبة إعدام في شهر.. تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان في إيرا
...
-
بعد مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت.. سيناتور جمهوري يوجه تحذي
...
-
قادة من العالم يؤيدون قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الا
...
-
معظم الدول تؤيد قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الاحتلال
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|