|
تعالوا نفجّر ونقتل ونسحل الجثث الآدمية
علي فردان
الحوار المتمدن-العدد: 898 - 2004 / 7 / 18 - 08:26
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
(17 يوليو 2004 م) أدعو كل المؤمنين من المواطنين وغير المواطنين في الداخل والخارج، أدعو كل من يؤمن بالقضاء على الكفرة والمشركين العلمانيين، أدعوهم للانضمام لتنظيم القاعدة والتنظيمات الأخرى "الجهادية" لنعمل جميعاً على إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب، وقتل من تطاله أيدينا ومتفجّراتنا ورصاصنا المنهمر. تعالوا نفجّر المؤسسات الحكومية لنقتل المواطنين ورجال الأمن لتعاونهم مع الحكومة "الكافرة"، تعالوا نقتل الأجانب من يهود ونصارى وبوذيين ومن لا دين له، تعالوا نحزّ رؤوسهم أماما كاميرات التصوير ونعرضها على الملأ ونقول "الله أكبر". تعالوا نسحل جثث الأجانب في الشوارع والطرقات أمام كل الناس لإرهاب "أعداء الله" ولنريهم أن الجهاد في الإسلام هو قتل من يختلف معنا ولا يشهد شهادة الإسلام، تعالوا نقتنص الفرصة ونطلق الرصاص على كل من ينتمي لدولة غربية، رجل أو امرأة، تعالوا ندمّر البنية التحتية "للدولة الكافرة" من كهرباء وماء وهاتف ومحطات استخراج النفط والغاز، لأنها تذهب إلى الدول "الكافرة". تعالوا نذهب للجنان بسرعة فنفجّر أنفسنا ونقتل أكبر عدد من الناس، سواءً كانوا من المواطنين "العملاء" للحكومة، أو من الأجانب، فإن كان منهم أبرياء فعجّلنا بهم إلى الجنة، وإن كانوا من الكافرين والمشركين فعجّلنا بهم إلى النار. تعالوا، لا تخافوا، ولا تحزنوا، فأمام أعيننا الشهادة في "سبيل الله" نلتقي بعد ذلك في الجنة بإخوة لنا، هناك نحتضن الحور العين ونشرب من ماءٍ معين، نغترف الخمر الحلال ونشرب من أنهار اللبن في حياة أبدية لا تنتهي، لا نجوع فيها ولا نعطش. تعالوا نقوم بتدريس الأطفال المسلمين كيف يكرهون "الكفّار والمشركين" ومن أتباع المذاهب "الهدّامة" ونعدّهم للمستقبل "الزاهر" بإذن الله حيث يكونوا قنابل موقوتة وقت الحاجة للجهاد، فنقتل كل من يعترض طريقنا من اليهود والنصارى و"الشيعة" وبقية من يتسمّوا بالمسلمين وهم أبعد ما يكونوا عن الدين "النقي". من منّا لا يريد الذهاب إلى الجنة ويختصر المسافة إليها؟ الكل يريد هذه النهاية السعيدة، فعلينا أن نذهب للعراق وأفغانستان والشيشان وأنغوشيا والجزائر والمغرب وروسيا، ودول أخرى مثل الفلبين وإندونيسيا واليمن والصومال وكينيا والبوسنة والهرسك وكوسفو، تعالوا نقاتل أئمة "الكفر" في عقر دارهم ونفتخر بقتلهم تنفيذاً لتعاليم ديننا "النقي". تعالوا فلن نخذلكم ولن تخذلكم الحكومة السعودية "الكافرة" أيضاً. فإذا ما تعبتم من السفر والتنقل والهرب، إذا لم تنجحوا في الحصول على "الشهادة"، تستطيعوا أن تتراجعوا اسمياً، فالعفو من الحكومة ينتظركم، وستحصلوا على أفضل مافي الدنيا والآخرة ويقوم المسؤول بشكركم على أعمالكم؛ فكما حصلتم على الحسنات التي ستدخلكم الجنة "بدون حساب"، ستحصدون خير الدنيا أيضاً، فالدنيا والآخرة لكم. أمّا من أسرعنا به إلى الجنة ممن "استشهدوا" خطئاً على أيدينا المباركة، فأهاليهم لن يستطيعوا الشكوى ضدّنا والحكومة ستجبرهم على التنازل، بل كان من المفترض أن يشكرونا لأننا أوصلنا أطفالهم ونسائهم وغيرهم إلى جنة عرضها السماوات والأرض، وهذا من فضل "الله" على عباده. ستقوم طائرة خاصة بنقلكم شخصياً من بلاد "الكفاّر والمشركين" سواءً كانت إيران "الرافضية" أو سوريا "البعثية" وسيتم نشر صوركم في جميع وسائل الإعلام الحكومية ويُكال لكم المديح والثناء على أفعالكم البطولية، وسيكون في استقبالكم في المطار مساعد وزير الداخلية أو من هو في رتبته أو أعلى. سيتم إعطائكم فرصة للظهور والتحدث إلى وسائل الإعلام المحلية الحكومية ويتم توفير سكن يتناسب مع مجهوداتكم الجهادية في "قتل الكفرة والمشركين" وستقوم الحكومة "الكافرة" أيضاً بصرف مكافأة لكم ولزوجاتكم إضافةً إلى تسيير راتب شهري للزوجة، ولا ننسى أنّ هذه الزوجة إذا ما كانت من بلاد الشام أو الشيشان أو المغرب العربي، سيتم إعطائها الجنسية السعودية بسرعة فائقة شاكرين لها مسعاها في المساعدة التي قدّمتها لزوجها في حربه ضد الكفر وأهله. لذلك ننصح الأخوة المجاهدين قبل أن يسلّموا أنفسهم أن يتزوجوا من حوريات الدنيا من شقراوات البوسنة والشيشان إلى جميلات المغرب العربي والشام، حيث سيتوفر لهم الجواز السعودي ويعاملوا كسعوديات في أقل من أسبوع على دخولهم بلاد الحرمين. تعالوا نضحك على العلمانيين الكفاّر الذين يعيثون في بلاد الحرمين فساداً باسم الحريات وحقوق الإنسان وحرية ممارسة الشعائر الدينية "للمشركين الشيعة" والداعين للمبادئ الغربية المسماة "ديمقراطية"، فعاقبتهم في الدنيا والآخرة. تعالوا نفرح على هؤلاء من سمّوا أنفسهم إصلاحيين فلهم الخزي والعار والسجن والتعذيب أقل ما يستحقونه، فأقلامهم المسمومة التي نالت من "المجاهدين" وكذلك "العميلة" للغرب الكافر و"الداعية" للتحلل وتفتيت الإسلام هي أكثر من أن تُعد وتُحصى. ولهذا فالحكومة السعودية "الكافرة" تقوم بعمل جليل بسجنهم ومنع الزيارة عنهم، حيث اعترفت الحكومة "الكافرة" بأن من سمّوا أنفسهم "إصلاحيين" ما هم إلاّ مجموعة من العملاء لدولة خارجية كافرة تريد أن تنال من ديننا النقي. تعالوا نفرح على استجوابهم وسجنهم انفرادياً، ونفرح لمنع الآخرين من "العلمانيين" من السفر ومنع الكثير منهم من الكتابة في الصحف المحلية حتى لا يشوّهوا صورة هذا الدين "النقي" ويدعوا للتفسخ والعري والمخازي. تعالوا نفرح على زوجات "العلمانيين" وأولادهم، ونشفي صدورنا على ما يعانونه من تعب ونصب، وهذا أقل القليل من الذين يستحقونه، وفي الآخرة مأواهم "النار" يكبّون على وجوههم لما فرّطوا في هذا "الدين" العظيم. تعالوا نرفع رايات النصر بما أنجزناه، فهاهي الحكومة "العميلة" "الكافرة" تركع تحت ضرباتنا الإيمانية التي لا تخشى في الله لومة لائم، وتتنازل وهي مطأطئة الرأس، فهي لا تفهم سوى لغة القوة، لغة الجهاد؛ لغة المجاهدين، تعالوا نطالب الحكومة السعودية "الكافرة" بالقضاء على العلمانيين الكفرة وأشباههم من "الرافضة" و"الصوفية" حتى "نطهّر" أرض الحرمين من هؤلاء، بعد أن نطهّرها من اليهود والنصارى، وإلاّ فقد أعذر من أنذر، ونحن نحذر الحكومة "الكافرة" إذا لم تفعل ذلك بأننا سنقتص منهم بأنفسنا، والله على ما نقول شهيد.
#علي_فردان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الطائفية ضد الشيعة في السعودية: جريمة حكومية منظمة
-
ثلاث شمعات تضيء طريقنا المظلم
-
شعار الدولة السعودية: العفو عن الإرهابيين والتنكيل بالآخرين
-
الهروب في زمن الإرهاب
-
أعداء الإنسانية: قراءة في فكر الندوة العالمية للشباب الإسلام
...
-
انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية بوابة الإرهاب
-
الكاتبة السعودية وجيهة الحويدر: قضيتكِ قضيتنا
المزيد.....
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|