أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي كاظم المجيد - تداول السلطة ديمقراطيا














المزيد.....

تداول السلطة ديمقراطيا


حسين علي كاظم المجيد

الحوار المتمدن-العدد: 2947 - 2010 / 3 / 17 - 20:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شكل مبدأ التداول السلمي للسلطة ركنا مهما من أركان البناء الديمقراطي , لكون هذا النظام يفرز إرادة الشعب بعيدا عن النظم الشمولية التي ترتكز في حكمها على نظام الحزب الواحد والقائد الواحد ومبدأ التوريث في الحكم كما حصل وسيحصل في الكثير من دول المنطقة , وللتداول السلمي ركائزه تأتي في مقدمتها التعددية الحزبية والانتخابات , فالأحزاب والمرشحين الذين ينتمون إلى تيارات وتنظيمات سياسية حاكمة أو معارضة، وقد يكونون مستقلين متحررين من الانتماءات الحزبية , يختلفون في الوسائل والبرامج والسياسات والأيديولوجيات؛ ولكنهم يتفقون في مسألة التداول السلمي للسلطة عبر ما تفرزه صناديق الاقتراع وما يحدده صوت الناخب . وإن اختلفت النظم الانتخابية من بلد ديمقراطي إلى آخر باختلاف تركيبة المجتمع فنجد النظام الرئاسي أو البرلماني الا انها جميعها تؤدي إلى احترام الارادة الشعبية أو ما يسميه البعض ( ارادة الاغلبية السياسية ) التي لا يمكن تجاهلها مطلقاً . أي إن هناك ثمة عقد اجتماعي , ونظرية العقد الاجتماعي تعني العقد هو الإيجاب والقبول مع الارتباط والعقد الاجتماعي هو نظرية في نشوء الدولة والقانون , وتدور نظرية العقد الاجتماعي عند روسو حول وحدة الجسم الاجتماعي وتبعية المصالح الخاصة للإرادة العامة وحول السيادة المطلقة غير المنفصلة عن الإرادة العامة ، وبالتالي نجد إن الانتخابات التي يتم على ضوء نتائجها إفراز حكومة تنتقل اليها السلطة من الحكومة المنتهية ولايتها بمثابة عقد يوقعه أغلبية الشعب مع حزب أو مجموعة أحزاب مؤتلفة لقيادة البلد لفترة محددة بموجب الدستور النافذ في البلد وفي العراق ولاية البرلمان ( السلطة التشريعية ) والحكومة ( السلطة التنفيذية )أربعة سنوات , لذا نجد إن الشعب يصنع السلطة عبر مشاركته في انتخابها وهذا ما يذهب إليه المفكر العربي الدكتور تركي الحمد حيث يقول "أن جوهر الديمقراطية هو المساواة أمام القانون والحرية في التعبير عن الذات في ظل قانون لا يتعارض مع هذه القيمة والمشاركة في القرار الذي يتعلق بالشأن العام.. بإيجاز أن جوهر الديمقراطية معرفياً هو نسبة الحقيقة والقدرة الأولية لكل فرد على الوصول إليها والمشاركة في صنعها انطلاقاً من مبدأ المساواة الأولية في نفي الوصاية على الحقيقة واحتكارها واجتماعياً جوهر الديمقراطية هو مبدأ التسامح وحرية السلوك والفكر والرأي" .من هنا نجد إن أساس التداول السلمي للسلطة قائم على طرفي العقد الطرف الأول الناخب والطرف الثاني المرشح أو مجموعة المرشحين . ونحن في العراق عانينا كثيرا من تهميش الارادة الشعبية في اختيار السلطة وهذا ما قاد البلد إلى عدد كبير من الانقلابات الناجحة أو الفاشلة وفي كل مرة يدفع الشعب الثمن غاليا حيث تتعطل مشاريع التنمية ويفتقد الأمن ويهمش الآخر وتصادر حرية الرأي وتقبع قوى المعارضة في السجون أو تلاقي حتفها , وهذا يحدث عقب كل تغيير غير سلمي للسلطة حيث تكون اللغة السائدة حمراء اللون كالدم الذي يراق , وتحتفظ ذاكرتنا بمشاهد كثيرة يصعب نسيانها , ناهيك عن الآثار الاجتماعية والثقافية والاقتصادية الناجمة عن ذلك , يضاف اليها الانفراد بالرأي داخل الحزب الحاكم الذي يشكل من المؤسسات التشريعية من تكون تحت وصايته ويملي عليها إرادته بما فيها شن الحرب إن شاء ذلك , فبغياب المؤسسات التشريعية تغيب سلطة القانون وتعلو الإرادات الشخصية والنوازع الفردية بعيدا عن مصلحة البلد ومصالح الشعب . لهذا كانت الديمقراطية مطلب شعبي لأنها تشكل الخلاص من حمامات الدم وتدمير الذات , والنظام السياسي الديمقراطي هو الخطوة الأولى في طريق تحرير الطاقات الاجتماعية . ورغم حداثة التجربة الديمقراطية العراق ورغم ما شابها من سلبيات في سنواتها الأولى الا إنها شكلت وعي جمعي في ممارستها شعبيا واحترام لنتائجها من النخب السياسية فوجدنا إن الشعب العراقي وفي غضون سبعة أعوام 2003—2010 قد لمسها أكثر من مرة فتعاقبت أكثر من حكومة بشكل سلمي وسلس بعيدا عن ما كان مألوفا في الشارع العراقي منذ خمسينيات القرن الماضي وما كان سائدا في الشرق الأوسط بصورة عامة . وبالتالي فإن إن النظام الديمقراطي يعد من أكثر الأنظمة السياسية في العالم عدلاً وإنصافاً كونه يأخذ مشروعية من الشعب .



#حسين_علي_كاظم_المجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هذا عمل رجال دين أم ماذا


المزيد.....




- سعد الحريري يُدين اغتيال حسن نصرالله: دفعنا غاليا من أحبتنا ...
- كيف عرفت إسرائيل موقع حسن نصرالله؟ شاهد ما قاله عقيد متقاعد ...
- عمل كمستشار عسكري في الحرب الأهلية في سوريا.. الكشف عن هوية ...
- إليكم من قد يخلف حسن نصرالله كزعيم جديد لحزب الله
- الحوثيون: حسن نصرالله نال ما تمناه.. ومقتله -خسارة فادحة-
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لتجنيد لوائي احتياط للقتال في ال ...
- قصف عنيف جدا الآن على الضاحية الجنوبية لبيروت
- موسكو تدين جريمة الاغتيال السياسي لأمين عام -حزب الله- حسن ن ...
- الإعلام العبري: تفعيل صفارات الإنذار في المنطقة الوسطى بإسرا ...
- أبرز ردود الفعل على اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله؟


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي كاظم المجيد - تداول السلطة ديمقراطيا