أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - مصطفى البارزاني : الزعيم الكردي و الوطني 2 من 2















المزيد.....

مصطفى البارزاني : الزعيم الكردي و الوطني 2 من 2


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 2947 - 2010 / 3 / 17 - 07:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


واذا استطاع بجهود مفعمة بالوعي من الخروج عن الأطر القومية الضيقة، و بسعيه لشمول الثورة الكوردية القطاعات الأوسع من التنظيمات و التجمعات و الأحزاب الكوردستانية، فإنه استطاع بتفعيل الثورة الكوردية في الأطار الوطني العراقي الأوسع و جعلها ركنا فاعلا فيه، و بفتحه صفوفها لكل من اراد الإنضمام اليها من اقصى اليمين الى اقصى اليسار . . ان يحقق مكاسب للقضية الكوردية من جهة و للقضية العراقية عموماً من جهة اخرى بعد ان صار احد اركانها، و كما لعب دوره في ادامة الثورة و ادامة حضور الشخصية الكوردية في كل المنعطفات التي شهدتها مسيرة عموم البلاد.
ان شخصية و دور الملا مصطفى لابد و ان تؤخذ في زمانه، وفي اطار الصراعات الفعلية التي كانت جارية سواء في العراق او في المنطقة، الوعي السائد و المرحلة التاريخية التي كان يمر بها الشعب الكوردي و شعوب و دول و انظمة المنطقة، اضافة الى ماهية و مكونات حركة التحرر الوطني الكوردية و العربية، و ظروف الحرب الباردة . . و التي لايمكن عزله عنها، و انما رؤية كيفية تعامله مع الأحداث و مع القوى المتصارعة صراعاً جنونياً للسيطرة على كوردستان من جهة، و على عموم المنطقة و تقسيم مواردها، وانواع المخططات الدولية السائدة، و طبيعة السياسات و الروح الشوفينية التي اتبعتها دول المنطقة تجاه الشعب الكوردي و حقوقه العادلة، و مواقفها المتشددة تجاه شعوبها ..
فان حالة الإبادة ـ ابادة قرى، مناطق بكاملها، السعي لأبادة شعب الذي مارسه صدام لاحقاً سواء في 1975 اثر النكسة، او في ابادة حلبجة 1988 ـ . . التي عاشها منذ طفولته و التي قضى شطراً منها في السجون مع والدته و اشقائه، ثم في شبابه منذ ثورة الشيخ محمود الحفيد مروراً بثورات و انتفاضات بارزان، و في جمهورية مهاباد التي كان قائد جيشها . . جعلته ينظر بشكل واقعي الى الأمكانات المتوفرة و كيفية تفعيلها و تطويرها، اضافة الى رؤيته الى امكانات الخصم .
الأمر الذي اكسبه و بالتالي اكسب حزبه الذي ترأسه ، مرونة و طول نفس و صبر، بل و جعله يسعى للتفاوض مع الحكومة حفاظاً على الأرواح و الحواضر و القرى الكوردستانية، وعلى ذلك الحضور الكوردي الفاعل في الحياة السياسية . . و جعله يسعى للتفاوض و وقف القتال استجابة لطلب الحكومات المتعاقبة التي كانت تلجا الى التفاوض حين تفشل عسكريا و ماليا ـ رغم علمه بانها ستعاود الهجوم على كوردستان ـ ، اضافة الى سعي الملا مصطفى ذاته للتفاوض عندما كان يشعر بتعب رجاله و تعب وحداته، او في مواسم الحصاد، كي لاتموت القرى . . بعيداً عن التطرف و الأرهاب. و كانت تلك الفترات تلبي حاجة الثورة الى اخذ النفس و اعادة تجميع و تنظيم القوى و انعاش الوضع الإقتصادي في مناطق الثورة .
و يذكر قريبون منه كيف انه كان يسعى للتفاوض عندما كان يرى ضروراته، بموافقته على التفاوض مع مدير شرطة السليمانية الذي كلّف بذلك بشكل مقصود في الستينات، رغم ان الحكومات كانت ترسل في العادة من هو بدرجة و زير للتفاوض معه، وكيف تفاجأ من كان معه على موافقته على التفاوض معه ، و اجابهم :
ـ والله حتى لو يرسلوا لي شرطي الآن ... اتفاوض معه ! (1)
لقد كان الملا مصطفى حذرا في انطلاقته في الستينات، و تصرّف كقائد سياسي عسكري عرف كيف يدير القضية، بحكمته و معرفته و استعداده الدائم لتعلم الجديد و تقبّله الرأي من ذوي العلوم و المعارف من اجل تحقيق ما امكن تحقيقه من الحقوق العادلة لشعبه الكوردي، ضمن اطار الحدود الدولية التي ازدادت قسوة و منعة امام الشعب الكوردي. حيث زادته المعارف قدرة على معرفة القوى المحيطة بالثورة و توازناتها الداخلية و الإقليمية و الدولية، فكان حذراً من المواجهة المباشرة سواء مع تركيا الناتو او ايران الشاه، و حرص على اتباع سياسة الحياد بين الشرق و الغرب . . لفترات طويلة .
ففيما كان يحاول الأبتعاد عن الخطوط الحمراء للناتو، فإنه رحّب بالأتفاقية العسكرية العراقية ـ السوفيتية لتوريد السلاح، حينما صرّح علناً " لسنا ضد الأتفاقية العسكرية مع السوفيات " التي فاجئت من كانوا يعدوّن لرفض تلك الإتفاقية . . و كان له في ذلك اكثر من حساب عسكري و سياسي، زاد من قربه للدول العربية و على رأسها مصر، التي كانت تسعى لتعويض خسائرها اثر عدوان حزيران 1967 بالإعتماد على الشرق ، و ترك ذلك الموقف ، اضافة الى موقفه بايقافه القتال مع الجيش العراقي اثناء العدوان الإسرائيلي على الدول العربية . . ترك لديها اثراً طيباً جديداً ساعد على تفهم افضل لوجود و حقوق الشعب الكوردي (2) .
الاّ ان موقف الحياد و الموازنة الذي اتبعه القائد الملا مصطفى بين الشرق و الغرب، لم يستطع ان يحافظ عليه لهول المخططات الدولية و الإقليمية وحدّة صراعاتها و تسارعها، التي لم تستطع ان تتحملها الثورة الكردية فانحازت للموقف الأميركي . . الأمر الذي حصر الثورة في زاوية محددة في قيود الجغرافية السياسية و ادى الى انتكاستها عام 1975 اثر اتفاقية الجزائر المشؤومة بين صدام و شاه ايران . . الأمر الذي ادىّ بالقائد الى تقييمه لذلك بتعبيره عن الندم الكبير باعتماده على قطب او طرف واحد من الأقطاب الدولية آنذاك، رغم ان مواقفه و مسيرته الحافلة لم تنطلق الاّ من اجل تحقيق المطالب العادلة للشعب الكوردي (3)
و فيما يرى خبراء و سياسيون ان اندلاع الحركة الكردية بقائد كالملا مصطفى ضمن اطار بلد عربي . . كان عاملاً مشجعاً و دافعاً للعرب و للأكراد للنضال من اجل التحرر و التقدم الإجتماعي، لأن العرب هم الأقرب للأكراد امام تسلط النير العثماني . . و العثماني ـ الفارسي . . الذي كان العراق مسرحاً لحروبهما و صراعاتهما، و كان الأثنان ينوءان من نيرهما، الأمر الذي تواصل في نضالاتهما في فترة الإنتداب و الوصاية البريطانية و الأستقلال بنفوذ بريطاني . . بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى .
اضافة الى ان النضالات العربية ـ الكوردية التي تواصلت في عموم العراق . . كانت عاملاً هاماً في توصّل الزعيم الكوردي الى انه لايمكن تحقيق الحقوق القومية العادلة للكورد العراقيين دون الديمقراطية لعموم العراق، فخاض النضال على ذلك السبيل، وكان عاملاً هاماً في تلاقي القوى الكوردية التحررية بالقوى الديمقراطية العربية، حيث كان من اوائل من شجّعوا فصائل الأنصار التي كان وزن المتطوعين العرب من العراقيين فيها واضحاً، اضافة الى تشجيعه و دعمه لحركة المقاومة الفلسطينية، الذي بلغ الى حد الدعم المتبادل في ميادين متعددة . . و اثار حفيظة العديد من الدوائر التي سعت بنشاط محموم لدق اسفين التفرقة بينهما، بشتى الوسائل و الحيل .
ان دوره الوطني البارز في المنعطفات كان يبرز، رغم كلّ التعقيدات وتفرّق المواقع بل وتواجهها المؤسف احيانا، التي لم تنجم الاّ من جسامة وهول المشاريع والمخططات التي واجهت الحركة الديمقراطية العراقية بعمومها من جهة، و واجهت عمودها الهام " الحركة القومية التحررية الكردية " من جهة اخرى . . حيث بقى المجربون والأكثر وعياً يتابعون ويحاولون معرفة مواقف وتقديرات الملا مصطفى و مواقفه في تلك المنعطفات . .
من جهة اخرى، فإن نضاله العنيد من اجل الحقوق الطبيعية للكورد، و تجاوبه بلا قيود نظرية او آيديولوجيه ـ عدا المحظورات المخلة بنضالات شعوب المنطقة ـ مع كل ما اضاف قوة للقضية الكوردية و عدالتها و انسانيتها، و تفاعله مع الممكنات لأنجاز انطلاق و مسيرة الثورة بنجاح، و من اجل تثبيت و جود كينونة و حضور كوردي في مواجهة مخاطر القمع و الإبادة . . جعل الجماهير الكوردية في الدول التي الحقت بها اجزاء كوردستان الأخرى، تعتبره قائدها التأريخي.
فلم تكن مصادفة حين شاهدتُ صور القائد الملا مصطفى تزيّن الشوارع و المحلات في مدينة مهاباد الكوردية الإيرانية، اثناء تجوالنا بها بعيد انتصار الثورة الإيرانية و سقوط الشاه عام 1979 . . و صوره المزينة العديدة و هو الى جانب القاضي محمد، و الى جانب الزعيم عبد الكريم قاسم .
و لم تكن مصادفة ان يقول الشهيد د. عبد الرحمن قاسملو (4) في لقائي معه مطلع الثمانينات في نوكان في كوردستان العراق لأعيد له كتابه الشهير " الكورد شعب بلا وطن ـ people without country " الذي اعارني ايّاه مشكوراً و استفساراتي له عن وثائق مؤتمرات حزبه " الحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني " و تناولها ـ اضافة الى تناول كتابه ـ الدور الرائد للقائد البارز الملا مصطفى البارزاني قائد الجيش (وزير الدفاع) في حكومة جمهورية مهاباد ذات الحكم الذاتي في ايران، حين قال :
ـ الملا مصطفى البارزاني . . نعم انه ابرز زعيم للحركة الكردية . . كان زعيماً تمتع بكل مواصفات الزعيم، من الحكمة و الشجاعة الى المرونة و الصفح عند المقدرة ، كان يعرف الواقع وموازناته واين هي الحلقة الأساسية، وقد جرح مراراً من الغدر . . الأكاديمي شئ والزعيم السياسي شئ اخر، القضية تعود الى البناء والتكوين الشخصي !
تحية الى القائد الملا مصطفى البارزاني في يوم ميلاده !

16 / 3 / 2010 ، مهند البراك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. من ذكريات الفقيد الوزير في حكومة كوردستان الفدرالية يوسف حنا القس و احاديثه للكاتب .
2. راجع كتاب مذكرات الفقيد " عزيز شريف "، الرئيس الأسبق لمنظمة السلم و التضامن في العراق، وزير عراقي سابق للعدل .
3. راجع اعداد صحيفة الحزب الديمقراطي الكوردستاني " خه بات " المخصصة للموضوع .
4. سكرتير عام الحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني " حدكا " ، و قد اغتيل عام 1989 في فيينا .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصطفى البارزاني : الزعيم الكردي و الوطني ! 1 من 2
- الإنتخابات النزيهة انقاذ لوحدة العراق ! 2 من 2
- الإنتخابات النزيهة انقاذ لوحدة العراق ! 1 من 2
- - اتحاد الشعب - كتحالف ديمقراطي يساري !
- لماذا يحذّر العراقيون من عودة (حزب البعث) ؟! 2 من 2
- لماذا يحذّر العراقيون من عودة (حزب البعث) ؟! 1 من 2
- د. حبيب المالح في الذاكرة ابداً ! * 2 من 2
- د. حبيب المالح في الذاكرة ابداً ! 1 من 2
- دولنا العربية و (حزب الأغلبية الحاكم) 2 من 2
- دولنا العربية و (حزب الأغلبية الحاكم) 1 من 2
- تحية ل - الحوار المتمدن - مع اطلالة عامه الجديد !
- في ذكرى ثورة اكتوبر العظمى ! 3 من 3
- في ذكرى ثورة اكتوبر العظمى ! 2 من 3
- في ذكرى ثورة اكتوبر العظمى ! 1 من 2
- من اجل قانون احزاب وطني يصون البلاد ! 2 من 2
- من اجل قانون احزاب وطني يصون البلاد ! 1 من 2
- الأربعاء الدامي . . و الديمقراطية ؟
- - اي رقيب - من يوميات طبيب مع البيشمركةالأنصار الجزء الثاني
- هل تكمن العلّة حقاً في الشعب ؟! 2 من 2
- هل تكمن العلّة حقاً في الشعب ؟! 1 من 2


المزيد.....




- هل ينام الأطفال بعمق أكبر في الشتاء؟
- روسيا تواصل تقدمها العسكري في أوكرانيا وتسيطر على ست مناطق ج ...
- روائح واخزة تنبعث من أماكن الغارات الإسرائيلية على الضاحية ا ...
- الخارجية الإيرانية: مزاعم ضلوع طهران في محاولات اغتيال ترامب ...
- مستشار أوكراني سابق: زيارة زيلينسكي إلى هنغاريا كارثية
- حريق ضخم يلتهم السيارات في شارع الحمرا ببيروت (فيديو)
- سيناريوهان متناقضان ينتظران إيران في عهد ترامب الجديد
- كيف أعادت غزة ترامب إلى البيت الأبيض؟
- اشتعال عشرات السيارات في حريق ضخم بشارع الحمراء ببيروت
- إيران: اتهامنا بالتورط بمحاولة اغتيال ترامب -عار عن الصحة-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - مصطفى البارزاني : الزعيم الكردي و الوطني 2 من 2