نزار جاف
الحوار المتمدن-العدد: 2946 - 2010 / 3 / 16 - 23:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عبر الرئيس النهر سباحة! إذن فصحته على أحسن مايرام وليس هناك مايدعو للقلق عليه، الرئيس إمتطى صهوة الجواد بنفسه من دون أن يعتمد على أية مساعدة بهذا الخصوص وبهذا فکل ماقيل بشأن مرضه کذب و إفتراء، الرئيس، زار المسجد الفلاني و شارك في صلاة الفجر، وبهذا دحض کل الاشاعات و المزاعم التي تدعي بأنه معتل صحيا سيما وقد ظهر فجرا!
صحة الرئيس و الحاکم بأمر الله في بلداننا هي الشغل الشاغل للناس، ذلك أنها بمثابة الناقوس الذي ان بدأ بالقرع فإن تباشير مغادرة کرسي الرئاسة تلوح في الآفاق، والذي يدعو شعوب دول المنطقة الى إيلاء الاهتمام الاستثنائي بهذه المسألة، هو انه مامن رئيس في دول المنطقة(العربية) ماعدا لبنان، قد غادر کرسي الرئاسة لو لم يکن هناك مرض او إنقلاب يودي به، بالاضافة الى ان إنتشار هکذا خبر يشفي غليل عامة الشعب المحجوب عنه عادة کل المعلومات الخاصة المتعلقة بالوضع الصحي للرئيس بل وحتى وضعه العائلي.
واليوم عندما يغادر الرئيس الفلاني الى دولة اوربية لإجراء عملية جراحية و نسمع هنا و هناك تقارير عن"نجاح العملية"و"تماثله للشفاء"، فإننا نسمع في نفس الوقت تقارير أخرى تتحدث عن المشهد في غيابه و سيناريوهات البديل او البدائل المرشحين فيما لو دنت ساعته و غادر الدنيا الفانية، هذا الرئيس، وغيره من الرؤساء المزمنين بالحکم و ملاصقة الکرسي حتى النفس الاخير، ظهر فجأة على حقيقته و تعرى من اوراق التوت التي کان يتخفى تحتها عندما أجبرته الالام المبرحة و التخوف من المضاعفات في حالة عدم المعالجة، على مغادرة بلده لإجراء عملية جراحية، ومنذ ذلك اليوم و البلد يضرب أخماس بأسداس و تتضارب الآراء و التخمينات بشأن صحة و عافية الرئيس(الذي يعاني اساسا من تکلس قوي يرغمه على ملازمة کرسي الرئاسة)، لکن فجأة تناقلت وکالات الانباء صورة عن الرئيس ويبدو وکأنه يتعافى وقد ظهرت عليه ملامح النحول و الضعف، غير ان هذه الصورة سوف تصبح اساسا قويا لجوقة المداحين و المتزلفين بصحة و سلامة الرئيس وسيؤکدون بأن رب السموات و الارض قد أغدق من رحمته على هذا الرئيس(المؤمن البار)و أسبغ عليه من فيض لطفه العافية مجددا لکي يستمر کظل"جمهوري"للسماء على الخلق لحفنة سنين أخرى.
الرئيس مريض..الرئيس بخير.. هذا هو حال بلداننا وستبقى على هذه الحالة طالما تصور الشارع المغلوب على أمره انه لاحول و لاقوة له إلا بالله رب العالمين، وبرئيسه صاحب الحل و الربط و الامر و الفصل في مختلف شؤونه، وحتى يظهر مرة أخرى رجل کعبدالرحمن سوار الذهب(وهو أقرب الى المستحيل)، سنبقى نهتف عاش الرئيس الاب و يحيا الرئيس الابن وکل عدة عقود"وأنتم في ظل حکم رئيس هو إمتداد لأسلافه"تصبحون على شئ معدوم في بلداننا!!
#نزار_جاف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟