أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - صلاح يوسف - مقترحات حول مخالفات النشر في الحوار المتمدن














المزيد.....

مقترحات حول مخالفات النشر في الحوار المتمدن


صلاح يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2946 - 2010 / 3 / 16 - 19:54
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


هذه مقالة عامة لا تخص شخص محدد، ولكنها تتناول بعض القضايا المهمة بشكل عام، شاكراً إدارة الحوار المتمدن تفاعلها الإيجابي والخلاق مع الموضوع.
بالطبع حدوث السرقات العلمية وارد في كل زمان وكل مكان، ولكن يبقى الأهم، كيفية التصرف حيال هذا الأمر فور حدوثه، وهي المقترحات التي آمل أن تجد لها آذاناً صاغية، ولا يمكن لهيئة الحوار المتمدن أن تعتبر مسؤولة عن حدوث أي سرقة لو تمت، ذلك أن الفاعل هو من سيتحمل مسؤولية ما ارتكبه من مخالفات.
لتوضيح خطورة الأمر وضرورة عدم معالجته بالفهلوة وكأس النبيذ مع احترامي للنبيذ والبيرة والويسكي الأستكتلندي، فإننا سنلقي نظرة على بعض قوانين الولايات الأمريكية والأوروبية بشكل عام فيما يتعلق بهذا الموضوع.
لنتخيل أن باحثاً ما قد سرق فقرة أو إشارة مرجعية من كتاب آخر دون توثيق واحترام لأصول الاقتباس، فما الذي يمكن حدوثه لهذا الشخص في حال تم اكتشاف السرقة ؟! لو كان حاملاً لشهادة الدكتوراه فإنه سيحرم من جميع امتيازاتها لمدة تترواح بين خمس وعشر سنوات. يمنع من الكتابة والنشر نهائياً إلا بإذن ورقابة من إدارة الجامعة. معظم الجامعات وحرصاً على سمعتها تقوم بفصل هذا المحاضر فوراً. بعض الدول تلزم السارق مرتكب الجريمة بإعادة كتابة بحث جديد لإثبات حسن السير والسلوك. دول أخرى، وفي حالة تم رفع قضية ضد مرتكب السرقة، يتم إصدار حكم عليه بالحبس أو استبدال ذلك بالغرامة الباهظة.
لا تتم معاملة جريمة السرقة الفكرية بنفس الطريقة التي تعامل فيها جرائم السطو والسرقة الأخرى أو حتى جرائم القتل أو الاتجار بالمخدرات، بل إن قضايا ومخالفات النشر تحال فوراً ورأساً إلى النائب العام مباشرة دون حاجة للجوء إلى أي محكمة أخرى من أي نوع. لاحظ عزيزي القاريء أين هم وأين نحن ؟! نسيت أن أذكر القاريء بأن من تثبت عليه جريمة سرقة فكرية أو أدبية تعاقبها الكثير من الدول المحترمة بحرمان الشخص من الشهادة في المحاكم، على اعتبار أنه استحق صفة " مزور " بكل جدارة !!
هنا أود إمتاع القاريء بحادثة تخص حياة النمل الأشد تنظيماً من حياة البشر.
في مرة كنت جالساً في منطقة ريفية مستظلاً بشجرة تفاح. لاحظت اقتراب نملة من حبة بقل ( حمص أو فول أو ما شابه ). اقتربت النملة من الحبة وأخذت تصارعها بلا فائدة. كنت أتأمل المشهد بدهشة عجيبة. من أين للنملة كل هذا الإصرار وتلك القدرة على الكفاح ؟! ما يهمني في الحكاية، أن النملة تركت الحبة وعادت أدراجها، وما هي إلا دقائق حتى كان رتلاً هائلاً من النمل يحيط بالحبة ويشترك جميعه في دفعها نحو الجحر. ليس من الصعب توقع ما حدث، فقد عادت النملة للملكة في جحرها وأبلغت عن وجود الحبة فخرج جيش المساعدة لكي يحضر حبة الغذاء لأجل الشتاء القاسي ولأجل إطعام الصغار. الجزء التالي في الحكاية هو الأكثر غرابة من أي شيء شاهدته في حياتي. ذات مرة تكرر حدوث المشهد أمامي، وتكرر كفاح النملة بلا طائل، وعندما اختفت النملة عرفت على الفور بأنها ذهبت لطلب المساعدة. قمت بإجراء اختبار بسيط لرؤية الكيفية التي يتصرف بها النمل في الأحوال الطارئة وغير المتوقعة. الإجراء كان بأنني رفعت حبة البقل من مكانها، وحينما عادت النملة ومعها جيش المساعدة، ماذا تتوقعون أنه حدث ؟؟! شيء غير متوقع ولا يخطر ببال بشر، قام جيش المساعدة بقتل النملة صاحبة البلاغ الكاذب وسحبوها إلى الجحر بدلاً من حبة البقل !!!
إن من يقوم بالسرقة العلمية يكون قد سطى على مجهود غيره، فهل يمكننا أن نتخيل للحظة أن ترتفع مكانة شخص ما إلى مصاف المفكرين والفلاسفة لمجرد أنه يسطو عليها ويدبلج منها المقالات بالقص واللزق ؟؟؟ لا يمكن قبول ذلك ولا يمكن تقبل التعاطف مع شخص من هذا النوع في حال تم إثبات جرم السرقة العلمية عليه. إن من يسرق نصاً يسرق وطناً كما قال يوماً العزيز سيمون، وفوق كل ذلك فإن جرائم النشر تتخذ بعداً أكثر خطورة من أي جريمة أخرى لما تسببه من جريمة أخرى هي تضليل الرأي العام وجمهور القراء.

العقبة الكبيرة التي تصادفنا هنا في الحوار المتمدن، هو هذا الفضاء الكوني الهائل الذي جعل من وسائل النشر أداة عولمية مهمة في غياب أي رقابة حكومية أو وجود نائب عام يمكنه التصرف أو جامعة تقوم بمحاسبة من يرتكب المخالفة بفصله وحرمانه من امتيازات الدكتوراه. ولذلك أقترح ما يلي للإخوة في إدارة الحوار المتمدن:
1- إعطاء المجال للنقاد والباحثين والكتاب حرية التحقيق في قضايا خروقات ومخالفات النشر دون قيود، وللحوار أسبقية رائعة في هذا السياق عندما قام سيد القمني بالكشف عن حدوث سرقات فكرية من كتابه الشهير " حروب دولة الرسول ".
2- وهذا مهم أيضاً، ولكي لا يتحول الحوار إلى ساحة لتبادل الاتهامات الفارغة دون دليل، أقترح معاقبة من يقوم بنشر اتهام بالسرقة الفكرية أو الأدبية دون دليل بمنعه من النشر في الحوار لمدة تقررها إدارة الحوار وقد تكون العقوبة الحرمان النهائي من النشر.
3- لماذا لا يشكل الحوار المتمدن لجنة خاصة لمتابعة مخالفات النشر لدراستها والبت فيها بحيث تكون هيئة الحوار على بينة من حدوث السرقة ولا يتم إصدار الأحكام جزافاً ؟؟ بالطبع أنا نفسي لا أصلح لهذه المهمة إطلاقاً.
إن أول وأهم الخطوات في تصحيح مسيرة البناء والعلمنة والتطوير والديمقراطية، هي تنقية المسيرة من الشوائب والعوالق الضارة، فالسرقة الفكرية هي بلاغ كاذب للرأي العام وهي انحلال أخلاقي خطير وليس من الكبائر لو تعلمنا من النمل شيئاً.

شكراً للمتابعة



#صلاح_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لصوص النصوص في الحوار المتمدن
- القبيلة العربية الإسلامية والإنسان الأول
- دعوة إلى نبذ عقيدة الإسلام !
- عن الأصل الجنسي للحجاب في الإسلام
- نعم للجدار المصري !!
- هل حقاً أن القناعة كنزٌ لا يفنى ؟؟!
- ما بعد زلزال نادين البدير: هل ثمة زلازل نسائية أخرى قادمة ؟؟ ...
- نادين البدير بشائر ثورة قادمة !
- هل ينتهي الإسلام ؟؟!
- الإسلام والمجتمع المدني مرة أخرى
- من شموع البابلي إلى شموع الحوار المتمدن
- الإسلام والمجتمع المدني
- كم تكلفنا صلاة المسلمين ؟؟!
- في وجوب حظر تعليم وتداول القرآن !
- الرؤية الشرعية لمكافحة انفلونزا الخنازير !
- ملاحظات حول قانون العقوبات في الحوار المتمدن
- أكاذيب التفسير العلمي للقرآن
- الثالوث المقدّس في عقيدة المسلمين
- تفاعلات الزملاء والقراء مع مقال قثم بن عبد اللات
- قثم بن عبد اللات – حول ضرورة الحجر على نبي الإسلام !!!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3 / عبد الرحمان النوضة
- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - صلاح يوسف - مقترحات حول مخالفات النشر في الحوار المتمدن