اقريش رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 2946 - 2010 / 3 / 16 - 13:22
المحور:
المجتمع المدني
هي في الأصل جدلية عميقة، بين مكونات الفكر العربي، واحد الإشكالات التي كتب في حقها العديد من الكتابات التي فككت الإشكال من زوايا عدة، وعموما في اعتقادي الشخصي، أرى انه لا يمكن لمجتمع عن يكسب مكانة سواء في الداخل أو الخارج ، إذا كانت ثقافته في الحضيض، أو منعدمة فيه ، ولما كانت الثقافة احد مكونات الحضارة، كانت نخبتها هي أسس العلم والتطوير، بل احد المراجع الفكرية التي يستقيم بها المجتمع، واحد الشركاء الأساسيين في البناء العام، ولا يمكن تصور مجتمع بدون نخبة مثقفة، ذلك أنها تشكل الرمز الثابت للهوية والخصوصية.
المجتمع المثقف، هو المجتمع الذي يسعى إلى الاستقرار المعرفي، والعامل على صيانته، مع الإشارة إلى أن التنوع الثقافي ليس دائما عنصر تفرقة، بل احد عناصر التجميع، احد عناصر الوحدة. ومن هنا كانت الثقافة احد أجندة الحكومات و الدول في ترسيخ الهوية والحضارة والاستقرار المعرفي المؤسس على الثوابت.
ولا يمكن هنا إغفال دور كل الشركاء في تجسيد هذا التقارب الحاصل بين جل مكونات المشهد الثقافي المتنوع، إذ كل يعمل في اتجاه تحصين المكتسب وتأكيد الثابت وتعزيز قدرات النخبة المثقفة على المضي قدما في بناء صرح الهوية الثقافية لمجتمع ما. وهمها قلنا يضل الهاجس الأساسي، هو تجنيد كل الطاقات الخيرة بجعل الثقافة للجميع، ومجتمع بدون أمية، ودولة بدون جهالة. ومعناه أن تكون الطبقة المثقفة هي النخبة السياسية، هي مصدر قوام الترشيد السياسي، بل هي أيضا، النخبة التي تمكن من الاعتماد عليها رغم الاختلاف الأيديولوجي، لأنها الطبقة التي تتعالى عن الأنانية والنرجسية، وتتحمل المسؤولية في استمرار الأمن المعرفي، و وفق هذا المبدأ ، تكون لها الأحقية في التدبير السياسي، والتعقل السياسي.
المثقف السياسي، ليس هو السياسي المفبرك، أو المصنوع أو المدفوع تحت تأثير رغبة معينة، أو اتجاه مصلحاتي. السياسي المثقف، هو الرجال العاقل الذي يمثل الأمة أحسن تمثيل وبأحسن دور وبأقل تكلفة ممكنة. والفرق شاسع بين السياسي البهلوان، والمثقف السياسي.
#اقريش_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟