أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - الإعلام المصري والرئيس مبارك















المزيد.....

الإعلام المصري والرئيس مبارك


نهرو عبد الصبور طنطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2945 - 2010 / 3 / 15 - 21:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عجيب أمر هذا البلد (مصر)، إذ بغتة ومن دون سبب ظاهر يبعث على التصديق والاطمئنان تفتقت وانفتحت شهية النظام المصري على حرية الرأي والتعبير والصحافة والإعلام، فاستبشر الناس خيرا، لكني لم أستبشر، وعدم استبشاري بالحرية الإعلامية التي انطلقت على حين غفلة من أهل مصر ومن دون مقدمات تذكر هو أن الشريط الجيني الوراثي للنظام المصري أو بالأحرى الحزب الوطني بدءا من الرئيس مبارك وانتهاء بعامل النظافة البسيط في أصغر مقر ريفي من مقرات الحزب الوطني الحاكم لا يمكن أن يصدق عاقل أن شخصا واحدا في هذه المنظومة يحمل في جيناته جينا واحدا وظيفته بعث الإيمان بالحريات العامة أو الديمقراطية أو الإيمان بقيمة الإنسان وحقوقه وكرامته وكينونته، ولا يمكن لعاقل أن يصدق بأن الإيمان بالحريات العامة والديمقراطية وحقوق الناس قد نزل هكذا بغتة على قلب الرئيس مبارك ومن ثم على قلوب أتباع حزبه، فلدينا مثل في الصعيد يقول: (الحدايا لا تفقس كتاكيت)، وكذلك الثلاثون عاما الماضية من حكم مصر خير شاهد على ما أقول.

ولأننا نعيش في مصر بلد العجائب فقد آمن الشعب المصري وصدق أن (الحداية تفقس كتاكيت) وصدق أن النظام المصري هكذا بغتة وبين غفوة عين وانتباهتها ولوجه الله والناس والوطن وبعد ثلاثين عاما من الانفراد بالسلطة وحكم الفرد الواحد قد اقترف الإيمان بالحرية وتداول السلطة والديمقراطية وحقوق الناس في الحياة، وكان من أوائل المصدقين بهذا هم الإعلاميون المصريون الذين يَدَّعُون المعارضة والاستقلالية، باستثناء رُهَيْط منهم، (عبد الحليم قنديل، إبراهيم عيسى، محمود سعد)، وانطلق الإعلاميون المصريون يتهللون فرحا ودعاء وثناء على الرئيس مبارك أن كان أول المؤمنين والداعين إلى الحرية في مصر، وأول من مَنَّ وتفضل وتكرم وتصدق على المصريين بهذه الحرية، فانطلق الإعلاميون الذين لا لون لهم ولا طعم ولا رائحة ولا مبدأ ببرامجهم وصحفهم يتعقبون الفساد ويتربصون بالمفسدين في كافة القطاعات ففوجئوا بطوفان متراكم متتابع من الفساد لا قبل لهم ولا لبرامجهم ولا لصحفهم به، وراحوا يتساءلون في ذهول ومكر وخبث ولؤم عن من المسئول عن هذا الطوفان من الفساد؟؟، وكأنهم لا يعرفون حقا من المسئول!!!، ثم يقول أمثلهم طريقة: المسئول عن هذا الفساد هي الحكومة، الحكومة وحسب، وهنا يكون مشروعا لي ولغيري أن يسأل هؤلاء الإعلاميين الماكرين الخبثاء المخادعين، فأقول: أليس الرئيس مبارك هو وحده دون غيره من قام بتعيين تلك الحكومة وتعيين جميع وزرائها وزيرا وزيرا كما عين كل الحكومات السابقة خلال الثلاثين عاما الماضية، وهو وحده من يملك إقالتها ومحاسبتها ومعاقبتها إن هو أراد ذلك؟؟، أم أن الرئيس مبارك هو رئيس شرفي لمصر يملك ولا يحكم؟؟، أم أن هذه الحكومة قد جاءت إلى السلطة عبر انتخابات نزيهة ونظيفة ولا دخل للرئيس بها؟؟. وعلى أي أساس علمي عقلي منطقي واقعي يفصل الإعلاميون الكذابون الخبثاء بين ما وصلت إليه مصر من تردي وانهيار وبين الرئيس مبارك؟؟ أليس هو المسئول الأول عن كل شيء في مصر من واقع رئاسته للدولة منذ ثلاثين عاما؟؟.

وللإجابة على هذه التساؤلات المشروعة نقول: إن هؤلاء الإعلاميين الكذابين الخبثاء يتعامون ويتغافلون عمدا مع سبق الإصرار والترصد عن حقيقة ما جاء في الدستور المصري من صلاحيات لرئيس الجمهورية تجعل منه الحاكم الأوحد الذي بيده مقاليد كل شيء، وله الأمر وحده، ولا حاكم غيره، وليست الحكومة أو رئيس الحكومة ولا الوزراء كما يكذب الإعلاميون ويخدعون الناس، فرئيس الوزراء وجميع وزرائه لا يملكون من أمر الناس ولا من أمر أنفسهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الرئيس لمن يشاء ويرضى، وهذه الحقيقة يعرفها جميع الإعلاميين المصريين كما يعرفون أبناءهم، لكن زهو النجومية والشهرة وبريق المال الأخاذ يخرس ألسنتهم عن التفوه بتلك الحقيقة، فكل إعلامي لا ينطق بهذه الحقيقة ويعلنها في صراحة وشجاعة وهي أن الرئيس مبارك هو وحده دون غيره المسئول عما وصلت إليه الأوضاع في مصر من تردي وانهيار فهو إعلامي جبان يكذب على الناس ويخادعهم ولا يملك بين جنبيه ذرة من الرجولة أو الكرامة أو الشرف وليس في وجهه قطرة ماء.

ومن أكثر ما يكشف زيف وخداع الإعلاميين المصريين من دون استثناء سوى من ذكرنا أن الإعلاميين المصريين عندما تقع أيديهم على فساد ما هنا أو هناك يرددون في غباء فاقع قولتهم الشهيرة (سيادة الرئيس لو يعرف حاجة ذي كدة مش ممكن يوافق عليها)، وهم بقولتهم هذه ينسبون إلى الرئيس مبارك من حيث لا يشعرون الغفلة عما يحدث بالبلاد واللامبالاة بما تفعله الحكومة وأهل السلطة بالناس، مما يشعر المتابع للإعلام المصري بأن الرئيس مبارك إما أنه يغط في نوم عميق طوال اليوم وطوال الأسبوع بل وطوال عمره ولا يدري شيئا عن أحوال الناس إلا من وسائل الإعلام، أو أن الرئيس مبارك يحكم مصر من على ظهر كوكب آخر غير كوكب الأرض وبالتالي فهو غير ملم بما يحدث في مصر. أو أن الرئيس يعلم بكل ما يحدث في البلد من فساد وانهيار ولكنه يصمت عنه ولا يتحرك إلا حين يثار الموضوع في وسائل الإعلام وهذا يعد موافقة ضمنية منه عما يحدث ويدور في مصر وبالتالي فهو مشارك فيه.

فلو كان هؤلاء الإعلاميون يقيمون للأمانة والصدق والشرف وزنا لاغتنموا تلك الفرصة الممنوحة لهم حاليا من حرية الكلام ولأشاروا صراحة إلى المسئول الأول والأوحد عما يحدث في مصر منذ ما يقرب من ثلاثين عاما، ولكانوا قد تطهروا من النفاق والكذب على أنفسهم وعلى الناس وتركوا تلك المجاملات النتنة وذلك النفاق القبيح للرئيس مبارك، إذ هم يعلمون علم اليقين أن كل ما يحدث في مصر لم يحدث إلا بعلم الرئيس مبارك وفي ظل حكمه، ولكانوا قد تطهروا من أنانيتهم القميئة وخوفهم على مصالحهم ونفعيتهم ومكاسبهم الشخصية والتفتوا إلى جموع الناس يجلون لهم حقائق وأسباب ما حدث ويحدث في مصر ويخبرونهم عن المسئول الحقيقي عن كل هذا، فلو فعلوا ذلك لكان أشرف لهم وأكرم وأفضل من تلك الدعارة الإعلامية التي يمارسونها على الناس في برامجهم وعلى صفحات جرائدهم، ولعله قد خرج منهم ذات يوم شخص واحد يطالب الناس بمسائلة الرئيس مبارك وحده عما حدث ويحدث في مصر ولمصر على الصعيد الداخلي والخارجي طيلة فترة حكمه في الثلاثين عاما الماضية، أو يطالب أحدهم بمحاكمة الرئيس مبارك أمام محكمة مصرية عادلة لتنزل به العقاب العادل حين إدانته جزاء ما فعله بهذا البلد وأهله، لكني أشك في أن أحدا يفعلها في ظل تلك الدعارة الإعلامية التي تمارس على شاشات القنوات الخاصة وعلى صفحات الجرائد المعارضة والمستقلة، وعزائي الوحيد أن الرئيس مبارك وغيره من الحكام العرب لو أفلت أحدهم بالموت من محكمة الدنيا فلن يفلت من محكمة الحي الذي لا يموت يوم يقوم الناس لرب العالمين حين يقول الإنسان يومئذ أين المفر كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر، تلك المحكمة قدسية الأحكام والميزان حين يقول الله للظالم لا تتكلم ويقول للمظلوم تقدم وخذ مظلمتك ممن ظلمك، محكمة يقول الحق عنها: (وَنَضَعُ المَوَازِينَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) (47_ الأنبياء)

يبدو لي أن النظام المصري قد حسبها صح وعرف أن الشعب المصري مهما فعل فآخره الكلام ثم الكلام ثم الكلام فقرر أن يفتح له أبواب حرية الكلام على مصراعيها تمشيا مع القول المأثور (الكلاب تنبح والقافلة تسير)، وأخيرا أقول: إن صَدَّقَ أهل الأرض كلهم جميعا أن (الحداية تفقس كتاكيت) أنا لا أصدق، لأن الحق سبحانه يقول: (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً) (58_ الأعراف). والأيام والشهور القادمة وما ستسفر عنه نتائج الانتخابات الرئاسية وانتخابات مجلسي الشعب والشورى القادمة ستثبت صدق ذلك. وساعتها ستذكرون ما أقوله لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد.

نهرو طنطاوي
كاتب وباحث في الفكر الإسلامي _ مدرس بالأزهر
مصر_ أسيوط
موبايل/ 0164355385_ 002
إيميل: [email protected]



#نهرو_عبد_الصبور_طنطاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام المصري بين إهدار دم الأقباط وازدراء المسلمين
- الجهل السياسي لحركة حماس هو سر مأزقها
- جماعة تكفير الأنبياء
- أعلن مبايعتي لجمال مبارك رغم أنف إبراهيم عيسى، ولكن..
- هل جمع الله القرآن الكريم؟؟
- لا حرمة في مصر لمن يفكر في الاقتراب من كرسي الرئاسة
- هل أصبحت هيفاء وهبي رمز وطني مصري؟؟
- نعم إن العرب يكرهون مصر والمصريين
- هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الرابع والأخير
- هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الثالث
- هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الثاني
- هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الأول
- منع الاختلاط بين الرجال والنساء جريمة
- هل القرآن كلام الله؟ رد على المستشار شريف هادي
- عقوبة السجن وصمة عار في جبين البشرية
- ويبقى موقع الحوار المتمدن هو الأمل
- خروج الريح لا ينقض الوضوء
- آدم ليس خليفة الله في الأرض
- أعِدُكْ أني لن أفلح
- يا أبت أين أجد الله؟؟


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - الإعلام المصري والرئيس مبارك