أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - دياري صالح مجيد - هل ستفعلها اسرائيل ؟















المزيد.....

هل ستفعلها اسرائيل ؟


دياري صالح مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 2945 - 2010 / 3 / 15 - 12:08
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


نوهنا في احدى المقالات السابقة التي نُشرت في الحوار المتمدن الى ان البرنامج النووي الايراني لم يعد كما كان يؤمل له ان يكون قضية محورية تدور في فلكها كل الدول والمنظمات ذات العلاقة , التي تجمعها مخاوف مشتركة من هذا البرنامج ومنها على وجه الخصوص امريكا واسرائيل , فاللحظة الحالية تشير وبما لايقبل التؤيل بطريقة التفكير وفقا لنظرية المؤامرة , بان كلا الطرفان يختلفان في تحديد اسلوب التعامل مع هذا الملف ومع ما تقوم به ايران من عملية تعضيد وتوسيع للدول والمنظمات الحليفة لها في المنطقة , فالجانب الاسرائيلي يبدوا انه لا زال حتى هذه اللحظة غير مدرك الى تغيير موازين وقواعد اللعبة السياسية في امريكا مع تغير النخبة السياسية الحاكمة فيها , فادارة اوباما التي جاءت في محاولة لاعادة البريق للصورة الامريكية التي شوهتها اعمال سابقه المليئة بلغة العنف والصواريخ العابرة للقارات , تريد التعاطي مع الملف النووي الايراني بشكل خاص ومع احياء عملية السلام باسلوب دبلوماسي تحاول من خلاله بالضرورة العمل على فك الارتباط مابين ايران وعناصر القوة التي تمدها بكل مقومات الموقف المتشنج مما تريده امريكا وعبر اليات وقوانين مجلس الامن الدولي , الا ان اسرائيل بالمقابل وعبر الجناح اليميني المتطرف فيها تسعى جهد امكانها الى اشعال الحرب وفقاً لرؤى خاصة بهم تقوم على اساس اثبات الذات بانجع الوسائل التي يجيد هذا الطرف استعمالها ظناً منهم بان الادارة الحالية ستضحي بخط سيرها الاستراتيجي الذي رُسمت ملامحه بدقة من اجل العمل على ضمان المكاسب التي حققتها الادارة السابقة و ضمان العمل على تخفيف الاثر السلبي للاستراتيجات التي طُبقت بصورة خاطئة في التعامل مع ملفات عديدة في العراق وافغانستان وكذلك ايران , دون ان يعني ذلك مطلقاً حياد امريكا عن اهدافها الاستراتيجية البعيدة المدى والمعروفة للجميع في الشرق الاوسط , لكن هذه المرة من خلال الدبلوماسية التي يبدوا انها تمارس فيها دوراً محرجاً لايران ذاتها .

الاستمرار في هذه الرؤية الاسرائيلية تجسدت بشكل كبير في ظل الزيارة الاخيرة التي قام بها ميتشل وجو بايدن الى اسرائيل بعد الاشارات التي قدمتها القيادات العربية في لجنة متابعة المبادرة العربية في القاهرة على امل مناقشة التطورات التي يمكن لها ان تطرأ على ملف المفاوضات بين طرفي النزاع في الشرق الاوسط بهدف تفعيل مبادرة قيام دولتين , الا ان المسؤولين الامريكين فوجئوا بالقرار الاسرائيلي الذي صدر اثناء تلك الزيارة تحديداً باعطاء الاذن ببناء مزيد من المستوطنات في القدس , مما اعطى اشارات سلبية للضيوف القادمين بان هناك اطراف اسرائيلية لا تحبذ الطريقة التي تتعامل بها الادارة الامريكية مع هذا الملف وانها تختار لغة القوة اساساً للتعاطي مع الاطراف ذات العلاقة , ايماناً منها بان من يملك القوة على فرض رؤاه على ارض الواقع وباستخدام الالة العسكرية , ستكون الغلبة له في فرض رؤاه السياسية عند الجلوس على طاولة المفاوضات وعندها سيتمكن من الحصول على اكبر قدر من التنازلات التي لا يستطيع الحصول عليها بالطرق الدبلوماسية , لذا جاءت ردة الفعل الامريكية عنيفة جداً في مكالمة تلفونية من قبل السيدة هيلاري كلنتون التي استخدمت وبحسب ما اشارت صحيفة الشرق الاوسط العديد من العبارات التي نبهت بها رئيس الوزراء الاسرائيلي الى ان ادارة بلادها تشعر بالاحباط جراء هذا الفعل الذي ترك انطباعاً سيئاً لديها حيث ذكرت «إن خطة إسرائيل لبناء مستوطنات جديدة في القدس الشرقية «ترسل رسالة سلبية جدا» فيما يتعلق بالعلاقات الإسرائيلية –الأميركية (....) و قالت لا أستطيع أن أفهم كيف حدث هذا خصوصاً في ضوء التزام أميركا القوي بأمن إسرائيل ، ورفعت كلينتون صوتها لدرجة الصراخ وقالت إن باراك أوباما يشعر بأنه جُرح من التصرف الإسرائيلي وإن حكومة نتنياهو تضع العراقيل أمام استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين ». ان هذا الامر لايمكن ان يُفسر بطريقة عفوية كما حاول نتنياهو نفسه ان يشير اليه , بل جاء وفقاً لادراك وخطة مُسبقة لتوجيه صفعة على جبين الادارة الامريكية افقدتها شيئاً من توازنها وهيبتها التي تريد فرضها في اطار عملية السلام .

اما فيما يتعلق بالملف الاخر والاهم وربما الاخطر , وهو الملف النووي الايراني , فنجد بان احد المسؤولين الاسرائيلين صرح قبل ايام في صحيفة هارتز بان ايران لا تعد مصدر تهديد حالي لاسرائيل بل تعد مصدر تهديد مستقبلي لها . وهو ما يعني بان اسرائيل تعيش نوعاً من القلق جراء الخطى المتسارعة لايران في اطار تطوير برنامجها النووي وفي اطار توسيع حلقة الطوق التي تريد به خنق اسرائيل , لذا كان هنالك نوع من التوجس داخل الادارة الامريكية من ان تعمل القيادات الاسرائيلية على توجيه ضربة استباقية للمنشات النووية الايرانية بدون ان يتم اعلام او اشراك امريكا ذاتها في الموضوع , وهو ما دعا الادارة الامريكية الى ارسال العديد من الرسائل التي حملتها شخصيات امريكية مهمة الى تلك القيادات تدعوها الى عدم القيام باي عمل غير محسوب النتائج على المدى البعيد , وهو ما قد يُعد نوع من التبرير لما طالبت به كلينتون في مكالمتها تلك للجانب الاسرائيلي بانها لا تريد اقوال وانما افعال تضمن استمرار العلاقة الاستراتيجية بين الطرفين . لكن يبقى هنالك مؤشر مهم يشير الى ان هذه الرؤية الدبلوماسية لا تُرضي القيادات الحربية هناك لانها وبحسب تقارير استخباراتية كُشف بعض التفاصيل عنها للصحافة , قد وضعت الخرائط وحددت الاهداف وبانتظار الضغط على زر اطلاق الصواريخ على الاراضي الايرانية .

المحاولات التي تقوم بها القيادات الامريكية في الخفاء لاجبار القيادات الاسرائيلية الالتزام برؤيتها الخاصة في التعاطي مع هذا الملف , يبدوا انها لا تروق كثيراً لتلك القيادات التي بدات تشعر بنوع من التنصل الامريكي من الدعم المطلق الذي كانت تحصل عليه اسرائيل من قبل وبغض النظر عن طبيعة توجهاتها وتصوراتها للتعاطي مع الملف الايراني , لذلك قد تعمد اسرائيل ليس الى توجيه صفعة اقوى الى جبين الادارة الامريكية مرة اخرى وعبر مهاجمة ايران , وانما قد تجرها رغماً عنها هذه المرة الى تقديم الدعم لحليفها الاستراتيجي التقليدي في مثل هذه الحالة رغم اختلافها معه في كيفية التعامل مع ايران , وهو ما يعني انها ( امريكا ) قد ترضخ لقوانين الجيوبولتيك اكثر من رضوخها لقوانين الدبلوماسية في التعاطي مع اسرائيل والملف النووي الايراني , لكن هل تدرك اسرائيل بان ما ستقوم به سيُشعل مجمل منطقة الشرق الاوسط ؟ ربما هذا ما تريده بعض القيادات اليمينية لعودة الطفل المدلل الى احضان امه امريكا مجدداً , او قد تلجأ الى احداث تغيير في ذات الادارة الامريكية عبر الاطاحة باوباما نفسه , وليس مُستبعداً ان يتم ذلك بايدي شخص مسلم وبسلاح اسرائيلي ورصاصة تخرج من جيب احد كبار او صغار المحافظين الجُدد الذين لا زالوا يحلمون بتحقيق هدفهم الذي ‘عرف من قبل بمشروع القرن الامريكي الجديد .



#دياري_صالح_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجارة لعصر ذهبي في العلاقات الايرانية – التركية
- القارة الافريقية والتنافس الايراني – الامريكي
- مُزحة ذات نكهة سياسية خالصة ... هل من يفهم الدرس ؟
- مخاوف ما بعد الانتخابات بدات اليوم ... لكن يبقى الامل قائماً ...
- مخاوف مابعد الانتخابات ستببدها امالنا
- جغرافية الانتخابات في العراق بين الحتمية والامكانية
- كيف يتوجب علينا النظر الى ماكتبه كيسنجر مؤخراً حول العراق ؟
- احدى الروايات الايرانية تجذب اهتمام مترجم امريكي
- الوجه البريء للبرنامج النووي الايراني
- التصعيد الجديد في المنطقة لمصلحة من ؟
- اقتل سلطانا تصبح سلطانا ... اقتل شعبا كالعراق تصبح مجاهدا
- قطع الارزاق ومن ثم الاعناق .....رسالة مفتوحة الى السيد نوري ...
- هل مشكلة الكورد الفيلية في الجنسية؟
- الثقافة في العراق على أعتاب عام جديد
- هواجس الكتابة في الحوار المتمدن
- تضارب المصالح الأمريكية-الروسية في القوقاز
- حرية المرأة في العراق وأثرها في المنطقة
- انتخاب أوباما وأوهام التغيير
- هل ستساهم روسيا في تقسيم جورجيا؟
- هل يمكن للنظم العربية ان تؤثر في السياسة الأمريكية؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - دياري صالح مجيد - هل ستفعلها اسرائيل ؟