|
البرامج التلفزيونية العراقية والحملات الانتخابية ..برنامج ( ولكم القرار ) نموذجا
انور الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 2944 - 2010 / 3 / 14 - 22:12
المحور:
الصحافة والاعلام
تميزت الحملات الانتخابية هذا العام قياسا للدورة الانتخابية السابقة بكثرتها وتنوعها وحتى بسذاجة مضمون الكثير من شعاراتها بوصف احد المراقبين ويأتي هذا التعدد والتنوع وحتى التخبط عاملا طبيعيا في ظل اعتماد القائمة المفتوحة للناخبين والتي رغم كل الملاحظات عنها وعن مخرجاتها بالنسبة للمواطن العراقي فأنا اجزم وبكل اصرار على ضرورة الاستمرار في اعتماد القائمة المفتوحة في الانتخابات المقبلة لانها ستعطي المواطن حق الاختيار بكل حرية ان لم يصادر هذا الحق عبر التزوير المتوقع في كل مكان وزمان وليس في العراق فحسب .
وعندما نتحدث عن الحملات الدعائية والترويجية للناخبين فعلينا ايضا ان نشخص الحملات الاعلامية لهم عبر وسائل الاعلام سواء تلك المجانية منها او التي دُفع لاجلها ملايين الدولارات في هذه القناة التلفزيونية او تلك عراقية او عربية ، وحتى الان لايوجد رقم محدد بدقة لقيمة المبالغ المادية التي دفعت في سبيل ترويج الناخبين لانفسهم تلفزيونيا لكنها بطبيعة الحال تتجاوز بمجملها بحسب المتابعين مبلغ الخمسين مليون دولار امريكي .
وان صنفنا وسائل الاعلام في تعاطيها مع البرامج الانتخابية للمرشحين سنكون امام صنفين الاول تابع لاحدى الجهات المرشحة ( كتلة او ائتلاف ) كان مجمل مايعرض فيها هو برامج هذه الجهة السياسية دون غيرها ومنها قنوات ( الفرات وبلادي وبغداد والبابلية والسلام والاتجاه و قناة كوردستان وقناة زاكروس ) والصنف الثاني الذي يطرح في خطابه الاعلامي دوما مبدأ الاستقلالية التامة عن الانضواء تحت لواء طرف سياسي عن سواه مثل ( السومرية والبغدادية والشرقية و الرشيد ويمكن اضافة العراقية اليها ايضا رغم ان ميزانيتها تدفع من الدولة ) وفي هذا الصنف تميزت البرامج المقدمة عن المرشحين وبرامجهم الانتخابية بأسلوب الندوات المعتمدة على المناظرة المباشرة بين المرشحين بحضور الجمهور الذي بعضه من اتباع او فريق المرشح نفسه والاخر من الصحفيين .. ولاادري لماذا معظم القنوات التلفزيونية ذات التمويل الخاص اشتركت في هذا المنوال فهل هو توجيه من جهة محددة كأن تكون هيئة الاعلام او مفوضية الانتخابات ام انها مصادفة كانت خيرا من الف ميعاد ..؟ ومع ذلك ومن دون جميع هذه القنوات سجلت قناة السومرية الفضائية سابقة تحسب لها وللقائمين عليها من خلال برنامج ( ولكم القرار ) الذي اعده وقدمه الدكتور نبيل جاسم ، تابعت شخصيا جميع حلقات هذا البرنامج والذي بدأ مشواره بحلقة ناجحة اعلاميا ( حلقة اجتثاث الدكتور ظافر العاني ) كونها وصلت في اصدائها الى انحاء العالم جميعا وهزت من هم على هرم السلطة في العراق تشريعيا وتنفيذيا وقضائيا و كانت بذلك افضل وسيلة ترويجية للبرنامج و ثم انهى ( ولكم القرار ) مشواره بالحلقة التي عرض فيها رئيس الحكومة ( منتهية الولاية ) نوري المالكي بيع المسدس الواحد الموقع عليه بأسمه الى النائب صباح الساعدي بمبلغ خمسمائة دولار ان كان الاخير قد قال في البرنامج ذاته ومن خلال احدى حلقاته ( ان المسدس الواحد يباع بالاسواق بمبلغ ثلاثة الاف دولار ) ، لقد حقق هذا البرنامج شعبية كبيرة لانه كان يقوم على اساس مسألة المرشح عبر الاسئلة المباشرة والجريئة عن تصرفاته السابقة عندما كان في السلطة او مشاريعه اللاحقة كمرشح وان كانت قناة السومرية تحسب برأي المتابعين للقنوات العامة والمنوعة كونها تنتج وتقدم كما هائلا من المسلسلات العراقية والبرامج المنوعة على حساب كونها سياسية الهدف او اخبارية التوجه رغم انها تقدم مضمونا اخباريا في اوقات محددة لكن الكل اجمع ان السومرية قدمت برنامجا حواريا سياسيا يرقى الى برامج حوارية تقدم في قناتي الجزيرة والعربية الاخباريتين ، واستطاع الدكتور نبيل جاسم ان يتجاوز بعض الارباك الذي صاحبه في حوارات سابقة قبل البرنامج ليبلور من خلاله شخصية اعلامية جديدة ورقما صبعا في اسلوب الاعداد و التقديم للحوارات التلفزيونية العراقية وحتى العربية شبهته انا في بعض الاحيان بأسلوب الصحفي السعودي تركي الدخيل في برنامجه الشهير نقطة ضوء على العربية، الاسلوب الهاديء الذي ينذر بعواصف وربما كوارث اتية في الطريق من بعده ، اني اطمح من قناة السومرية ان تبني صرحا برامجيا على الاساس المتين الذي تظافرت فيه الجهود لتقديم برنامج ( ولكم القرار ) واطمح من الدكتور نبيل جاسم تعزيز هذه الخطوة الاعلامية بخطوات برامجية جديدة وثابته في مواعيد بثها .. تفضح المسؤول وتعريه عندما يتجاوز على حق شعبه وان تترك حوارات المجاملة والمديح لبرامج اخرى في قنوات اخرى .. ولكم القرار
#انور_الحمداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أكره مرؤوسته على أعمال جنسية مقابل امتيازات.. استقالة مسؤول
...
-
ضمن -كمائن الصمود والتحدي-.. -القسام- تعرض مشاهد لعدد من عمل
...
-
قوات الدعم السريع تعلن استعادة السيطرة على قاعدة -الزُرُق- ا
...
-
الاتحاد الأوروبي يضع لمسات أخيرة على اتفاقيات هجرة مع دول عر
...
-
-بعبوة العمل الفدائي وبأخرى شديدة الانفجار وقذيفة-..-القسام-
...
-
تبادل رسائل حادّة اللهجة بين غانتس ومكتب نتنياهو
-
اسم يتردد مجددا.. ما هو دور فاروق الشرع في سوريا الجديدة؟
-
الرئيس الروسي يجري محادثات مع رئيس وزراء سلوفاكيا في الكرملي
...
-
-واقع مرير-.. صحفي إيرلندي يوصّف التعبئة القسرية بأوكرانيا
-
انقطاع الكهرباء عن مستشفى كمال عدوان عقب قصف إسرائيلي للمولد
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|