|
ـ 1 ـ ضحايا جرائم التطهير العرقي، الكورد الفيليون نموذجاً !
مهند البراك
الحوار المتمدن-العدد: 897 - 2004 / 7 / 17 - 08:44
المحور:
القضية الكردية
في الوقت الذي روّج في فترات سابقة لحزب البعث العفلقي كونه احد احزاب وفصائل النضال القومي العربي التحرري، الاّ انه وبسبب ازدياد افكاره الأنتقائية واساليبه القسرية الدموية والأنقلابية العسكرية، وروحه الشوفينية المدمّرة وتعاليه القومي، قد خرج على الرسالة الأنسانية النبيلة للنضال العربي التحرري وعلى النضال التحرري من اجل حل القضية الفلسطينية حلا انسانياً عادلاً، وتحوّل الى الأداة الرئيسية للعسكرة والأرهاب واشاعة الشوفينية والتمييز العرقي حتى الموت في العراق والمنطقة ، وقد ابتدأ في تنفيذ سياسته سيئة الصيت تلك بعد ان قام باكبر المذابح في العراق ـ حتى ذلك الحين ـ في انقلاب شباط 1963 الدموي، الذي اثار حتى من تحالف معهم اضافة لأعضاء كبار في قيادته القومية آنذاك (1). وفي الوقت الذي لايوجد فيه نظام داخلي واضح معلن للحزب للرجوع اليه في تسليط الضوء على آليات عمله ومناقشتها، عدا فقرات ومقولات كانت تعرض عند الحاجة لم تكن سوى عبارات للدكتاتور البائد، فأنه في الواقع وطيلة عقود اعتمد على اسلوب العنف والأنهاء وتصفية (الخصوم) في مواجهة من اختلف معه، ولأنهاء وتصفية العروق والقوميات واستئصالها، في سياسة ديماغوجية اجرامية هدفت الى ما اسمته بـ ( تحقيق طهارة الأصل، وتقليم الفروع غير النقية)، (استئصال عرق الخيانة) و(استئصال الأشجار والمدن والمحافظات الخبيثة)، وسط تطبيل اجهزة اعلام عملاقة وجيوش مرتزقة مدفوعة الأجر في الداخل والخارج، سممت العقل العراقي بتطبيلها العنجهي الأناني العرقي وبثها سموم الأستعلاء القومي، الديني والطائفي اضافة الى السياسي، في وقت حظرت فيه اية نسمة عبّرت عن تطلعات الأنسان وحقوقه في الحياة والحرية كباقي البشر في انحاء المعمورة. بعد ان ضم في صفوفه فئات ورثت الأوساط الأكثر تطرفا وعنفاً من القوميين العرب ،الذين نشأوا تأريخياً كنتاج وكردود فعل على سياسة وشوفينية وغطرسة واستعلاء سلاطين آل عثمان وسياسة التتريك سيئة الصيت حينها التي كانت شعوب المنطقة تئن من جراّء دمويتها وعنفها ووحشيتها، وكنتيجة وردود فعل على صراع مصالح الكبار في ظروف مطلع القرن الماضي . لقد تكوّن الحزب المذكور على اساس افكار مؤسسه عفلق الأنتقائية مطعّمة بكل ما من شأنه الوصول للسلطة بأي ثمن ووسيلة، على اساس خليط انتقائي من الأفكار النازية، معاداة اليهود ومفاهيم التطهير العرقي، وما خلّفه العسكريون والموظفون لدى الدولة العثمانية عشية انهيارها من نمط التفكير الكمالي (2). وعلى اساس افكار بسمارك في (توحيد العرب) بالقوة و(رفع الراية العربية)، على اساس افكار الأستعلاء القومي الشوفيني المسئ للعرب، ساهمت في صياغتها دوائر متنوعة اقليمية ودولية من اجل مصالحها واهدافها المتنوعة، وفق ما توصل اليه عديد من الباحثين. اضافة الى التنظير لها على اسلوب و(تعليلات) بناء الأنظمة الشمولية المتنوّعة في شرق العالم وغربه، وعلى مقولات انتقائية محوّرة من التراث العربي والأسلامي اساءت له، لتقريبها للذهن ولتشويهه للتوصل الى (حاجة المجتمع الى الدكتاتور الضرورة ؟) . لقد صيغ كفكر جرى تطبيقه قانوناً وتشريعاً، على هيئة (دستور البعث العفلقي الشوفيني) صاغه( خال الدولة والحزب) ومنظّر التمييز العرقي والطائفي سئ الذكر النائب الضابط خيرالله طلفاح تلميذ مجرم النازية الخطير غوبلز(3) في كتابه الشنيع : " ثلاثة كان على الله ان لايخلقهم ( اليهود والفرس والذباب)" الذي عمم وفرض شرائه على كل دائرة وموظف، وقد فقد عديد من الموظفين (المعلمين خصوصاً) ارواحهم ووظائفهم بتهمة عدم شرائه او التلكؤ في تدريس الطلبة بمواده. وقد خصصت للخال السئ الذكر برامج مطوّلة مدفوعة في الأذاعة والتلفزيون، ومواد مطولة في الصحف لـ ( تثقيف الشعب) يرى عدد من الأخصائيين انها كانت جزءاً من عملية واسعة استهدفت التمهيد لأستلام الدكتاتور الدموي منصب رئيس الجمهورية من ( ابيه القائد) بعد قتله ، واشارة للبدء بتنفيذ سياسة التطهير العرقي علنا و(قانوناً) بعد ان كانت تجري في الخفاء، (لأقتلاع معارضة الدكتاتورية من الجذور) بعد ( تحطيمها سياسياً ) ووصمها باقذع النعوت وتشويه صورتها بعيون الأجيال الجديدة، بتلك الأمكانات الرهيبة، (لدفنها نهائياً ؟) . وفيما اعتبر الكتاب السئ الذكر ان ملكية الأرض ( ارض بكر، مزارع، عقارات، ارض تم تسييجها او تحديدها . . ) هي اساس الحقوق في اكتساب المواطنة والأنتماء للوطن، اعتبر طلفاح ان مصادرة اراضي (العروق الخائنة)، يعتبر الخطوة الأساس في (الحرب المقدسة) ضدّهم و(تحرير البلاد من رجسهم)، كتبرير وتحريض لاأنساني واجرامي رخيص نفذته الأجهزة الخاصة (وفق القانون) في مصادرة املاك وعقارات معارضيهم من سياسيين (عربا وكردا واقليات ) وابناء (العروق القومية والدينية والطوائف الخائنة النجسة ـ على حد وصف طلفاح واتخذه الحزب الحاكم سياسة وقانوناً ـ)، الأمر الذي يشكّل مدخلاً هاما بتقدير عديد من الخبراء لتجريم سلطة صدام التكريتي باتّباعها سياسة التطهير العرقي وسياسة الأبارتيد المحرمة دوليا والتي يعاقب عليها باشد العقوبات وفق القوانين الدولية المعمول بها . ومما تجدر الأشارة اليه بألم وسخرية ان خيرة الأراضي التي تمت مصادرتها بذلك الأسلوب الوحشي وراح ضحاياها العديد من القتلى والمفقودين وسجناء منسيين، لأنهم تسائلوا فقط باي حق تصادر املاكهم واملاك الآباء والأجداد؟!، ان خيرة تلك الأراضي سجّلها طلفاح باسمه وبأسم ابنائه وبناته واحفاده، كما كشفت عنها صحف معارضة الدكتاتورية في سنوات الحرب العراقية الأيرانية، وانكشاف عديد منها اثناء عمليات خصخصة اراضي عراقية واسعة وبيعها لمليارديرية، عدد منهم من دول (شقيقة)، وماكشفته انتفاضة العراقيين الباسلة عام 1991 . ولايزال الكثيرون يتسائلون عن مصير نصف اراضي بغداد منها " منطقة السيدية" الجميلة التي سجلها طلفاح ( خال الحزب وعم الدولة) باسمه حين قال ( الأرض والوطن للمنتصرين )، في وقت لاتزال فيه حادثة جشعه المرير مع المرحوم " الدكتور صائب شوكت " اول وزير للصحة في الدولة العراقية، الذي رفض (بيع) ارضه الواقعة في " الدورة " لطلفاح الذي امر جلاوزته بحبسه وهو في ثمانينات العمر . . طرية في الأذهان . (يتبع)
13 / 7 / 2004 ، مهند البراك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1. مذكرات طالب شبيب، " اوكار الهزيمة " الفكيكي . 2. نسبة الى كمال اتاتورك . 3. ورد في رواية الضابط المرحوم ( ز. ك )، بطل اسيا في المصارعة في اربعينات القرن الماضي، ومسؤول حماية رشيد عالي الكيلاني آنذاك، انه وخيرالله طلفاح كانا طالبين في الدورة العسكرية الخاصة في لايبزيك في زمان الهتلرية، وتحدث عن كيفية تخرّج خير الله طلفاح من المدرسة النازية تلك حين كان معتمداً خلال تلك الفترة لدى القطب النازي غوبلز، وزير الدعاية والشخصية الثانية بعد هتلر .
#مهند_البراك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدكتاتور الأسطورة امام العدالة !
-
ملازم جمال ومضيق الموت في شاندري ! 2 من 2
-
ملازم جمال ومضيق الموت في شاندري ! 1 من 2
-
رغد، الرئاسة، مصير القرارات المتخذة والآفاق؟! 2 من 2
-
رغد، الرئاسة، مصير القرارات المتخذة والآفاق؟! 1 من 2
-
محاكمة صدام خطوة حاسمة نحو تحقيق الأمن!
-
من أجل درء خطر الدكتاتورية والحرب الأهلية ! 2 من 2
-
من أجل درء خطر الدكتاتورية والحرب الأهلية ! 1 من 2
-
حول الخصخصة في الحروب 2 من 2
-
حول الخصخصة في الحروب 1 من 2
-
تسليم السلطة وانهاء الأحتلال، ودور القوى الوطنية ـ 3
-
تسليم السلطة وانهاء الأحتلال، ودور القوى الوطنية ـ 2
-
تسليم السلطة وانهاء الأحتلال، ودور القوى الوطنية ـ 1
-
الديمقراطية . . ونزيف الدم ؟
-
كي لايكون العراق غنياً للعالم، فقيراً لأبنائه !
-
لمناسبة عامه السبعين سلامٌ حزب الكادحين !
-
لم ينلْ (الكيمياوي) من شعلة النوروز !
-
المصالحة الوطنية كبديل للدكتاتورية
-
حازم جواد لايتذكّر 2 من 2 الزعامة مهما كان الثمن ؟!
-
في 8 آذار-الدفاع عن المرأة ودورها شرط اساس لتقدّم المجتمع
المزيد.....
-
جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
-
العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي
-
مقرر أممي: قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت تاري
...
-
جنوب السودان: سماع دوي إطلاق نار في جوبا وسط أنباء عن محاولة
...
-
الأمم المتحدة تحذر من توقف إمدادات الغذاء في غزة
-
السعودية تنفذ حكم الإعدام بحق 3 أشخاص بعد إدانتهم بجرائم -إر
...
-
ماذا سيحدث الآن بعد إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت
...
-
ماذا قال الأعداء والأصدقاء و-الحياديون- في مذكرات اعتقال نتن
...
-
بايدن يدين بشدة مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت
-
رئيس وزراء ايرلندا: اوامر الجنائية الدولية باعتقال مسؤولين ا
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|