أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد نبيل الشيمي - تعافى اليسار















المزيد.....


تعافى اليسار


محمد نبيل الشيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2944 - 2010 / 3 / 14 - 17:00
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


عام 1991 اعلن رسميا عن تفكك الاتحاد السوفيتى ... حينئذ بشر البعض بل واكدوا على غروب شمس اليسار والى الابد وبدايه عصر جديد هو عصر اليمين المنفرد او عصر الرأسمالية المنتصرة التى ستسترد قوتها من جديد مع غياب الاشتراكية... لقد كان استنتاجا خاطئا فلا الراسمالية سادت ولا الاشتراكية بادت ...
لاشك ان لليسار دوره فى التصدى لمحاولات افقار واستغلال الشعوب وسعيه لتحقيق العدالة الاجتماعية – كما ان اليسار الذى يستمد جذوره من الأفكار الاشتراكية يمثل جزءا هاما من تراث الإنسانية واحد حلقات نضالها ضد قوى الهيمنة الاقتصادية وسيبقى اليسار حائط قوى ضد استئثار فئة او قوى على الثروة كما انه ملاذ الفقراء ضد استلاب حقوقهم وارتهانهم ...ومن المعلوم ان بدايات مفهوم اليسار كانت تعبير ورؤية نفر من الناس حول طبيعة النظام الارستقراطي والدور الذي يقوم به رجال الدين في دعم هذا النظام بمباركة الكنيسة... كانت رؤى اليسار هى ضرورة تغيير الأوضاع الاجتماعية السائدة فى مواجهة قوى اليمين المحافظة الذي كانت مصالحة كما هى الآن الإبقاء على المجتمع بغير تغيير .
لماذا تعثر اليسار ؟ ... ولماذا يتعافى؟
لاشك ان هناك أسبابا موضوعية لتعثر اليسار وسقوط المنظومة الاشتراكية في العديد من الدول على رأسها – ماكان يسمى بالاتحاد السوفيتي ... كانت هناك إرهاصات تنبئ بسقوط الاتحاد السوفيتى والخطورة فى هذا لم تكن فقط فى انهيار دولة فكم من الدول الإمبراطوريات سقطت ولم يعد لها وجود سوى فى كتب ومراجع التاريخ ولكن سقوط دولة كانت تقوم على إيديولوجية تتناقض تماما مع الإيديولوجية الرأسمالية سقط على اثرها الشكل السياسي والأداء السياسي والتوجه الاقتصادي لهذا الكيان الكبير فلا شك ان تأثير ذلك كان بمثابه زلزال دمر غالبية البنى السياسية والاقتصادية القائمة على الأفكار اليسارية ... والواقع ان انهيار الاتحاد السوفيتى لم يكن يعنى فشل الايديولوجولية ولكن كان التطبيق غير السليم الذى لم يأخذ فى حسبانه المطالب الإنسانية – هو الذى فشل كان الفشل راجعا لأسباب داخلية ( السقوط من الداخل ) اكثر مما هى أسباب خارجية والغريب ان هذه الأسباب هى ذاتها الأسباب التى ادت الي تدهور اليسار فى العالم العربى .... واهمها /

- انتشار الفساد بين قيادات اليسار مما عمق الفجوة بينه وباقى المجتمع وظهرت طبقة من الحزبيين المنتفعين على حساب الاخرين وكان ذلك تحديدا احد العيوب التي شابت اداء الحزب الشيوعي السوفيتي.
- المركزية الشديدة فى اتخاذ القرارات وادى ذلك فى احوال عديدة الى عدم البت السريع فى امور كانت تحتاج حلا عاجلا
- خنق الديمقراطية فلم يكن مسموحا لاى قوى سياسية اخرى بممارسة العمل السياسى خارج نطاق الحزب الشيوعى فى الوقت الذى اصبح فيه الحزب اداة لكبت باقي التنظيمات السياسية وساد الاستبداد وتمت تصفية المعارضين حتي طالت اعضاء الحزب الذين ابدوا ولو رأي يخالف قيادة الحزب وكان حزب البعث العراقي مثال حي علي ذلك الاستبداد
- تمكن اجهزة المخابرات الغربية من النفاذ الي داخل القواعد الحزبية واغراء كوادرها بالمال والنساء للتعاون معها وقد ساهم ذلك في افشاء الكثير من الاسرار المهمة التي ساعدت هذه الاجهزة في وضع الخطط المضادة والتي كان لها دور في تقويض وحدة الاحزاب وتخريبها ولعل وصول يلتسين الي سدة السلطة وانقلابه علي الحزب الشيوعي دليل دامغ علي الدور التخريبي الذي لعبته المخابرات المركزية في الاتحاد السوفيتي السابق من خلال عملائها داخل الحزب
- التواجد الفوقي علي حساب التواجد بين الجماهير وعدم القدرة علي خلق كوادر جديدة تكون قادرة علي قيادة العمل الجماهيري بكفاءة ونزاهة
- الفشل في بلورة دور فاعل داخل النقابات العمالية ومنظمات المجتمع المدني فلم يكن الطريق سهلا للحصول علي دور في قيادات النقابات الا لفئة المنتفعين السائرين في فلك الاحزاب علي الرغم من ان عددا منهم لم يكن من ذوي السمعة الطيبة وبالتمعن فيما كانت عليه الاحزاب اليسارية في العالم العربي لوجدنا ان امراض اليسار واحدة مع خصوصية يتسم بها اليسار العربي وتتمثل في/
- تعرض الجماهير للتهميش بعامل التفرد والانفراد بكافة تنظيمات الحزب من قبل الكوادر المرتبطة مع قادة الحزب وهكذا ابتعدت الاحزاب عن اصحاب المصلحة الحقيقيين لصالح مجموعة المنتفعين
- جهل الطبقة العاملة وعدم استيعابها لاهمية دورها وقد يكون لاسلوب القمع الذي تمارسة الانظمة ضد المعارضين دورا في في اعتياد هذه الطبقة الصمت وقبول الامر الواقع
- عدم الاهتمام بدور التثقيف بين الجماهير لفهم اهمية الدور الذي يؤديه اليسار لاقرار العدل الاجتماعي
- التشكيك في رؤية اليسارللاديان السماوية مما خلق فجوة بين الجماهير والاحزاب اليسارية ادت الي عزوفها عن الانضمام اليها كما ان الذبن انضموا الي الاحزاب اليسارية الحاكمة تحت الرغبة في الاستفادة بالميزات الحزوبية انقلبوا عليها بمجرد تغير المناخ السياسي وتجربة الانقلاب علي الاتحاد الاشتراكي العربي من جانب اعضائة بل المؤسسين له وانضمامهم الي حزب مصر الذي كان يرعاه الرئيس السادات ثم انقلابهم علية بعد الاعلان عن قيام السادات بانشاء الحزب الوطني الديموقراطي حتي ان احد قادة حزب مصر المشهور عنهم بالانتهازية السياسية وقف يرقص ويغني انا في حزب الرئيس وهاهم الآن وقد اصبحوا اول من استباح دم الاشتراكية علي الرغم من انهم كانوا من منظريها ويقفون الآن موقف المعارضة الشرسة لاي دور للدولة في ادارة الاقتصاد
- الدور الذي لعبته الولايات المتحدة الامريكية في تدبير الانقلابات العسكرية علي الانظمة اليسارية والقومية واسوق امثلة تشهد علي ذلك/
- التآمر علي الرئيس الليندي الذي وصل الي الحكم من خلال انتخابات حرة لم تعجب الولايات المتحدة وازداد سخطها علي الليندي بعد قيامه باتخاذ سياسات شجاعة لصالح الفقراء وضد مصالح الاحتكارات الامريكية وعليه دبرت ضده انقلابا عسكريا في سبتمبر1973 سقط فيه شهيدا
- وقفت ضد مصر الناصرية وكانت السبب والمحرض لسحب البنك الدولي عرض تمويل بناء السد العالي كوسيلة ضغط علي الزعيم عبد الناصر كي يتخلي عن معارضته السياسة الاستعمارية الامريكية في المنطقة
- دبرت انقلابا عسكريا ضد نكروما في غانا ولعبت دورا في الاطاحة بسوكارنو من خلال رجلها سوهارتو
- ساعدت الشاة في استرداد عرش ايران وتنحية محمد مصدق عن الحكم بعد قيامه بتأميم الشركات الامريكية العاملة في استخراج النفط في ايرا ن عام 1951
لماذا يتعافي اليسار؟
لا شك ان فشل اقتصاد السوق والذي بلغ اوجه في الآثار التي ترتبت علي الازمة المالية العالمية والتي عصفت تماما باحلام الفقراء والتي صاحبها رغبة قوية في اعادة الاعتبار للافكار التي يتبناها اليسار والتي تؤكد علي مفاهيم العدل الاجتماعي ونبذ الاستغلال والطبقية كلها صبت في صالح قوي اليسار فضلا عن ادراك الشعوب الي الظلم الذي وقع عليها من النظم التي حكمتها بافكار اليمين ولا يغيب عن الاذهان ارتباط اليمين بالاستغلال والاحتكارات العالمية والدوائرالاستعمارية في العالم وهكذا يعود اليسار علي ارضية جديدة قوامها العدالة الاجتماعية والديموقراطية وحق كل التيارات السياسية في التعبير عن افكارها وعن حقها في الوصول الي السلطة من خلال انتخابات حرة والعالم يشهد الآن حالة فريدة من نوعها تتمثل في وصول الاحزاب اليسارية الي الحكم في امريكا اللاتينية علي مرمي وسمع وبصر الولايات المتحدة الامريكية وكل يوم يزيد اليسار قوة علي حساب اليمين الذي اذاقت سياسات قادته الخرقاء الشعوب مرارة الظلم والاستعلاء.



#محمد_نبيل_الشيمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليته لم يتكلم
- جماعات المصالح الاقتصادية خصوصية الأهداف وقصور الرؤى
- الأحزاب السياسية .... واقعها في العالم العربي
- جمال عبد الناصر لم يمت ... ولن يموت
- الطائفية
- عبد الناصر في ذكرى مولده
- ابن سينا ورسالة في التربية والاخلاق
- في المسألة اليمنية
- الفارابى ... ومدينته الفاضلة ورؤيته فيمن يستحق ان يحكم
- الترخيص الإجباري ... ومتى يكون جائزاً ؟
- صراع الطبقات .. والارتهان الاقتصادي
- قراءة في الواقع العربي ..
- تجلى العذراء .... وأزمة العقل الجمعي المصري
- سبينوزا وفولتير هل كانا ملحدين ؟
- العلامة التجارية الماهية والأهمية
- جولدستون واوكامبو... هناك فرق
- حرب البسوس الجديدة
- استنساخ المعتزلة
- حبال مقطوعة وحوار لاجدوي منه
- المؤسسات الدينية فى العالم العربى ما لها وما عليها


المزيد.....




- وسط ترقب لرسالة أوجلان.. ماذا يريد حزب -ديم- الكردي من زيارة ...
- تركيا تشترط القضاء على حزب العمال الكردستاني لإعادة النظر في ...
- مراقبون للشأن اللبناني: مهاجمة المتظاهرين السلميين عمل مشين ...
- إضرام النار في الجسد: وسيلة احتجاجية تتكرر في تونس بعد 15 عا ...
- حصيلة عمل فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب بمناسبة اختتا ...
- افشال السياسة العنصرية لترامب واسرائيل بحق الفلسطينيين مهمة ...
- الحزب الشيوعي يرفض اتفاق إنشاء قاعدة عسكرية روسية في السودان ...
- -ميول إسلاموية- ـ المشتبه به يقر بتعمد دهس متظاهرين في ميوني ...
- كلبة الفضاء السوفييتية -لايكا- تشارك في -يوروفيجن 2025-
- جبهة البوليساريو تنفي تواجد مقاتلين تابعين لها في سوريا


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي
- نظرية التبادل البيئي غير المتكافئ: ديالكتيك ماركس-أودوم..بقل ... / بندر نوري
- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد نبيل الشيمي - تعافى اليسار