عبد العظيم فنجان
الحوار المتمدن-العدد: 2944 - 2010 / 3 / 14 - 15:02
المحور:
الادب والفن
الغريب
خرجتْ " دلمون " عن بكرة أبيها .
قال الناسُ : " سنتبعُ آثارهذا الرجل ، الذي يعرفُ طرقا لم نسلكها ، مدنا لم نتشرد فيها ، وغصّات مكثفة لم نشربها : لقد أنهكتنا الطمأنينة ، ونحتاج إلى متاهات مضاعفة ، نستعيد على ضوء أنوارها الضئيلة طبيعتنا الغرينية ، بعد أن مُسخنا إلى آلهة ، نعيشُ في هذا المكان النائي ، بعيدا عن الخوف ، وعن الخطر .. " .
لم أرَ أحدا يمشي أمامهم ، لكنهم غادروا ، غادروا في كل اتجاه ، ثم تواروا عن الأنظار، فصرتُ أتسقط أخبارهم في مفارق طرق الخيال ، حيث يتوفر أدلاء لا يخطئون ، إن اُحسن إليهم بزاد من السُهاد ، أو ببعض كحول القلق ، فعرفتُ أن الشرطة لا زالت تتعقبُ آثارالغريب ، الذي جاء من اوروك مشيا على قدميه : الغريب الذي تفرّق بين الأزقة ، وصار يمشي في كل مكان ، وقد تضاعفتْ ملامحه ، ثم أنعكست على جميع الأشياء : عينان تائهتان ، هيكل عظمي تكسوه بَشَرة من الطين والملح ، ويدان ذابلتان ، كغصني شجرة ميتة ، تمسكان بخرائط من دخان ، وتشيران إلى هناك .
قالوا : إن روحه تشعبّتْ إلى أرواح ، تسللتْ إلى الجميع ، وأن ريبته انتشرتْ ، كالوباء في الهواء.
أضافوا : عما قريب ستلفظ هذه الجنة أنفاسها الأخيرة وتموت ، بغية " دلمون " ثانية ، ستولد من رحم طرق اخرى في الكتابة : تؤدي أو لا تؤدي إليها ..
#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟