عصام الحلبي
الحوار المتمدن-العدد: 897 - 2004 / 7 / 17 - 06:35
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
لم تعد سياسة شارون تخفى على احد , فهو يحاول تضليل الراي العام العالمي والامريكي من خلال تصريحاته القديمة الجديدة والتي يدعي من خلالها عدم وجود شريك فلسطيني من اجل السلام , يرمي من خلالتصريحات ان يصب جام اتهاماته على الرئيس ياسر عرفات والذي ثبت انه الرقم الصعب العصي على الكسر او التنازل عن اي من الثوابت الوطنية الفلسطينية ,
وتاتي تصريحات شارون هذه مشكلة حركة التفافية على كل المبادرات السياسية الدولية والعربية , بينما القيادة الفلسطينية والرئيس ياسر عرفات يلتقط هذه المبادرات ويقذف بها نحو الملعب الاسرائيلي من خلال تعاطيه الايجابي معها ولو بشكل تكتيكي ورغم اجحافها بحق الشعب الفلسطيني , كما يمكن ان يندرج الرد الايجابي للرئيس ياسر عرفان من خلال فهمه للعقلية الاسرائيلية الصهيونية والتي تقود الكيان الاسرائيلي هذه الفترة بانها سوف هي ترفض وتجهض المبادرات الدولية .
ان تصريحات شارون بالانسحاب من غزة تاتي على خلفية الجدل السياسي داخل الكيان الاسرائيلي بعدم جدوى البقاء في غزة والتي اصبحت اعباؤها ثقيلة وباهضة , كما ان شارون يريد قبل ان يقدم على اي انسحاب اذا صدق وهو الذي يلعب على وتر الفتنة الفلسطينية الفلسطينية من خلال تصريحاته الاستفزازية والغير بريئة وهذا رهان وورقة يحاول لعبها شارون , لكن القيادة الفلسطينية وبحنكتها وباجماع الفصائل والقوى على تغليب لغة الحوار والتشاور قد قطع الطريق على مخططات شارون التامرية هذه فقد عقدت اللقاءات المتواصلة بين جميع القوى والفصائل وعلى راسها السلطة الوطنية الفلسطينية وخرجت باجماع بسط سلطة القانون والسلطة الشرعية على اي ارض محررة ينسحب منها العدو الاسرائيلي , ودون ان ينتقص او يتنافى مع حق القوى والفصائل مع حقها في المقاومة واستمرار الانتفاضة المباركة , ودون ان يتعارض او يعرقل عمل وواجب السلطة الوطنية على بسط سلطتها وتنفيذ القانون , هذه اللقاءات والتفاهمات الفلسطينية سدت كل طريق على شارون ومخططاته مما دفعه الى التوغل اكثر في اساليبه الاجرامية من حيث تنفيذ سياسة الاغتيالات ضد رموز وقيادات المقاومة الفلسطينية ومن كافة الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية , واعتقد انه بذلك سيدفع شعبنا الفلسطيني وقيادته الشرعية والمنتخبة الى الرضوخ الى املاءاته وشروطه واعتقد بانه بذلك يستطيع ان ينقل ازمته الى الشارع الفلسطيني ويحاول ايجاد شرخ بين الشعب والقوى والفصائل والسلطة الوطنية , وهذه المرة ايضا لم تنجح خطة شارون التامرية وسقطت كسابقاتها من الخطط التامرية ونجح خيار الشعب الفلسطيني في الوحدة الوطنية والمقاومة والانتفاضة حتى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئيين الى ارضهم وممتلكاتهم التي طردوا منها بفعل المجازر والاحتلال .
#عصام_الحلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟