أسامة أبوديكار
الحوار المتمدن-العدد: 2944 - 2010 / 3 / 14 - 12:57
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
على هامش الانتخابات العراقية، وما شهدناه من ظهور لعشرات "الجبهات والمظلات" المذهبية والدينية، التي لا يجمعها جامع، باستثناء النزاعات المحلية والعشائرية والطائفية والإثنية. تذكرت
تندر بعض مفكري العرب حول المقولة التي سادت في علم الاجتماع الأوروبي، في القرن الماضي،
مفادها أن المجتمعات الغربية اندماجية، وأن المجتمعات الشرقية انقسامية.
بالطبع لم تعجبنا هذه المقولة، وبدأنا في "إطلاق النار" على من كتبها وروّج لها، فنحن "خير أمة أخرجت للناس".. ونحن مجتمعات متكاتفة، العائلة عندنا ممتدة وكبيرة، ورغم ذلك منسجمة وقوية،
وعلى صعيد الأسرة، فإن أبغض الحلال هو الطلاق، ومعدلاته في أضعف حالاتها!
وهنالك العمق "الديني" الذي يوصينا بالتعارف والتعاون رغم الاختلاف "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا"..
والأهم أننا الأمة التي لا تميّز بين أعراقها إلا بالتقوى.
في حين أن الغرب، على عكس ذلك، أمم متناحرة، وأعراق تتقاتل فيما بينها، والتمييز العنصري بلغ أشده، في العبودية وغيرها، والانقسامات الدينية في الغرب، حدّث ولا حرج.
كذلك عائلات الغرب مفككة، مختلفة ومتخالفة، وترتفع نسب الطلاق بشكل طردي، ومن الطبيعي أن علاقة الأب بابنه أو ابنته هي علاقة هامشية.
وهكذا نام العرب على حرير "التوحد" و"التكاتف" والعائلات المنسجمة، ذات المصير الواحد!!
ولكن..
لماذا استطاعت أمم الغرب بكل ما تعانيه من انقسامات أن تصل إلى حالة من الوطنية والانتماء القومي، نبدو عندها ـ نحن عرب الألفية الثالثة ـ أشبه بشراذم دول أو شتات أمم؟!!
هل قلنا إن مناسبة هذه الشجون هي الانتخابات العراقية التي جرت في الأسبوع الماضي؟
هل رأينا نواب "العراق الجديد" وهم يرتدون ألبستهم العرقية والطائفية والمذهبية، ويهتفون بأمجاد العشائر والقبائل.. ويعدون العدة لداحس والغبراء؟!!
هل هذه هي الانتخابات البرلمانية التي تعني سلطة الناس وسلطة التشريع وسلطة الدولة الوطنية؟!!
هل هذا هو الحلم الذي حلمته ملايين الأرامل والأيتام والمهجرين في عراق اليوم؟!!
#أسامة_أبوديكار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟