ليس جهل مصطفى كريم فحسب

طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 2944 - 2010 / 3 / 14 - 10:33
المحور: عالم الرياضة
    

للدخول في مناقشة قضية اللاعب الدولي مصطفى كريم التي حصلت مؤخرا دعونا نبدأ بالسؤال التالي : مَن يتحمل مسؤولية حرمانه من اللعب مع فريق السيليه حتى نهاية الموسم لمخالفته تعليمات الاتحاد الدولي لكرة القدم التي تمنع أن يمثل أي لاعب ثلاثة أندية في موسم واحد ..
هل يتحملها اللاعب نفسه ، أم مدير أعماله ، أم ناديه السابق ( الشارقة الاماراتي ) ، أم ناديه الأخير ( السيليه القطري ) ؟
فلنبدأ باللاعب أولا ونقول : ان ثقافة الاحتراف لدى أغلب اللاعبين العراقيين تعني قيمة العقد المادية وتصل في أبعد حدودها الى مدة العقد وحقه في الانتقال الى دوري دولة متقدمة كرويا عن دوري النادي المحترف فيه ، لذا نحن لا نستغرب مطلقا جهل كريم في فقرة من القوانين الخاصة بانتقالات اللاعبين التي سنها الاتحاد الدولي لكرة القدم .
من المؤكد أن جهل كريم يعد خللا تسبب في هذه القضية ، لكنه لا يتحمله بشكل كامل ، إذ أن حالة الجهل التي عليها كريم بهذا الخصوص تشبه حالة العديد من اللاعبين العراقيين ، بل أن بعضهم لا يعرف القراءة والكتابة .
أما عن مدير أعماله ، في حالة وجود مدير أعمال خاص باللاعب مصطفى كريم ، فقضيته تشبه الى حد بعيد قضية اللاعب نفسه ، نعني ما يخص ثقافة الاحتراف ، إذ أن أغلب اللاعبين العراقيين المحترفين يعتمدون في هذه المهمة على معارفهم من أصدقائهم وأقاربهم ، وأغلب هؤلاء يجهلون فقرات مهمة في قانون الاحتراف ومنها الفقرة التي تسببت في حرمان كريم وبذلك فان مدير أعمال كريم يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية نتيجة جهله لفقرة مهمة من قانون انتقالات اللاعبين المحترفين .
أما ما يخص ناديه السابق ( الشارقة ) فنعتقد أنه يتحمل جزءا من المسؤولية أيضا بسبب جهلهم للقانون ، إذ كان من المفروض استشارة الجهات القانونية في النادي ، ان كانت لديهم جهة قانونية ، أو استشارة الجهة القانونية في اتحادهم الكروي وذلك قبل اتمام صفقة اعارة كريم الى نادي السيليه القطري .
نعتقد أن الجهل الادراي الذي يعم أغلب ادارات الأندية العربية ومنهم نادي الشارقة ، وكذلك الأمر مع ادارة نادي السيليه التي تعرف تاريخ كريم الكروي خلال هذا الموسم يعد من الأسباب المهمة التي وقفت وراء حرمان كريم من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم .
نعم ، أن مصطفى كريم يتحمل المسؤولية لجهله بهذا القانون ، لكن علينا انصافه أيضا من خلال تحميل الأطراف الأخرى هذه المسؤولية والتي نعتقد أن عليها أن تتحمل تبعات قضية حرمانه .
لقد ذهب مصطفى كريم ضحية جهله وجهل الأطراف الأخرى فهل سيستفيد الآخرون من هذا الدرس ؟ .

#طارق_الحارس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات