جهاد الرنتيسي
الحوار المتمدن-العدد: 2943 - 2010 / 3 / 13 - 23:38
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
اسفار من حرية التعبير ، واشواط واسعة من الابداع في مقاومة التكميم المبرمج للافواه ، وتوطين ثقافة الخوف ، تفصل بين انتكاسة " ربيع دمشق " الذي لم يستطع التعايش مع العقلية التوتاليتارية ، واطلاق منتدى "الاتاسي" على الفايسبوك .
مفاهيم كثيرة تغيرت ، خلال عقد عاصف من التطورات ، تبدلت فيه انظمة ، واندلعت حروب , وتقرع فيه طبول اخرى ، فالزمن بطبيعته متحرك ، لا يعرف التكلس ، والطبيعة تكره التحجر ، بقدر بغضها للفراغ .
وسوريا ليست استثناء عن عملية التغيير هذه ، وان كان صخب الشعارات، والسياسات البهلوانية ، والاستقواء بمعادلات اقليمية بائسة ، يخفي هذه الحقيقة .
فهناك متغيرات يمكن التقاطها ، وتغييرات تستعصي على الالتقاط ، مما يتطلب ان تبقى الحالة السورية تحت المعاينة والرصد .
احد مؤشرات التغيير ، التي يمكن التقاطها بسهولة ، محاولات النظام المستميتة، لتطوير ادوات شل الحراك الاجتماعي والسياسي ، في بلد كان على الدوام شريكا ، يستعصي على التجاوز ، عند الحديث عن آلية التفاعلات التي تشهدها المنطقة .
وبمحاولاته هذه ، يتجاهل النظام واجهزته ، فعل التكوين الاجتماعي، المديني والريفي ، وحالة التنوع الديني والمذهبي والعرقي في سوريا ، التي ابقت المشهد السياسي السوري على الدوام معبرا صادقا عن ديناميكية التحولات التي تشهدها المنطقة .
وانتقال منتدى جمال الاتاسي الى الفايسبوك بعد اغلاق مقره في دمشق واحد من تجليات عديدة لهذا الفعل الذي لم يتوقف .
ففي وقت سابق تم التوقيع على اعلان بيروت ـ دمشق الذي اعاد لحيوية المشهد السياسي السوري اعتباره .
كما اظهر الكرد نضوجا سياسيا من خلال الاليات الجديدة التي اتبعوها في المطالبة بحقوقهم القومية والمدنية المفقودة .
ولم يخل الامر من رؤى مثقفي الجولان النقدية لطريقة التعاطي مع قضيتهم الوطنية .
عجز النظام عن التفاعل مع هذه الرؤي والتفاعلات ، وقلقه المزمن من تداعياتها المقبلة ، دفعه لوضعها على راس اولوياته ، رغم حاجته للاستفادة منها .
فمن الطبيعي ان يمارس الموساد اعمال التصفيات في شوارع دمشق لكن نشر صورة فداء الحوراني على مواقع الفايسبوك في يوم المراة العالمي يستحق استدعاء سهير الاتاسي الى مقرات الامن في استعادة للحملة التي لم تنته ضد حرية التعبير التي كان المنتدى وما زال احد مناراتها .
#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟