أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - بودريس درهمان - الآلات التواصلية و الدماغ البشري














المزيد.....

الآلات التواصلية و الدماغ البشري


بودريس درهمان

الحوار المتمدن-العدد: 2943 - 2010 / 3 / 13 - 15:51
المحور: الصحافة والاعلام
    



في غالب الأحيان يتم استعمال مفهومي التواصل والإعلام كمرادفين في حين يحتاج هدين المفهومين إلى ترتيبهما وفق دلالتهما من جهة ووفق مجال تخصصيهما.
في البداية يمكن الاقتصار على التعريف التالي:
 التواصل هو الفعل ألذى بواسطته يتم الإعلام.التواصل بهذا المعنى هو فعل والإعلام هو ما يترتب عن هذا الفعل.

 الإعلام لا يتم إلا عندما نقوم بتوظيف نظام من تشغيل الطاقة.هذا النظام يستدعي تدخل عدة أجهزة قادرة على:
1. القيام بفرضيات حول الإرساليات الملتقطة
2. اتخاذ قرار الإجابة حول تلك الإرساليات
3. صياغة الأجوبة.
مفهوم الجهاز يجب فهمه بمعنى أداة إجرائية كيف ما كان نوعها المهم هو أن تحقق الوظائف المشار إليها أعلاه. أقوى هذه الأجهزة على الإطلاق هو جهاز الدماغ البشري لأنه قادر على لعب دور الإرسال والاستقبال بشكل متزامن. هذا ما يفضل jean cloutier تسميته بنظام الامريك Emerec يعني هذا النظام القدرة على الإرسالEmission و القدرة على الاستقبال Réception
نظام الامريك يضم عدة أدوات تواصلية مثل:
• المرآة مثلا التي يتم استعمالها في عملية التواصل عن طريق تعريضها لأشعة الشمس لإرسال هذه الأشعة لشخص أخر لإخباره بشيء ما.
• الصحون المقعرة الملتقطة للذبذبات الهرتزية و التي تقوم بإرسالها على شكل صوت وصورة و ألوان.

خاصية هذه الآلات التواصلية هي أنها لا تؤثر في الخبر ولا تؤوله إنها تستعمل فقط كوسائط ، وتتميز هذه الوسائط بعدم التأثير على كمية المعلومات المحمولة بحيث لا يوجد هناك أي فرق ما بين كمية معلومات المداخيل وكمية معلومات المخارج، أي كمية المعلومات المحصل عليها من عملية الالتقاط أو التواصل وكمية المعلومات المصدرة من جراء هذا الالتقاط و هذا التواصل.

هذا النوع الأول من الآلات و الوسائط التواصلية التي فضل العالم jean cloutier تسميتها بنظام الامريك، هنالك خاصية ثانية تنضاف إلى وظائفها و هي خاصية فك الرموز.
من ضمن الآلات التي تدخل ضمن هذا الصنف يعد الهاتف الرقمي مثلا الذي يقوم بتحويل طاقة صوتية إلى طاقة اليكترونية، و طاقة الكترونية إلى طاقة صوتية واحد من هذا النوع من الآلات التواصلية.
بالإضافة إلى هذا النوع من الآلات التواصلية الذي يدخل ضمن نظام الامريك هنالك نوع ثان من الآلات التواصلية يسمى الآلات المختزلة للزمن les machines chronologiques. يتوفر هذا النوع على نفس خصائص الآلات الأولى مع إضافة خاصية مهمة هي القدرة على معالجة كمية هائلة من المعلومات دون اعتبار لعامل الزمن. هذا النوع من الآلات الخزانة للمعلومات تتميز بسرعة هائلة حيث تختزل الزمن الإنساني المتطلب لانجاز العمليات المعقدة و تتجاوزه . يمكن لأي إنسان مثلا انجاز عملية الجمع البسيطة التالية 3+3 =6 لكن سوف يستعصي عليه الأمر حينما يقوم بانجاز عمليات حسابية كبيرة من حجم ضرب الملايين في الملايير و قسمتها على الآلاف.
انجاز مثل هذه العمليات الحسابية الكبيرة و المعقدة من طرف شخص صعبة جدا و حتى لو توفر هذا الشخص على آلات حسابية عادية سيتطلب انجاز هذه العمليات الحسابية قرونا من الزمن في حين في حالة توفره للآلات المختزلة للزمن مثل الحاسوب فسوف ينجز مثل هذه العمليات المعقدة في ثوان معدودة. لكن رغم كل هذه القوة في الانجاز التي تميز الآلات المختزلة للزمن فان هذه الآلات كمية المعلومات التي ستفصح عنها لا يمكنها بتاتا أن تكون غير متوقعة، لأن كمية المعلومات التي ستفصح عنها و المتأتية من إيجاد الأجوبة على العمليات الحسابية المعقدة قام الإنسان نفسه ببرمجته عليها وفق قوانين الحساب و اللوكاريتم.
المجموعة الثالثة من الآلات التواصلية هي الآلات التي تستطيع إخراج مجموعة من المعلومات اكبر بكثير من حجم المعلومات المتحصل عليها من عملية التواصل و هذا النوع من الآلات يشكلها الدماغ البشري لأنه الآلة الوحيدة التي بإمكانها إنتاج معاني و دلالات عن طريق إعادة تركيب الحروف الأبجدية من اجل بناء جمل و نصوص إنشائية مفيدة.
النظرية التوالدية للغة التي صاغ مفاهيمها العالم الأمريكي نعوم شومسكي توضح لنا بشكل جلي وظائف هذه الآلة التواصلية المعقدة التي تسمى الدماغ البشري. يقول شومسكي بهذا الصدد بأنه انطلاقا من استعمال حروف معدودة و بنيات لغوية محصورة جدا يمكن للدماغ البشري أن ينتج أعدادا من الجمل غير محصورة و بالتالي يتفوق الدماغ البشري كآلة تواصلية على كل الآلات التواصلية الأخرى التي صنعها الإنسان و الطبيعة



#بودريس_درهمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نجحت الدولة الفدرالية العراقية ؟
- دماغ ماكلين و البيولوجيا العصبية
- بنك شمال إفريقيا، مقرض الملاذ الأخير و الفدراليات الثقافية
- من ديكارت الى ما بعد علم الجماجم
- تحديد الذكاء بين علم الجماجم و التأملات الفلسفية
- تاريخ استكشاف الخلية العصبية
- التاريخ المعرفي لللمخ البشري
- من العلوم الإنسانية إلى علوم الإنسان:مدخل الى علوم الاعصاب
- جويل دي روسناي
- ظلال النظام التربوي
- النظام السياسي بين اللايوس و الديموس
- الدولة الوطنية، الإرهاب و المؤسسات الدولية
- الجامعات، الأكاديميات و الجهات.
- خدعة اليمين
- العولمة أو الكل المغفل الاسم والهوية
- المختبرات العلمية و مسارات المجتمعات الحديثة، الجزء الرابع
- المختبرات العلمية و مسارات المجتمعات الحديثة، الجزء الثالث
- المختبرات العلمية و مسارات المجتمعات الحديثة، الجزء الثاني
- المختبرات العلمية و مسارات المجتمعات الحديثة، الجزء الأول
- برامج الوزراء و الرؤساء


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - بودريس درهمان - الآلات التواصلية و الدماغ البشري