أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زيد ميشو - الله حسب الطلب














المزيد.....


الله حسب الطلب


زيد ميشو

الحوار المتمدن-العدد: 2943 - 2010 / 3 / 13 - 09:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يختار المسؤولين الرجال التي تحميهم بكل دقة وعناية ، وحسب (هوَس ) الزعيم المفدّى . إذ إن غالبية أصحابا النفوذ يقع إختيارهم على أشخاص أقوياء ، ورياضيين ومطيعين ومطواعين ، يتقلّبون حسب أهواء رازقهم ، ومع شروط آخرى منها التكتم على لقاءاتهم وتصرفاتهم ، ويحققوا لهم طلباتهم الدونية حتى وأن علقوا القرنين . والأخ القائد قاهر سويسرا بفتواه ، يختارهم من الجنس الناعم ( المِخشَوشَن ) شكلاً وبدناً ، ومع كل الإختيارات تبقى صفة واحدة مشتركة في أفراد الحمايات ، وهي تنفيذ الأوامر والدفاع المستميت لأسيادهم .
والمترفين يوظفون الخدم في بيوتهم لهدف تلقينهم للأوامر والتلذذ بسرعة تنفيذها .
فلكل صاحب سلطة وجاه ، ومتمكن مادياً ، أشخاص ينفذون رغباتهم .
المؤمنين بإلله لايختلفوا عن هؤلاء بشيء ، إلا إنهم يمارسون هواياتهم بإسلوب مختلف ، إسلوب الخذ والهات ، أو المفاوضة ، فهم يسعون لتنفيذ أوامر إلههم ظاهرياً وبالمقابل يشرطون عليه أن ينفذ دعواتهم ودعاويهم ، والتي تبدأ بالستر والصحة والعافية والغنى والنجاح لهم ولذويهم ، وبئس الحاضر والمصير لأعدائهم ، إنما شرطهم هذا لايملى على الله كأمر أو بتعهد خطي بين طرفي القضية ، بل بالوهم الذي يعشعش في مخيخهم من ترهات نسجت حول قناعة ، وأي قناعة ؟
فالمؤمن يخاف خالقه ولاأعرف لماذا يخافه ومن صفاته التي تطلق عليه " المحب والمسامح والرحوم وغيرها من الصفات الحميدة ، ومن خوفه لايستدعيه بإسلوب الأمر لتنفيذ مطالبه ، بل إختار طريقة أخرى ، وهي الدعوات ، ومن الأمثلة السائدة في مجتمعاتنا واللطخات التي نلصقها به :
أرنا فيهم يوم .. إمسخهم إلى قرود .... إهلكهم يارب ... اللهم إمحيهم من الوجود أنت السميع المحيب .... الله سينتقم لي وسيبيدهم كما تباد الحشرات بالفلت .. إفضحهم يارب وعريهم ( مثل التي تتعرى في النايت كلوب ) ... إنصرنا على الأعداء .... شوفوا الله شراح يسوي بيهم .... والله ليشويهم شوي ( كبابجي ) ..
وهناك الكثير من الطلبات الموجهه مباشرةً ( صوت وصورة ) ، مُطالب الله بتنفيذها ، وبما إن ألله يعطيهم ( الإذن الطرشة ) فيبرر المؤمنين ذلك بأنه سينفذ ولو بعد حين . والسؤال الذي يطرح نفسه ، ماذا لو إن الله بهذه العقلية الرثة وينفّذ الأمر البشري بغمضة عين حسب الإسلوب الإلهي ( كوني فكانت ) ؟ هل يبقى شيء في العالم ؟ لأن المؤمنين ماشاءالله لم يتركوا شيء إلا وتمنوا له الدمار والهلاك والفناء .
وقد يتصّور أحد أتباع الأديان بانه هو الوحيد الذي يطالب الله بسحق الآخرين ، وهذا وهمٌ كبير ، فالأدعية الكارثية غير محددة بهذا الدين أو ذاك ، بل بعقلية خرافية تتصور بأنها الوحيدة المستحقة للحياة التي نعيشها والحياة الأخرى التي يأملوا بها . لذا فأبواب الحقد على المختلفين من طوائف وأديان مشرّعة بحسب عقليتهم .
فلو كان الله كما يتصوّره المؤمن التقليدي ، فهذا إله لايستحق الإنتساب له ، فكيف لعاقل أن يؤمن بمن يتمنى بتسخيره لهلاك البشرية والطبيعة والحيوانات والجماد ويُبقي على من هم بإيمانه ؟ وكيف ممكن تقبّل فكرة إله ( بعبع ) مخيف ومرعب وعلى أتباعه تنفيذ تعاليمه ؟ وبمجرد تنفيذ تعاليم إله قاسي سيتحوّل أتباعه إلى قساه هم أيضاً ، فلا هم يطاقون ولاإلههم يطاق . وإن كان الإله المتّبع طيب ، لغلبت الطيبة على طباع أتباعه .
وبهذا سأقسّم المؤمنين كما يحلوا لي ، فئة طيبة ، تنشر الفرح والطيب ، وفئة تشبه رجال العصابات ورئيسهم الدموي ، ومن الثمار يُعرف الشجر .



#زيد_ميشو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلم العراقي وعلاقته بقتل المسيحيين
- نحن كنّا ، وماذا عن الآن ؟
- سمير إسطيفو شبيلا - يدي بيدك من أجل شعبنا المضطهد
- رأيي شخصي - الكتابة بإسم مستعار
- لاس فيغاس عراقي ، كفيل بتقويمه
- زماننا وزمانكم
- تعال يا حمار . . ميخالف - روح يا حمار . . ميخالف تعال ( أركب ...
- حتى آدم وحواء شتمهم حرام !!
- إسمحوا لي أن أشتم - حلقة أخرة من سلسلة تنفيس
- بدل أن نطلق صفاة لإله واحد ، فليكن لنا أسماء لعدة آلهة
- وهناك أنواع أخرى من التنفيس وأنا لاأعرف
- الاديان والقوميات حافظت عليها البشريه .. ليس حبا بها بل كرها ...
- يوم الحرية الكوني
- الصحافة القندرية مكلفة مادياً
- أبوك يال H1N1 لحكتنة حتى عالسلام
- إلى لجنة إعادة صياغة دستور العراق .. إحذروا التقليد
- إلى أهالي الناصرية الطيبين ، لكم كل الحب
- المجلس الشعبي الطويل الإسم يسعى لتمثيلنا !!
- وأنا أيضاً أقترح تسمية لشعبنا
- إنظر إيها المتعالي – على ظهر من تتسلق


المزيد.....




- ملك البحرين: نستجيبُ اليوم لنداءِ شيخ الأزهر التاريخي مؤتمرِ ...
- وفد من يهود سوريا يزور دمشق بعد عقود في المنفى
- “اسعد طفلك الصغير” أغاني وأناشيد على تردد قناة طيور الجنة عل ...
- موقع سوري يستذكر أملاك اليهود في دمشق بعد بدء عودتهم للبلاد ...
- فرنسا تناقش حظر الرموز الدينية في المسابقات الرياضية
- شيخ الأزهر يطلق صرخة من البحرين عن حال العرب والمسلمين
- ملك البحرين يشيد بجهود شيخ الأزهر في ترسيخ مفاهيم التسامح وا ...
- احدث تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 TOYOUR EL-JANAH TV على ...
- وزارة الشؤون الإسلامية تكشف عن ضوابط الصلاة في رمضان بالمملك ...
- امير قطر يلتقي سماحة قائد الثورة الاسلامية السيد علي خامنئي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زيد ميشو - الله حسب الطلب