و اكثرنا من الضعفاء بدون شخصية

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2942 - 2010 / 3 / 12 - 16:37
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

لكل انسان نقاط ضعف و قوة و لكن المشكلة هي تقبل نقاط الضعف او حتى الاعتراف بها: يا ناس انا ضعيف. لماذا يجد الانسان صعوبة في الاعتراف بضعفه و اكثرنا من الضعفاء بدون شخصية؟ هل لان في الضعف تقليل من قدرةالانسان يجعله هزيلا خاسرا؟ اليست الخسارة مهمة لتحديد الفائز؟ اليس الضعف صفة مهمة في الانسان امام المشاكل و التحديات و الكوراث ليتخذ الاحتياطات؟ السنا ضعفاء امام الموت؟ متى نتقبل الضعف و نعترف؟ اليس في ايجاد نقاط الضعف فهم لنفسية الانسان و دواء لعلاجه؟ اليس في الضعف راحة من ثقل و ضغط و قساوة الظهور بمظهرالقوي؟ اليس الضعيف احيانا هوالمتفوق في النهاية؟ هل يوجد خاسر وفائز في الحياة؟ و اخيرا ما معنى الشخصية و ما هي تعريفها؟ اسئلة كثيرة تبقى بدون جواب.

لقد ملينا من قراءة قصص الابطال و الشهداء وآن الاوان ان نفكر بالضعيف و يصبح بطل القصة كما اصبح Willi Lowman بطل القصة في رواية Death of a Salesman للكاتب الامريكي Arthur Miller. ما ابدع هذه القصة التي تجعل من رجل كبير بالسن لا يستطيع ان يمييز بين الواقع و الخيال اصبح اضحوكة و محط احتقار الناس بطلها. انك ترى الضعف و الانخفاض في اسمه الاول و الثاني. اسمه الاول اسم مصغر تعطى عادة للاطفال لاتستطيع معاملته بجد و اسمه العائلي هو الحضيض السافل الذي نزل الى اسفل السافلين Low-man.
http://en.wikipedia.org/wiki/Death_of_a_Salesman

يفهم الكاتب النفس البشري و لايريد فقط ان يعترف بالضعف بل يرفعه الى مقام البطولة. القارئ و المشاهد يتعاطف لاول مرة مع الضعيف. الضعيف يبين بشاعة القوي و نواقصه. يستهزأ الكاتب الامريكي James Thurber في قصته القصيرة الرائعة
The Secret Life of Walter Mitty http://en.wikipedia.org/wiki/The_Secret_Life_of_Walter_Mitty
التي ايضا صور كفلم بالشخصيات الكبيرة التي تكتب عن مذكراتها. ليست هذه قصة عن الحياة السرية لشخصية تأريخية مهمة كونستن جرجل Winston Churchill و انما لشخص عادي بسيط في صراع مع الحياة, يتهرب البسيط الضعيف Walter Mitty من مشاكله وضعفه الى دنيا احلام اليقظة و يتخيل نفسه طبيب جراح كبير عندما تامره زوجته بلبس القفازة عند السياقة لان الجراح الكبير ايضا يلبس القفازة. يتصور نفسه طيار حربي شجاع لا يخاف الموت ينقذ وطنه من عدو شرس عندما يسمع صوت محرك سيارته و هويقود زوجته الى صالون للزينة تلبية لاوامرها.

الانسان الضعيف يتهرب من ضعفه في احلام اليقظة. يتهرب من الواقع المر ليصبح بطلا على الاقل في الاحلام و يصبح طببا جراحا و يبني قصرا و يقود سيارة غالية تمدحه الناس . و لكنه يجد نفسه تحت ضغط دائمي للاتيان بما لا طاقة له عليه تدمر نفسيته و حياته. فهو لايبني بيت فاخر و يشتري سيارة فاخرة لنفسه لان هدفه الاول هو ان ترها الناس و يعوض بذلك عن نقص في داخله. لولا الاحلام لما كان الضعيف يستطيع التعويض عن نقصه. المجتمعات الشرقية ضعيفة في حاجة الى مساعدة و لكنها ترى في الضعف فضيحة و تقول فلان ابن فلان ليس لديه شخصية. نتكلم عن الاستشهاد و الاستشهاد هو من الضعف. في اعتراف و تقبل الضعف شفاء و راحة البال من كل هذا الثقل.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات