|
رحيل قبطي من رئاسة مشيخة الازهر ؟!
عبد صموئيل فارس
الحوار المتمدن-العدد: 2942 - 2010 / 3 / 12 - 07:42
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
رحل عن مصر واحدا من ابناءها الشرفاء والذي بات من المعتاد ان نسمع اليوم ان نوعية هؤلاء هم من ينسحبون من دنيانا دون ضجيج وان كانت حياتهم قد اتسمت بهذا الضجيج لما لهم من مواقف وطنيه معتدله وراسخه في الاذهان لا من اجل شئ سوي من اجل الحفاظ علي تراب وسلامة هذا الوطن من وطاويط التخلف والعنصريه والتي باتت تهدد سلامة بلادنا ننعي ببالغ الحزن وألآسي رحيل إمام مصر الاكبر وشيخها الجليل الدكتور محمد سيد طنطاوي وهاهي حياته ومواقفه في سطور ولد شيخ الازهر في طما بمحافظة سوهاج في 28 اكتوبر 1928 حصل على الدكتوراة في الحديث والتفسير العام 1966 بتقدير ممتاز. عمل كمدرس في كلية أصول الدين، ثم انتدب للتدريس في ليبيا لمدة 4 سنوات. عمل في المدينة المنورة كعميد لكلية الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية. عين مفتيا للديار المصرية في 28 أكتوبر 1986. عين شيخا للأزهر في العام 1996. معاركه التنويريه ومواقفه الجريئه خلال مسيرة حياته والتي دفع ثمنها كثيرا من صحته والتشهير به في 20 فبراير 1989 عندما كان الشيخ طنطاوي مفتي الديار المصرية أصدر فتوى يحرم فيها فوائد البنوك والقروض باعتبارها ربا يحرمه الإسلام
وفي شهر فبراير 2003، وقبل احتلال القوات الأمريكية للعراق أقال طنطاوي الشيخ علي أبو الحسن رئيس لجنة الفتوى بالأزهر من منصبه بسبب ما قيل إنه صرح بفتوى يؤكد فيها «وجوب قتال القوات الأمريكية إذا دخلت العراق، وأن دماء الجنود الأمريكيين والبريطانيين تعد في هذه الحالة حلالا، كما أن قتلى المسلمين يعدون شهداء»
وفي نهاية أغسطس 2003 أصدر طنطاوي قرار بإيقاف الشيخ نبوي محمد العش رئيس لجنة الفتوى عن الإفتاء وإحالته للتحقيق؛ لأنه أفتى بعدم شرعية مجلس الحكم الانتقالي العراقي وحرم التعامل معه، وقال شيخ الأزهر أن الفتوى التي صدرت (ممهورة بشعار خاتم الجمهورية المصري وشعار الأزهر) "لا تعبر عن الأزهر الذي لا يتدخل في السياسة وسياسات الدول".
وفي 30 ديسمبر عام 2003 إستقبل طنطاوي وزير الداخلية الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي في الأزهر وصرح طنطاوي أنه من حق المسؤولين الفرنسيين إصدار قانون يحظر ارتداء الحجاب في مدارسهم ومؤسساتهم الحكومية باعتباره شأنا داخليا فرنسيا.وقُبل هذا التصريح بانتقادات شديدة من قبل بعض الجماعات الإسلامية وعلماء الدين ومن المجلس الأوروبي للإفتاء ومن جماعة الإخوان المسلمين بينما أيده الرئيس المصري حسني مبارك بشكل غير مباشر في تأييده حظر الحجاب بفرنسا، معتبرا أن اختلاف بعض علماء الدين الآخرين معه رحمة، مضيفا أن القرار "شأن فرنسي لا يمكن التدخل فيه" و"أنه ينطبق على المسلمين وغير المسلمين". وفي 8 أكتوبر 2007 أصدر طنطاوي فتوى تدعو إلي "جلد صحفيين" نشروا أخبارا فحواها أن الرئيس حسني مبارك مريض، وقد أثارت هذه الفتوى غضب شديد لدى الصحفيين والرأي العام وطالب النائب مصطفى بكري بعزله وتساءل الكاتب الإسلامي فهمي هويدي عن أسباب صمت شيخ الأزهر إزاء عدد من القضايا المهمة في البلاد مثل "إدانة التعذيب وتزوير الانتخابات واحتكار السلطة والأغذية الفاسدة والمبيدات المسرطنة"، مشيراً كذلك إلى حالة انعدام ثقة المصريين في شهادة شيخ الأزهر الذي على حد قوله "كان أكرم له أن يصمت لأن هناك أموراً أكثر جسامه تستحق تعليقه وكلامه وقارن هويدي بين شيخ الأزهر في تحريضه للحكومة على الصحفيين، وبين الرهبان البوذيين في وقوفهم مع الناس ضد حكومتهم، قائلا "إنه ارتدى قبعة الأمن وخلع ثياب المشيخة"، كما وجه له الإخوان المسلمين إنتقادات شديدة بسبب هذه الفتوى
وفي 12 نوفمبر 2008 تعرض لنقد شديد من صاحب هذا الرأي؟بسبب مصافحته للرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في مؤتمر حوار الأديـان الذي نظمته الأمم المتحدة والسعودية بنيويورك وقد حدثت مُسائلة برلمانية في مصر حول مصافحته لبيريز وطالبه نواب الإخوان المسلمون بالإعتذار حيث أشار حمدي حسن أن المصافحة أتت في الوقت الذى كانت إسرائيل تفرض حصار على غزة كما إنتقده بشدة الشيخ وجدي غنيم وطالب البعض الآخر بعزله مثل مصطفى بكرى وحمدين صباحي الذى كتب منددا في جريدة الكرامة «فضيلة الإمام الأكبر استقيلوا يرحمكم الله» وكتب حمدي رزق في جريدة "المصري اليوم" مقال إلى شيخ الأزهر بعنوان "لا تصافح" مقتبساً هذا العنوان من عنوان قصيدة الشاعر أمل دنقل الشهيرة "لا تصالح" وقد هاجمه بشدة أيضاً حمدي قنديل في برنامجه "قلم رصاص" الذى كان يُعرض على قناة دبي الفضائية وقد برر الإمام الأكبر ذلك بأنه لا يعرف شكل بيريز وهاجمه حمدى قنديل متسائلاً «كيف لا يعلم شكله على الرغم من أن شيمون بيريز قد خطب في مؤتمر حوار الأديان كما أنه في ساحة السياسة الإسرائيلية منذ خمسين سنة تقريباً وقد زار مصر مرات ومرات وظهرت صوره مع رؤساء مصر في الصفحات الأولـى من الجرائد؟»، فيما قالت صحف إسرائيلية أن طنطاوي هو من بادر بمصافحة بيريزو5 يوليو 2009 ظهرت مطالب برلمانية جديدة تدعو لعزله علي خلفية جلوسة مرة أخرى مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز علي منصة واحدة في مؤتمر حوار الأديان الذي عقد في الأول والثاني من يوليو 2009 في كازخستان في 5 أكتوبر 2009 أثار إجباره لطالبة في الإعدادي الأزهري على خلع النقاب زوبعة عند البعض من المؤيدين للنقاب وحالة من السخط العارم بين السلفيين، إلا أن هناك من يرى أن موقف إمام الأزهر لم يكن يستحق كل تلك الضجة خاصة وأنه رأي اجتهادي وأن وراء هذه المواقف حساسيات سابقة معه. بل امتد الأمر إلى اتهام الشيخ بالسخرية من التلميذة الأمر الذي نفاه شيخ الأزهر في تصريحات لاحقة له مؤكدا أن "النقاب حرية شخصية"ولكنه أكد على كونه ليس سوى مجرد "عادة"، رافضا ارتدائه داخل المعاهد والكليات الأزهرية. واثر تلك الواقعة طالب النائب الإخواني حمدي حسن في مجلس الشعب المصري بعزل شيخ الأزهر لمنعه المعلمات المنقبات والطالبات من دخول المعاهد الأزهرية إلا أن مجمع البحوث الإسلامية ساند شيخ الأزهر في موقفه وأيده رسميًا في قرار حظر النقاب داخل فصول المعاهد الأزهرية وقاعات الامتحانات والمدن الجامعية التابعة للأزهر عاش الرجل من اجل خدمة وطنه ودينه فلم يجاري التيارات المتشدده التي اصبحت مسيطره علي كل شبر داخل مصر بل كان له مواقفه الشجاعه كما ذكرنا والتي كانت سببا في ارهاقه بدنيا فعندما تم احتياره لمشيخة الازهر في عام 1996 دار القول في مسقط رأسه بطما ان قبطيا قد اعتلي مشيخة الازهر فقد ساد في العرف الاسلامي داخل مصر ان من ينبذ التطرف والعنف والتشدد هو خارج عن الدين ولكن مع ذلك هو بالفعل قبطي الجنسيه بصرف النظر عن هويته الدينيه ومع كل ذلك حاول جاهدا ان يخرج مؤسسته الدينيه من تلك البقعه السوداء وهي التشدد وان يحافظ علي وسطيته قدر المستطاع ليكتب اخر فصول حياته وهو في خدمة وطنه ودعواه صباح يوم الأربعاء 24 ربيع الأول 1431 هـ الموافق 10 مارس 2010 في الرياض عن عمر يناهز 81 عاما إثر نوبة قلبية تعرض لها في مطار الملك خالد الدولي عند عودته من مؤتمر دولى عقده الملك عبد الله بن عبد العزيز لمنح جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام للفائزين بها عام 2010 وقد قال وكيل شيخ الأزهر نقلاً عن ابن الفقيد بأنه سيصلى عليه في المدينة المنورة وسيوارى الثرى في مقبرة البقيع ولا اجد ما يقال سوي ما صدر عن صديقه والذي حزن جدا لفراقه قداسة البابا شنوده الثالث عندما قال انني لست متخيلا ان اري شيخا اخر للازهر غير محمد سيد طنطاوي وذلك في البيان الذي اصدرته الكنيسه القبطيه عقب نبأ رحيل شيخ الازهر فعزاء لكل مصر اقباطها ومسلميها وان يمنح الله اهله وزويه الصبر والسلوان
#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أزمات مفتعله من أجل عيون مبارك؟!
-
بداية السقوط!!
-
المكالمه الهاتفيه التي أقلقة نوم الرئيس مبارك وأسرته؟!
-
القضيه القبطيه في ازمه حقيقيه3
-
روؤيه وطنيه للخروج من نفق الطائفيه
-
كاهن قبطي شجاع؟!
-
أتساع رقعة العمليات الجهاديه ضد الاقباط؟!
-
أيها القبطي لك أسم انك حي وأنت ميت؟!
-
السلاح المستخدم في حادث نجع حمادي
-
سرور يتهرب من مقابلة وفد اللجنه الوطنيه؟!
-
حدث في معرض القاهره الدولي للكتاب
-
قبطي مهاجر رهن الاعتقال في نجع حمادي؟!
-
صرخات ودموع في حفل تأبين الملائكه
-
تحية حب وتقدير لكل أقباطنا المهاجرين
-
مسرحيه هزليه أقامها حزب التجمع في مصر !
-
شكرا للكموني ورفاقه؟!
-
مذبحة نجع حمادي تكشف وضع الاقباط في مصر؟!
-
لاتظلموا الرئيس؟!
-
السر وراء مذبحة نجع حمادي؟
-
السر وراء بقاء محافظ المنيا في منصبه ؟!
المزيد.....
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|