الاتحاد
الحوار المتمدن-العدد: 896 - 2004 / 7 / 16 - 07:11
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
صادفت امس الذكرى السادسة والأربعون لثورة 14 تموز العراقية المجيدة التي خلّصت شعب العراق من قيود وبراثن النظام الملكي وحكم نوري السعيد العميل للاستعمار وخادم مصالحه في المنطقة. فقد جسمت هذه الثورة في حينه ارتفاع موجة حركة التحرر القومي العربية والعالمية من اجل التحرر والاستقلال الوطني وبناء مستقبل أفضل لتطور شعوبها وبلدانها.
وشتان ما بين الامس واليوم في العراق فالاستعمار المهزوم في الرابع عشر من تموز 1958 عاد بعد خمس وأربعين سنة لاحتلال العراق ومصادرة حق الشعب العراقي الشرعي والانساني بالحرية والاستقلال الوطني. فالامبريالية الامريكية تحاول اعادة عجلات التاريخ الى الوراء بهدف استعباد الشعوب ونهب ثرواتها وخيراتها تحت راية فرض سيادة نمط الكاوبوي الامريكي في ممارسة الحرية والدمقراطية، نمط سمك القرش يفترس الاسماك الصغيرة، نمط سيادة قانون الغاب الهمجية كبديل للقانون الدولي المتعارف عليه على ساحة العلاقات الدولية. وقد وقع شعب العراق فريسة قانون الغاب الامريكي ومواجهة حرب استراتيجية مخططة منهجيًا في اطار استراتيجية عولمة الارهاب التي تنتهجها ادارة جورج دبليو بوش اليمينية لنهب نفط وخيرات العراق وتحويل اراضيه الى اسرائيل ثانية، الى مخفر استراتيجي امبريالي عدواني ضد شعوب المنطقة.
تأتي هذه المناسبة في ظروف مأساوية يعاني منها الشعب العراقي في ظل الجرائم الهمجية التي يرتكبها جند هولاكو من الغزاة المحتلين الانجلو امريكيين. فاطاحة المحتلين بنظام صدام حسين لم تخلص الشعب العراقي من الظلم والمعاناة، بل قاد الكثيرين الى ترديد ان "جحيم صدام ولا جنّة المحتلين الانجلو امريكيين" الذين يهدمون حضارة العراق العريقة بشكل منهجي ويرتكبون جرائم الحرب والمجازر الدموية ضد المدنيين ويحاولون تقسيم العراق وتمزيق وحدته الوطنية من خلال تأجيج واشعال نار الطائفية والصراعات القومية والاثنية بهدف ترسيخ اقدام الاحتلال الانجلو امريكي واطالة امده جاثمًا على صدر شعب العراق واراضيه.
اننا على ثقة بان شعب العراق صاحب التاريخ الكفاحي المجيد في مواجهة الاستعمار والظلم والظالمين، شعب ثورة 14 تموز الماجدة لن يرضى أبدًا بالمهانة القومية والوطنية والانسانية والرضوخ تحت نعال الغزاة المحتلين. ونحن على ثقة بأن شعب العراق، بعربه واكراده ومختلف قومياته، بقواه الوطنية متعددة هويات الانتماء الفكري والسياسي والديني لن يرضى أي بديل لجلاء قوات الاحتلال وتنظيف ارض العراق من دنسهم لبناء عراق مستقل ومشرق. وشعب العراق الذي حول أرضه، مدنه وقراه الى نار مقاومة مشتعلة، عسكرية وسلمية، في وجه المحتلين، فانه لن يوفر للمحتلين الامن والاستقرار في الوطن المحتل. فلا امن ولا استقرار في العراق الا بخروج المحتلين واستعادة شعب العراق لحقه الشرعي والطبيعي في الحرية والسيادة والاستقلال الوطني. وألف تحية تضامن لشعب ثورة 14تموز الماجد المناضل من اجل حريته واستقلاله ولبناء عراق دمقراطي ينعم فيه جميع العراقيين.
("الاتحــــــــــــاد")
#الاتحاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟