يجب تعزيز قرار محكمة العدل الدولية بالمزيد من الكفاح الشعبي والهجوم السياسي

حزب الشعب الفلسطيني

الحوار المتمدن-العدد: 896 - 2004 / 7 / 16 - 07:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

حقق شعبنا الفلسطيني في القرار الصادر عن محكمة العدل الدولية، نصراً كبيراً في نضاله المتواصل لإزالة الجدار والاحتلال، والتأكيد على حقوقه المشروعة في التحرر والاستقلال وفي تأكيد الرفض الدولي للإعتراف بكافة التغيرات والوقائع التي سعت اسرائيل لفرضها على الأراضي الفلسطينية بما في ذلك في القدس الشرقية ومحيطها.

ان قرار المحكمة بتأكيده على قواعد الشرعية الدولية، خصوصاً تجاه منطق القانون الدولي في التعامل مع الاحتلال والقضايا الوطنية، انما وجّه صفعة كبرى لإسرائيل وللولايات المتحدة، التي جهدت لعزل القضية الفلسطينية عن منطوق قواعد الشرعية الدولية في النظر الى قضايا الاحتلال وحق تقرير المصير، وسعت لإستبدالها بمنطق تشجيع المبادرة الاسرائيلية لما يسمى بالحل احادي الجانب، ومنح الدعم والضمانات لها خارج نطاق الشرعية الدولية.

ان قرار محكمة العدل الدولية، لا يمثل فقط نصراً للشعب الفلسطيني، وانما لمجمل الانجازات التي راكمها القانون الدولي ازاء قضايا الاحتلال والعدوان، والتي شاركت في صنعها نضالات دموية وعميقة للشعوب التي عانت الاستعمار والاحتلال، وللمثل والأخلاقيات السامية التي حكمت السعي من أجل تأسيس نظام دولي يقوم على التعاون والسلام واحترام حقوق الشعوب في تقرير مصيرها ، وحل النزاعات بالطرق السلمية.

ان المغزى الأهم لهذا القرار يتمثل في انه اظهر اسرائيل كمارق على القانون الدولي، كما طالب المؤسسات الدولية وحكومات العالم برفض التعامل مع الوقائع التي يفرضها الاحتلال والممارسات الاسرائيلية، ودعاها للضغط على اسرائيل لوقفها، والمطالبة الصريحة بهدم الجدار وإنهاء الاحتلال، الأمر الذي يشابه تلك المقدمات التي ساهمت محكمة العدل الدولية في وضع أساسها للحملة الشعبية والدولية التي عزلت نظام جنوب افريقيا العنصري في حينه، والتي كللت بالنجاح ، رغم كل البطش والارهاب والاعتقالات والتنكر للقانون الدولي الذي تعاملت به حكومة جنوب افريقيا، وبرغم تحالفها الاستراتيجي في حينه مع اسرائيل.

ان حزب الشعب الفلسطيني وهو يرى في هذا القرار نصراً للجمع الناجح بين الجهد الكفاحي الشعبي الفلسطيني الذي قادته لجان مقاومة الجدار ولجان التضامن الدولي والاسرائيلي معها، وبين الجهد السياسي والقانوني المتميز الذي اضطلعت به الطواقم المختصة من ابناء الشعب الفلسطيني ومناصريه من محامين وقضاة ومختصين، فإنه يرى فيه كذلك نصراً لعدالة القضية الفلسطينية ولمجمل الكفاح الوطني الفلسطيني ضد الاحتلال ومن اجل الاستقلال الوطني.

وانطلاقاً من كل ذلك فإن حزب الشعب الفلسطيني يدعو الى مواصلة هذا الطريق، والى جعل العمل على استثمار قرار محكمة العدل الدولية وتنفيذه، المحور الأساسي لتصعيد النضال الشعبي الجماهيري ضد الجدار، ولهجوم سياسي فلسطيني واسع النطاق، يسمح باستنهاض كافة الطاقات والامكانيات التي توفرت في المؤسسات الدولية والإقليمية، وعلى الصعيدين الرسمي والشعبي، وبما يقطع الطريق على خطة شارون، والمحاولات الأميركية لاعتبارها محوراً للعملية السياسية الهادفة الى تكريس تفاهماتها المسبقة مع حكومة شارون.

إن صياغة خطة استراتيجية على ضوء هذا التغير الهام، بما في ذلك رفض محاولات عزل ما يسمى بالجهد السياسي عن استمرارية بناء الجدار والاستيطان وغيره، انما يمثل المهمة العاجلة امام الشعب الفلسطيني، وكافة اطاراته، كما ان ذلك يتطلب بكل وضوح تعزيز انسجام وملاءمة وسائل كفاح الشعب الفلسطيني مع قواعد الشرعية الدولية، وعدم منح اسرائيل اية فرصة لكسر حالة العزلة التي تواجهها مهما كانت الأسباب.

11/7/2004 حزب الشعب الفلسطيني

#حزب_الشعب_الفلسطيني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات