فهد ناصر
الحوار المتمدن-العدد: 896 - 2004 / 7 / 16 - 07:12
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أعادة الحكومة المصرية العمل بقانون الضبطية العدلية الذي يعطي لعدد من مشايخ الازهر سلطة القيام بحملات تفتيش على المطبوعات والكتب بذريعة أنها تسيء الى الاسلام والسنة.أعادة العمل بهذا القانون دق ناقوس الخطر الذي يتهدد حرية الفكر والتعبير والابداع الادبي والفني التي أصبح الازهر وبدون منازع أحد ألد أعداءها. تاريخ هذه المؤسسة الدينية التي تمارس سلطات واسعة وتعمل على أشاعة الرجعية والتخلف ومناهضة كل أشكال الحرية مليء بالوقائع والشواهد السوداء التي تؤكد مناهضته لحرية التفكير والنقد،فكل ما يقوم به البشر لابد وان يتم أخضاعه لمقاييس ومعايير قد حددها الازهر سلفاً.القانون المذكور يحول مشايخ الازهر الى مجموعة من الاشخاص الذين يكون كل همهم تدقيق كل ما يقع بين أيديهم من كتب ومطبوعات بحثا عن كلمة او فكرة ما تحمل نقدا للاسلام والشريعة وان تم العثور على كلمة ما فانها تكون صيدا ثمينا لهؤلاء البشر الذين أعلنوا أنفسهم حماة للدين والشريعة من عبث العابثين .
أصبح الاصلاح والحرية نغمة عالم اليوم الذي تقوده أمريكا الى حيث لا يدري، في نفس الوقت أصبح الاصلاح نغمة أيضا لكنها، نغمة نشاز، تصدر من أفواه الحكام العرب وقد وعدوا بالاصلاح لكن الحكومة المصرية دشنت أصلاحها المرتجى بأعادة الضبطية العدلية الى مشايخ الازهر معلنة عن عودة محاكم التفتيش سيئة الصيت مرة أخرى .
البحث بين أسطر وكلمات كتاب ما يحمل نقدا او يذكر وقائع تاريخية من التاريخ الاسود والدموي للخلافة الاسلامية او يسعى الى طرح تصورات مغايرة حتى وان كانت من وجهة نظر اسلامية يؤدي الى مصادرة هذا الكتاب او حرقه وتقديم كاتبه الى القضاء .
في الوقت الذي يمارس فيه مشايخ الازهر سلطات محاكم التفتيش على الكتب والمطبوعات فأن كتب مليئة بالتحريض على العنف والارهاب والكراهية ودونية المرأة وتحقير كرامة الانسان وأخرى مليئة بالخرافة والجهل، يعاد طبعها عشرات المرات دون اي تسائل او استفسار من الازهر والحكومة المصرية.من السهل على مشايخ الازهر مصادرة رواية لنوال السعداوي او حيدر حيدر أو مجموعة شعرية لأحمد الشهاوي ويعدوها تجاوزا على الاسلام ومساً بقيم الشريعة،أو يعلنون الحرب على نصر حامد ابو زيد ونجيب محفوظ،لكن من الصعب عليهم ان يقولوا حرفاً واحداً في كتابات الظواهري والترابي وسيد قطب أوبؤرة الارهاب والرجعية أبن تيمية.
#فهد_ناصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟