أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى الحسيني - ((السيدا))/((الإيدز)) والديموقراطية والنظام الدولي














المزيد.....

((السيدا))/((الإيدز)) والديموقراطية والنظام الدولي


مصطفى الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 185 - 2002 / 7 / 10 - 06:39
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لو أن أحداً، في أربعينيات أو خمسينيات القرن الماضي كتب عنواناً يشبه هذا العنوان، يجمع وباء الملاريا الشائع آنذاك إلى الديموقراطية والنظام الدولي، فالمؤكد أنه كان سيجد صعوبة شديدة في نشره، كان سيوصم بأنه يحاول الربط بين أمور لا ترتبط.
لكن المؤتمر الدولي المنعقد الآن في برشلونة بأسبانيا لبحث مشكلة الانتشار الوبائي لمرض نقص المناعة المكتسبة، <<السيدا>> أو <<الإيدز>> يقول لنا كم تغيّرت الدنيا. المؤتمر يعالج موضوعه ربطاً مع الديموقراطية والنظام الدولي. من حيث ما يتردد فيه من دعوات إلى الحكومات والأفراد أن يلتزموا الشفافية في الإعلان عن حالات الإصابة بالمرض أو الفيروس المسبب له. كما أنه يعتبر أن مقاومة الوباء حتى القضاء عليه يجب أن تكون في مقدمة مسؤوليات النظام الدولي.
لكن هل من أمل في أن النظام الدولي سيستجيب؟
ما يجري تداوله في مؤتمر برشلونة لا يوصف بأقل من الفظاعة؛ ومن وجهين؛
الوجه الأول هو تسارع انتشار الوباء الى حد أنه بات يهدد سكان إحدى دول أفريقيا الجنوبية بالفناء. حوالى 40% من السكان مصابون بالمرض. المعدل الوسطي لأعمار السكان تدهور إلى أربعين سنة والمتوقع أن ينخفض الى ثلاثين في بحر سنوات عشر إذا لم تتعدل شروط الحياة والظروف. وفي أفريقيا كلها 45 مليون مصاب بالمرض، إن كانت الإحصاءات وافية. والوباء ينتشر بسرعة في جنوب آسيا.
هذا وجه. أما الوجه الآخر فمتعدد الأوجه.
من أوجهه ما لا يوصف بأقل من أنه جشع العالم المتقدم الغني الذي يعنى بحماية ما يعتبره <<حقوق الملكية الفكرية>> لشركات صناعة الدواء أكثر مما يعنى بحماية الناس من الوباء الذي يهددهم بالفناء. ومن أوجهه أن من ينتشر فيهم الوباء أفقر من أن يطيقوا نفقة حماية أنفسهم منه. الحماية التي تتطلب ما هو أكثر من الوسائل الطبية؛ تتطلب تعليماً وتوفيراً لبنية أساسية صحية وإقالة شعوب بأكملها من براثن الفقر، لكن رئيس جنوب أفريقيا نال من العالم المتقدم الاستخفاف والتقريع لأنه اعتبر الفقر من أسباب انتشار الوباء. ومن أوجهه بخل العالم المتقدم الغني الذي لا يستجيب لنداءات الأمم المتحدة لتقديم 10 مليارات دولار سنوياً لتوفير الوقاية من الفيروس المسبب للمرض وعلاج المصابين به. وهو بخل يفوق درك هذه الرذيلة إذا قارناه بما خصصه ذلك العالم المتقدم لتمويل <<الحرب على الإرهاب>> وهو ما يزيد على عشرة أضعاف المطلوب لمحاربة الوباء، علماً بأن تلك المخصصات الطارئة الباهظة، هي مجرد إضافة الى نفقات ضخمة لمؤسسات عسكرية ليس أمامها عدو ولا يواجهها خطر إلا ما تراه أو تتوهمه في العالم الفقير. ومن أوجهه أن ذلك العالم الغني يتقاضى العالم الفقير من فوائد الديون ما يفوق أضعاف ما يدعى الى تقديمه إليه من عون لمقاومة الوباء وللتغلب على الفقر مجتمعين.
يبدو أن النظام الدولي الذي يجري إرساء أسسه وإقامة قواعده، ينحصر همّه في مسألتين اثنتين تخصان الأقوياء الأغنياء في العالم؛ تحصين أمنهم بما يسمونه <<محاربة الإرهاب>> واحتكار ما يصفونه بأنه <<أسلحة الدمار الشامل>>. وبناء الأسيجة حول ما توفر لهم من رخاء، بمقاومة الهجرة التي يدفعها الفقر... وبترك الفقراء يموتون من الجوع أو من الوباء. لا يهم.
جريدة السفير


#مصطفى_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى الحسيني - ((السيدا))/((الإيدز)) والديموقراطية والنظام الدولي