أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - وليد مبيض - قصة قصيرة














المزيد.....

قصة قصيرة


وليد مبيض

الحوار المتمدن-العدد: 895 - 2004 / 7 / 15 - 06:13
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


هكذا هي الحياة!
أنا امرأة في منتصف العمر، أعيش حياة روتينية، ففي الصباح الباكر أقوم ببعض الأعمال المنزلية قبل توجهي إلى عملي الذي أنغمس فيه طوال النهار...!
هذا عدا عن واجبات وضعتها لنفسي، فمن زيارة لأختي وتفقد أحوالها، ومساعدتها في بعض الأمور، إلى المرور على الطبيب أو معهد تعلم اللغة الإنكليزية، أو السوق لابتياع حاجات البيت والأولاد...
وفي المساء أعود للبيت لأنهي ما بدأته صباحاً، فلا أنتبه إلا وقد داهمني النوم في ساعة مبكرة من الليل.
**********
حلم
في ليلة القدر حلمت أن السعادة تحققت لي كما لم تتحقق لامرأة قبلي، كان الحلم مبهماً، لكني استيقظت مسرورة به...!
وفي يوم "الكرامات" الذي صادف اليوم العاشر قبل عيد ميلادي،هبطت علي من السماء هدية ملفوفة بقوس قزح، فرحت بها كثيراً...
حين فتحت الرزمة، وجدت فيها كرسي أشبه ما يكون بعرش أسطوري.
من النظرة الأولى، شعرت بمحبة كبيرة لهذه الهدية الربانية، ولذلك فقد أخذت أتأمله، وأقلبه، وأشمه، كانت رائحته أشبه بعبق آدم وهو يتنقل في الجنة.
ولمحاسن الصدف فقد أحسست بأن العرش يبادلني شعور المحبة...!
بعد مفاجأة الفرحة، بدأت التفكير بمصيري مع هذا العرش:
أين سأضعه؟
كيف سأعتليه؟
لمن سأريه من معارفي وعائلتي وأصدقائي؟
**********
زواج
فكرت أن أضعه في غرفة نومي، لكن زوجي يكره الكراسي، فقد قال لي مرة:
ـ أظن أنني كرسي، فأنت تغيرين مكاني حسب مزاجك، فمرة تضعينني في صدر الغرفة، أو في عتبتها، أو تنقلينني إلى أي زاوية أخرى، وربما يتوارد لذهنك أن تطويني، وتضعيني في السقيفة. أنا أكره الكراسي.!
ومنذ أن تشكلت لديه هذه القناعة، أخذ يفترش الأرض، مهما كانت الكراسي مريحة.
**********
عائلة
أما أختي فهي تغار من أي شيء أو موضوع يستحوذ على اهتمامي، فلم أستطع مصارحتها بأمر الهدية، لأنها ستعتقد أنها ستأخذني منها، وربما في نوبة غضب ستحطم العرش، مصدر فرحتي في هذه الأيام المقرفة.
وضعته في غرفة الجلوس، وحين مر ابني بجانبه لم ينتبه لوجوده فاصطدم به، وسقط على الأرض، وبدأ يصرخ:
ـ من أين جاء هذا الكرسي؟ خذوه من هنا.
*********
حلول
أخذت أقلب الأفكار، ماذا سأفعل؟
ـ هل أستغني عن أحد الكراسي، وأضعه مكانه، لكن ذلك سيؤثر على ديكور البيت، وسيضيع منظر العرش بينها.
ـ لماذا لا أسأل النجار، إن كان بإمكانه صنع طقم من العروش، لأستبدلها بطقم كراسي غرفة الضيوف.
قال لي النجار:
ـ أستطيع أن أصنع لك مثل هذا العرش، ولكن سيكون شبيهاً به، وليس مثله تماماً، فما يسقط من السماء، لا يمكن لإنسان صنع مثيله.
********
عودة
حين جاءت أختي لزيارتي، أسرعت وخبأت العرش في إحدى الخزائن.
في اليوم التالي ذهبت إلى عملي، ومررت على كل الأماكن والأشخاص الذين تعودت عليهم...
وعادت وتيرة الحياة كما هي ثانية، ومرت أيام وأيام نسيت فيه أمر العرش تماماً.
في أحد الأيام فتحت باب الخزانة، فتفاجأت بوجود العرش فيها، واحترت ثانية:
ما الذي سأفعله به؟
خطرت ببالي عدة أفكار:
ـ حياتي كما هي مقبولة، وليست مقرفة كما كنت أتصور.!
ـ لا أستطيع تحمل تغيير، يستلزم مني جهد المتابعة.!
ـ أنا بحاجة لأمور مادية كثيرة، قبل متعة السعادة.!
********
أخيراً قررت أن أعيده إلى السماء.
ولتنقصني متعة الركوب على العرش.



#وليد_مبيض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - وليد مبيض - قصة قصيرة