لولا الرجال ماخلقت النساء

محمد شفيق

الحوار المتمدن-العدد: 2939 - 2010 / 3 / 9 - 21:43
المحور: ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل
    

ينقسم المجتمع العراقي في سلوكه الى قسمين رئسين . السلوك الديني والذي غالبا ما يكون متطرفا . والاخر السلوك العشائري والذي دائما مايكون متخلفا . وهذا ساعد على اقصا وتهميش دور المراءة في المجتمع وحرمها ان تأخذ دورها في الحياة الاجتماعية ومشاركتها في العملية السياسية او الثقافية . حيث العشيرة تعتبر المراءة كالجارية وتحرمها من الحقوق ولاتسمح لها ان تدلي برأيها ويفرض عليها طاعة الزوج في كل الامور . وتحرمها من اختيار الزوج المناسب ورفض الزوج الغير مناسب . بل بات الكثير من النساء لاتعرف زوجها الا في ليلة الزفاف . ولقد قام شابين من سكنة مدينة الكوت بالهرب من هذا الواقع حسب مانقله الموقع الالكتروني لرايدو سوا . وبأختصار فأن المجتمع العشائري يعتبر المراءة كالدمى يحركها الرجل كيف يشاء . اما المجتمع الديني فهو شيئا ما يعد افضل حالا من الاعراف العشائرية وتقاليدها . لكنه ايضا قام بأقصا دور المراءة حيث اعتبرها القران الكريم ( فتنة ) . كما منعها ان تتولى منصب قضائي او رئاسي , او حتى تساهم في تشريع القوانيين وذلك لقول الرسول محمد ( خاب قوم حكمتهم امراءة ) واعتبرها الامام علي بن ابي طالب من نواقص العقول كما في ( نهج البلاغة ) ( احذروا النساء فأنهن نواقص العقول , نواقص الايمان , نواقص الحظوظ ) . كما ان الدين الاسلامي اعطى السلطة بيد الرجال لقوله تعالى ( الرجال قوامون على النساء ) ولكنه هنا قيده ( بما فرض الله ) وقول النبي محمد في الحديث الصحيح المروي عنه ( لو كنت آمرا احد بالسجود لامرت المراءة بالسجود لزوجها ) وفي ( علل الشرائع ) صفحة ( 500 ) باب ( 286 ) ( جاء نفر من اليهود فسألوا النبي ما فضل الرجال على النساء ؟ فقال كفضل السماء على الارض وكفضل الماء على الارض . فالماء يحي الارض وبالرجال تحيى النساء ولولا الرجال ما خلقت النساء ) ثم يسأله اليهودي ( لاي شيء كان هذا ) اي العلة منها فقال النبي ( خلق الله تعالى ادم من طين ومن فضلته ومن بقيته خلقت حواء واول من اطاع النساء ادم فأنزله الله تعالى من الجنة وقد بين فضل الرجال على النساء في الدنيا . الا ترى الى النساء كيف يحضن ولا يمكنهن من العبادة القذارة ) وهناك خطبة لأمام علي في الكتاب المذكور ( ص 105 , باب 288 ) ( قام عليا خطيبا فقال : معاشر الناس لاتطيعوا النساء على حال ولاتأمنوهم على مال ولاتذروهن يدبرن امر العيال ..... وجدناهن لا ورع لهن عند حاجتهن , ولاصبر لهن عند شهوتهن , البذخ لهن لازم وان كبرن , والعجب لهن لاحق وان عجزن , يكون رضاههن في فروجهن , لايشكرن الكثير , واذا منعن القليل ينسين الخير ويذكرن الشر بتهافتهن على البهتان ويتمادين في الطغيان .... فداروهن على كل حال واحسنوا لهن المقال لعلهن يحسن الفعال ) . كما سمح الدين لرجل ان يضرب امرائته في بعض المواقف المعينة . وهناك نقطة مهمة اشترك فيها الدين والعشيرة . وهو منع المرأءة من حق التعليم . فهناك بعض العوائل المتمسكة بالتقاليد العشائرية تمنع البنت من الذهاب الى المدرسة . اذا بدء عليها ملامح الانوثة . وهذا منتشر في العراق حتى في المدن ذات الطابع المدني . وهناك الكثير من المثقفين مع شديد الاسف يخضعون للدين والعشيرة ويؤمنون بهذا الاساطير والخرافات . اما الدين فقد حرم المراءة حق التعلم ايضا لقول الرسول ( لاتعلموهن القراءة والكتابة .... ) ويعللها القرطبي ( حتى لاتكتب الى الحبيب ) وهذا مايؤكد الصدوق في كتابه ( علل الشرائع ) صفحة ( 487 ) باب ( 254 ) قوله وينسبه لاحد المعصومين ( ان المراءة خلقت من الرجل وان همتها في الرجال فأحبسوا نسائكم ) . اذن فالدين يقصي دور المراءة في الكثير من الامور . وكذلك العشيرة الاسوء حالا من الدين في تعامله ونظرته للمراءة . لذلك نحتاج الى نظام علماني ليبرالي يكفل حق المراءة ويعطيها حقوقها كاملة والغاء دور الدين في الحياة . واملنا ان تأخذ المراءة حقها في المقاعد النيابية في البرلمان الجديد . تحية للمراءة المظلومة في يومها الاذاري الجميل ..

#محمد_شفيق (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات