هند وصفي طاهر
الحوار المتمدن-العدد: 895 - 2004 / 7 / 15 - 06:11
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
هذا هو التأريخُ يُعيدُ نفسَهُ وإن اختلفتْ الاحداثُ والحوادثْ ... سقوطُ طغيانٍ، ونهوضُ شعبْ ... نحتفلُ سويةً بالذكرى السادسةِ والاربعين لثورةِ شعبَنا على العسفِ والتخلفِ والقمعِ وامتهانِ الكرامةِ والانسان، إنتصار ثورةِ الرابع عشرِ من تموز المجيدة... وانتصار طموح الجماهير من أجل غدٍ مشرقٍ وضاء.
نحتفلُ سويةً بذكرى تتجددُ قِيَمها في المعاني والوقائعِ التي تؤكدُ بأن ظلامَ القهرِ والتفردِ والاضطهادِ لابدَّ أن تكونَ له نهاية، ليحاسبُ الطغاة والمتجبرون، ولكي ينالَ كل ذي جريمةٍ حقَّهُ، وها نحنُ نعيشُ يومَ الحسابِ، لتتلوه أيامُ البناءِ وتجاوزِ المحنِ والانطلاقْ.
وكما عاشت الأجيالُ السابقة، تعيش أجيالُ الحاضرِ نشوةَ الفرحةِ التي لا تريد لها قوى الشرِّ أن تكتملَ. تعيشُ انطلاقةَ العراقِ الجديدِ على ركامِ، وحطامِ الدكتاتوريةِ وعبادةِ الفردْ، ليُبنى عراقُ التسامحِ والسلامِ والديمقراطيةِ وحقوقِ الانسانِ، ومن أجلِ أن يتدفقَ العطاءُ في "دجلةِ الخيرِ"، ومنها.
وإذ كانتُ الثورةُ المغدورةُ، ثورةُ تموز 1958 قد اغتيلتْ غيلةً بسبب الاحترابِ الوطني، وفرقةِ الجماهيرِ وأحزابها، وسيادةِ وعيّ التشدد والغلوِ، وظروف التآمر الداخلي والخارجي، فكلنا رجاءٌ وأملٌ، بل وعملٌ وإصرار، على تجاوزِ محنِ اليومِ لنضمَن آفاقَ الحريةِ ونتسنمُ شذى وعبقَ الديمقراطيةِ، ونجني ثمارَ التقدمِ والازدهار.
ان لكلِ انتصارٍ كبيرٍ ثمنٌ غالٍ ... ولكلِ نجاحٍ متطلباتٌ مضنيةٌ، وهكذا يتحمل أبناء العراق اليوم ليلاً عصيباً، تَسَبَبَهُ الجلادون ذاتهم، ومن والاهم، وادّعى زيفاً مقولاتٍ وتقولاتٍ تصبُّ في أهدافِ المجرمين الذين يحلَمون في العودةِ بعجلةِ التاريخ الى الوراء، عبر نشرِ مفاهيمٍ وترهاتٍ لن تجدَ لها جذوراً في وطنٍ عانى الأمرّين من ذاتِ الطغمِ والهابطين من القاعِ، والراجعين إليه.
ان الثقةَ تملأُ قلوبَ وعقولِ وسواعدِ نجباءِ العراق... الطامحينَ أبداً للبناءِ والعطاءِ، والتوّاقينَ أبداً لأن يكونَ موطنِهم خالياً من الارهابِ والدمِ، والسائرين أبداً نحوَ قيمِ المواطن والوطن.
وأخيراً لنستذكر سويةً أبطالَ وشهداءَ تموز، الثورةِ والقيمِ والتضحياتِ والآمال ...
بابيلون
#هند_وصفي_طاهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟