أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - هل من خطوات باتجاه محاسبة القيادة الفلسطينية عن تنازلاتها ومواقفها؟














المزيد.....

هل من خطوات باتجاه محاسبة القيادة الفلسطينية عن تنازلاتها ومواقفها؟


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 2939 - 2010 / 3 / 9 - 07:31
المحور: القضية الفلسطينية
    


لقد جاءت تصريحات عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية الرفيقة خالدة جرار، على محاسبة القيادة الفلسطينية على قرارها خوض المفاوضات، ليؤكد على الموقف الصحيح والجريء الذي يتخذه قيادي من الصف الاول من احدى فصائل اليسار الفلسطيني والذي يعتبر فصيلا اساسيا بالساحة الفلسطينية وداخل منظمة التحرير الفلسطينية، فهذا الموقف بكل تاكيد تعتبره الجماهير الفلسطينية غير كافي اذا لم يتم اتخاذ خطوات عملية لاحقة، فالجماهير الفلسطينية تنظر الى الجبهة الشعبية قبارقة امل وصمام امان للدفاع عن الثوابت والحقوق الفلسطينية، لتكون عنصرا اساسيا لتمنع حالة الانهيار التي تمر بها القيادة الفلسطينية، فبعد كل التنازلات والرهانات واللهوث وراء سراب على مدار عقود، فالقيادة الفلسطينية لم تختار الا الاستمرار بالتنازل والمساومه على الثوابت والحقوق الفلسطينية، لا يوجد امام كل شرفائنا من فصائلنا الفلسطينية وعلى راسها اليسار الذي ياخذ مكانا داخل منظمة التحرير الفلسطينية بالمجلس المركزي واللجنة التنفيذية، لا بد من اتخاذ اجراءات عملية على الارض وملموسة تهدف الى منع هذا الهبوط المخزي لقيادة اثبتت فشلها واكدت استسلامها لكل المطالب الصهيونية والامريكية، ضاربة بعرض الحائط كافة مواقف الاجماع الوطني الفلسطيني.

الجبهة الشعبية ومعها القوى اليسارية الاخرى التي تعتبر اساسية باللجنة التنفيذية والمجلس المركزي، عليها ان تتخذ خطوات باتجاه محاصرة ومحاربة هذا النهج، فتجميد العضوية بمؤسسات المنظمة ورفض التعاون والتعاطي والتعامل مع هذه القيادة المستسلمة والمهزومة يجب ان تكون خطوة اولى واساسية، باتجاه خطوات اخرى للتصعيد والانفصال عن هكذا قيادة، مطلوب خطوات جريئة لحماية الحقوق الفلسطينية من الضياع، ولانتشال المشروع الوطني من السقوط، فاليسار الفلسطيني ارقى من كل تهافتت اليمين وارقى من هذه القيادة التي لا تعرف الا مصطلحات التنازل ولا طريق الا خط المساومة على الثوابت والحقوق، فمنذ اوسلو اليسار يبرر اجتماعاته ووجوده داخل مؤسسات المنظمة المهمشة والملغية، نتيجة هيمنة حركة فتح وقيادتها وقيادة المنظمة والسلطة، مبررة ذلك على قاعدة ان تناقضنا الاساسي هو مع الكيان الصهيوني، وهذا ما لم تفهمه قيادة المنظمة، هذه القيادة التي تتمسك وتلتزم باوامر هذا العدو الذي يحتل فلسطين ويطرد شعبها، وهذه القيادة التي لم تخجل يوما من ادانة كل النشاطات التي ترفض الوجود الصهيوني واجراءاته واساليبة القمعية، ينهب الارض وتبارك له لتلتقي به لتفاوضه.

مطلوب من اليسار ان يكون بمستوى التحديات وبمستوى المسؤوليات التي تفرضها المرحلة عليهم، وان لا تكون مواقفهم فقط من خلال التصريحات، وانما من خلال الخطوات العملية، وان يتجهوا الى الشارع والجمهور الفلسطيني والدعوة الى مهرجانات الاستنكار والتحرك، لتعرية هذه القيادة وسلطتها، ليقولوا للجماهير الفلسطينية وللعالم اجمع ان هذه القيادة ضد القضية وضد الحريات وتنتهكها وان ديمقراطيتها مزيفة ولا تحترم الحد الادنى من حقوق الانسان، اليسار هو القادر على تعرية هذه القيادة من خلال حركته ومن خلال مواجهته، التناقض مع الكيان الصهيوني لا يكون من خلال قيادة مساومة مهادنة قمعية لكل اشكال النضال راضخة لاوامر صهيونية امريكية، لا موقف لها ولا قرار.

عندما اعلنت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية عام 1974 عن استعدادها للتعاطي مع العملية السلمية والمشاركة بمؤتمر جنيف، شكلت الجبهة الشعبية جبهة الرفض لتقاوم هذا الموقف التنازلي وجمدت عضويتها من اللجنة التنفيذية ومؤسسات المنظمة، وعندما خرجت المنظمة وقوات الثورة الفلسطينية من بيروت ولبنان عام 1982، وابدت القيادة الفلسطينية استعدادها لتقديم تنازلات لان 99% من اوراق الحل بيد امريكا، جمدت الجبهة الشعبية عضويتها بمؤسسات المنظمة وشكلت جبهة الانقاذ وقاطعت مؤتمر عمان، واليوم قيادة منظمة التحرير غارقة حتى اذنيها بمستنقع التسوية والتنازلات، ومتمسكة باتفاق اوسلو السيء الصيت وخارطة الطريق الاستسلامية، والجبهة الشعبية لم تجمد ولو لاجتماع واحد عضويتها باللجنة التنفيذية او المجلس المركزي، ففي عام 1974 لم توقع قيادة المنظمة على صك الاعتراف ولم تفاوض الكيان الصهيوني وانما ابدت استعدادها فقط، ولكن اليوم المنظمة تعترف وتفاوض وتتنازل عن 78% من ارض فلسطين خطيا وعلنيا وتعترف بوجود الكيان الصهيوني، وترفض قيادة المنظمة الاعتراف بفلسطينية 60% من شعبنا وتبحث عن حلا لهم، وما زالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تلتزم باجتماعات اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي، فمن الذي تغير الجبهة الشعبية ام قيادة المنظمة؟

استيقظوا قبل ان تقتلكم فلسطين، استيقظوا قبل ان تموتوا بآلسنة الناس، هذا كلمات عسى ان يكون عند اليسار من يستمع لها، وان يعرف ما هي الاسباب التي جعلته يخسر الكثير من قاعدته وعناصره واعضائه ليدرك ان الارتماء باحضان ازلام اوسلو وخارطة الطريق لا تاتي له الا بالخسارة، لان القاعدة غير قادرة على الاستيعاب كيف يكون يسارا يرفض اوسلو ويرفض الاستسلام والفساد وفي نفس الوقت يجلس اليسار مع هذا النهج على طاولة الحوار، فاذا قيادة اليسار قادرة ان تستوعب هذا الموقف فالجماهير والقاعدة غير قادرة على استيعابه، فهل حقيقة سيستيقظ اليسار قبل ان تقتله فلسطين وقبل ان يموت بالسنة الناس؟

جادالله صفا – البرازيل
09/03/2010



#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفعيل المؤسسات الفلسطينية هل هي رهينة المال السياسي؟
- ماذا تريد الجماهير الفلسطينية من اليسار؟
- المؤتمر العاشر للمؤسسات الفلسطينية بالبرازيل هل سيعقد هذا ال ...
- متى ستدفع الدول العربية تعويضات لليهود العرب؟
- القضية الفلسطينية بين الحقوق الدينية والمدنية والحقوق السياس ...
- اللاجئون الفلسطينيون بالبرازيل صمود وتحديات
- اين المفاجأة بما بثته القناة العاشرة الصهيونية؟
- الاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية بالبرازيل... الازمة والتحد ...
- التجمعات الفلسطينية بالشتات... كيف يعاد تنظيمها؟
- الانقسام الفلسطيني بين الزوال والاستمرار
- هل يجروء الرئيس الفلسطيني على الرحيل؟
- مقابلة مع الامين العام للحزب الشيوعي البرازيلي ايفان بينيرو
- هل قرارات المجلس المركزي كانت بمستوى التحديات؟
- المنطقة العربية امام خياران لا ثالث لهما اما التفتيت او الوح ...
- هكذا تقف الجبهة الشعبية شامخة قوية وصلبة
- هل مصطلح المغتربين مؤامرة على حق العودة؟
- اذا صفد ليست فلسطينية فابو مازن ليس رئيسنا
- المؤسسات الفلسطينية بالبرازيل...غياب التنظيم وغياب الحوار
- اي دور للبرازيل بالصراع العربي الصهيوني؟
- الفعل الشعبي الفلسطيني وغياب الاداة القيادية


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - هل من خطوات باتجاه محاسبة القيادة الفلسطينية عن تنازلاتها ومواقفها؟