أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد نبيل الشيمي - ليته لم يتكلم














المزيد.....

ليته لم يتكلم


محمد نبيل الشيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2938 - 2010 / 3 / 8 - 15:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في تظاهرة عبثية خطب معمر القذافي مستغلا ذكرى ميلاد الرسول الأعظم (ص) وبحضور ممثلين عن العديد من المؤسسات الدينية في العالم كما شارك فيها عدداً من الرؤساء الأفارقة وزعماء القبائل الأفريقية (بالمناسبة أطلق القذافي على نفسه سلطان سلاطين أفريقيا) ... في هذه التظاهرة أعلن القذافي الحرب الدينية على سويسرا داعياً كل المسلمين في أصقاع الأرض بالجهاد ومقاطعة كل السلع السويسرية وسحب الودائع من بنوكها فهي في نظره بلاد كفر ؟ ذلك لأن الشعب السويسري صوت ضد بناء المآذن .. هذا هو السبب الذي أعلنه القذافي ... واعتبر أن كل من يتعامل مع سويسرا كافر ومرتد عن ثوابت الدين الإسلامي ... ولكن الحقيقة أن السبب الرئيسي والوحيد لموقف القذافي لم يكن منع بناء المآذن أو حتى غلق المساجد أو قتل المسلمين واستلاب أملاكهم الحقيقة هي أن الحكومة السويسرية لم تجامل نجل القذافي ولم تقف إلى جانبه وهو يعتدي ويظلم بعض القائمين على خدمته خلال إحدى زياراته إلى سويسرا وهنا قامت الدنيا ولم تقعد كيف يحدث هذا مع ابن الزعيم ... وقد تعودنا كعرب على محاباه كل من يملك السلطة والثروة .. إذا سرق الشريف وقتل واغتصب وخالف الحق والفضيلة تركوه .
أما إذا جاء الفعل من فقير معدم فالويل كل الويل له ... هكذا تعودنا وهذا لا يقره الإسلام مطلقاً فالإسلام دين العدالة ودين المساواة لا فرق بين غني وفقير ولا توجد سوى لائحة سماوية واحدة للعقاب والثواب .
لن استقبض فيما يفعله أبناء القذافي كغيرهم من أبناء الرؤساء والملوك العرب من إسراف وتبذير بل بعضهم يرتكب كل المعاصي المنهي عنها ... ولكن أود أن لو أن الرئيس القذافي جلس إلى نفسه وسأل ضميره /
- هل منعت المآذن المقامة في كافة أرجاء العالم الإسلامي الظلم والقهر الذي يمارسه الحكام ضد شعوبهم ؟
- هل سادت قيم العدل والمساواة عالمنا الإسلامي ؟ هل يحصل الإنسان المسلم على حقه في الحياة التي كفلها الدين الإسلامي الحنيف ؟
- هل يقف الإسلام عند بناء المآذن أو لبس النقاب .؟
- هل الإسلام يعني تأطير الخرافات وتفسير الأحلام والفتاوي التي تقف عند عذاب القبر ونعيمه وعن الصبر على شغف العيش وضيق الأحوال المادية وعدم توافر فرص العمل والعلاج ؟ .
- هل الإسلام يعني التصفية المعنوية للمناهضين للظلم والاستبداد والزج بهم في غياهب السجون بين محترفي الجرائم والقوادين والقتلة ؟
- هل حلت مشكلة الفقر في العالم الإسلامي على الرغم من ثرائه الفاحش؟
- هل سمح القذافي بقيام الأحزاب وآمن بتداول السلطة أم مازال مصراً على الحكم بمبدأ الحق الإلهي؟ (مبدأ يشير إلى أن الملوك تستمد حكمها من الله مباشرة ولا سلطان عليها في المساءلة سوى الله )
ثم هل أغلقت ليبيا المعتقلات وأفرجت عن سجناء الرأي هل هناك في ليبيا من يحاسب ويراجع موارد الدولة وأوجه الاتفاق وهل يجرؤ أحدا لأن يقول لأبناء القذافي من أين لك هذا ؟
وأعود وأسأل
ماذا فعل القذافي عندما حوصرت غزة ... وماذا يرى في حصار إيران .. وعندما قامت الولايات المتحدة بغزو العراق .
... ماذا عن دورة في أفريقيا وتشجيعه لبعض الحركات الانفصالية ؟
... أين ذهبت أموال الشعب الليبي ؟
.... إن الجهاد ليس مقاطعة سويسرا انتقاماً لنجلك ولكن الجهاد أن تراجع نفسك ... وتعيد للشعب الليبي حريته المفقودة تحت شعارات مضللة وأن نؤمن بتداول السلطة وإطلاق سراح سجناء الرأي في بلدك وهم كثر ... وعليك أن ترفع دعوة الجهاد في مواجهة المسلمين الذين يبعثرون ثروات شعوبهم في اقتناء القصور والمنتجعات السياحية في أوروبا ومنهم من صنع مقابض ابواب حماماته من الذهب الخالص بينما آلاف المسلمين يموتون يومياً من الجوع والمرض والعري والذين يشترون السلاح بملايين الدولارات تكدس في صحراواتهم الشاسعة تترك للصدأ والهدف من الشراء مساعدة اقتصادات بعض الدول الصديقة لهم (أذكر بصفقة اليمامة السعودية وأيضاً عندما قام السعوديون بشراء أسلحة بريطانية قدرت الـ3 مليار جنيه استرليني لمنع سقوط تاتشر والثابت ان هذه الاسلحة لم يوجه منها رصاصة واحدة ضد العدو الصهيوني فقط قد تكون استعملت للقمع وهاهي الآن في الطريق الي مصانع تدوير الخردة.....فهل بعد ذلك عبث؟
هناك الكثير من السلبيات التي يعيش فيها عالمنا العربي والإسلامي ... وكلها تستدعي جهاد النفس أولاً ... أما الطنطنة واللعب بمشاعر الجماهير فليست جهاداً وعلينا إصلاح ذات نفوسنا قبل كل شيء ... وها هو الجهاد الأكبر الذي يقودنا للتقدم .
... أما حكامنا ... فأني أذكرهم بقصيدة المبدع الشاعر العراقي أحمد مطر (سلاطين بلادي )
سلاطين بلادي
الأعادي
يتسلون بتطويع السكاكين
وتطبيع الميادين
وتقطيع بلادي
وسلاطين بلادي
يتسلون بتضييع الملايين
وتجويع المساكين
وتقطيع الأيادي
ويفوزون إذا ما أخطؤوا الحكم بأجر الاجتهاد
عجباً كيف اكتشفتم آية القطع ، ولم تكتشفو رغم العوادي
آية واحدة من كل آيات الجهاد

وعن جهادهم الورقي قال الشاعر نفسه
منذ ثلاثين سنة
لم نر أي بيدق في رقعة الشطرنج يفدي وطنه
ولم تطن طلقة واحدة وسط حروف الطنطنة
والكل خاض حربه بخطبه ذرية ، ولم يغادر مسكنه
وكلما حيا على جهاده أحيا العدا مستوطنة



#محمد_نبيل_الشيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جماعات المصالح الاقتصادية خصوصية الأهداف وقصور الرؤى
- الأحزاب السياسية .... واقعها في العالم العربي
- جمال عبد الناصر لم يمت ... ولن يموت
- الطائفية
- عبد الناصر في ذكرى مولده
- ابن سينا ورسالة في التربية والاخلاق
- في المسألة اليمنية
- الفارابى ... ومدينته الفاضلة ورؤيته فيمن يستحق ان يحكم
- الترخيص الإجباري ... ومتى يكون جائزاً ؟
- صراع الطبقات .. والارتهان الاقتصادي
- قراءة في الواقع العربي ..
- تجلى العذراء .... وأزمة العقل الجمعي المصري
- سبينوزا وفولتير هل كانا ملحدين ؟
- العلامة التجارية الماهية والأهمية
- جولدستون واوكامبو... هناك فرق
- حرب البسوس الجديدة
- استنساخ المعتزلة
- حبال مقطوعة وحوار لاجدوي منه
- المؤسسات الدينية فى العالم العربى ما لها وما عليها
- اليمن فى مفترق الطرق


المزيد.....




- غدا.. الأردن يستضيف اجتماعا للجنة الوزارية العربية الإسلامية ...
- بعد دعمها لفلسطين.. منظمة أوقفوا معاداة السامية تختار غريتا ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لجنود الاحتلال في ت ...
- الهيئة الإسلامية المسيحية تحذر من تصاعد إرهاب المستوطنين الم ...
- “شغلها 24 ساعة وابسط ولادك” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد لدى استقباله الفرق الإيرانية المش ...
- قائد الثورة الإسلامية: منعوا دولة من المشاركة في الألعاب الأ ...
- بروفيسور يهودي يتوقع نشوب حرب أهلية في إسرائيل (فيديو)
- عشرات المستوطنين المحتلين يقتحمون المسجد الأقصى
- القائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية اللواء حسين سلامي: ا ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد نبيل الشيمي - ليته لم يتكلم