|
أحزاب أسلامية فاقدة للشرعية
نهاد الزركاني
الحوار المتمدن-العدد: 2938 - 2010 / 3 / 8 - 14:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أن البحث في موضوع الأحزاب الإسلامية وشرعيتها من الأمور المعقدة والشائكة، وذات الجدل الفكري بين الاسلامين على مستوى الاجتهاد الشرعي ومستوى التنظير السياسي، ونجد ذلك واضحا في اغلب الكتب الإسلامية التي تناولت الحكومة من وجهة نظر الشريعة, وفي نظرنا أن الجدل الواسع يرجع في حقيقته إلى مجموعة من الأسباب يقف في طليعتها اختلاف الفقهاء حول ولاية الفقيه العامة أو الخاصة ووجوب أقامة الحكومة الإسلامية من عدمها, حيث يرى بعض المفكرين الإسلاميين بعدم أمكانية أقامة الحكومة الإسلامية من الناحية الواقعية (مع توفر الأدلة الكافية على شرعيتها) في الوقت الراهن والمستقبل المنظور وخصوصا في العراق لأسباب عديدة ليس هنا محل ذكرها وبناء على ذلك ولأجل ملئ الساحة السياسية اقتضى الأمر تشكيل الأحزاب الإسلامية لكي تسعى لإيجاد الظرف الموضوعي وفق السياقات الممكنة لنشوء الحكومة الإسلامية وبالطبع فان التحرك السياسي لتلك الأحزاب سيكون وفق الآليات الممكنة مثل الانتخابات والتداول السلمي للسلطة ولقد نظر بعض الفقهاء المعاصرين في بيان مشروعية العمل الحزبي ومنهم سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي من خلال ((الأسس النظرية لحزب الفضيلة الإسلامي)) بعدة نقاط نذكر بعض منها (أن تنظيم أمر الأمة في التشكيلات المؤسساتية التي تعتمد العمل ألمجموعي لا الفردي ضرورة اجتماعية يمليها تشعب الحاجات الإنسانية وتنوعها واحتياجها إلى التخصص من دون استغناء احدها عن الآخر فلا بد من انضمام الجهود بعضها إلى البعض في خلية واحدة ليتكامل العطاء وينضج ويكون فاعلاً ومؤثراً ومثمرا ، وقد حث القرآن الكريم على مثل هذا العمل المنظم ودعا إلى تشكيل الجماعات ، قال القرآن ((ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)) وهذه الأمة التي يراد لها تحمل المسؤولية لها خصوصياتها وشروطها وأهدافها التي تسعى لتحقيقها وقد بينتّها آيات قرآنية عديدة . وأوصى أمير المؤمنين (ع) في بعض كلماته بتقوى الله تبارك وتعالى ونظم أمر الأمة. وإن العمل ضمن الإطار الحزبي يكون ايجابياً إذا كان نظيفاً في سلوكه وأهدافه أي من حيث النظرية والتطبيق بأن ينظر إلى الحزب على أنه قناة أو آلية للعمل البنّاء في سبيل الوصول إلى الأهداف الصحيحة لكنه أحياناً يقترن بالأخطاء حينما تنزل النظرية إلى حيز التطبيق كما أن خللاً ما قد يحصل في فهم النظرية أو برنامج العمل بسبب القصور أو التقصير في فهم مصادر التشريع وكيفية استفادة الأحكام منها ، وهذا أحد الأسباب التي دعت عدداً من العلماء (قدس الله إسرارهم ) إلى اتخاذ مواقف سلبية من الأحزاب فالاعتراض ليس على أصل التشكيل وإنما على الانحراف في الفهم والتطبيق ، ثم إن انحرافاً آخر كثيراً ما يقترن بالعمل الحزبي وهو ظهور (الأنا) ا لحزبية فبدلاً من أن يعمل على تذويب الأنا الشخصية لمصلحة المبادئ العليا تراه يسقط في أنانية جديدة هي التعصب للحزب، ولقد توسع في بيان سماحة أية الله الكرباسي بكتابه (مشروعية الأحزاب في الإسلام ) المطبوع في بيروت في العام 2006 في 300 صفحة يشرح فيه الباحثان العراقيان الأستاذ حسين جهاد الحساني والأستاذ نجاح جابر الحسيني بالرجوع إلى مصادر كثيرة ، مجموعة مسائل فقهية في مشروعية الأحزاب الإسلامية حيث اعتبر الباحثان بعد رحيل رسول الرحمة إلى الرفيق العالى في (11) هجرية باكورة نشأة الأحزاب السياسية، ولقد بدأت مرحلة جديدة في تاريخ المسلمين ، ثم ظهرت الفرق والأحزاب بشكل أوضح على الساحة وبعدها بفترة ظهرت الفرق الكلامية والأحزاب السياسية الإسلامية بصورة جلية في ((العصر الأموي)) أو((الإسلام الأموي))؟؟ وتطورت قضية الأحزاب الإسلامية ومن البديهي أن هذه المسائل لم تطرح في فترة زمنية واحدة وعلى يد شخص واحد بل أنها جاءت بالتدريج وبواسطة العديد من الأشخاص إلى أن وصلت إلى ماهي عليه ألان ولقد اتفقوا جميع المفكرين الاسلامين في العصر القديم والحديث على أن كل حزب أسلامي يجب أن لا يتحرك بدون غطاء شرعي وإلا يخرج من دائرة الأحزاب الإسلامية والسبب لذلك إذ تعارض تشريع قانون وضعي مع الشارع المقدس ويتطلب تدخل الفقيه من لا يكون له الأب الروحي أو الفقيه مجتهد يرجع له يقع بأشكال كونه رافع شعار أسلامي ونحن نجد معظم الأحزاب الإسلامية واقعة في هذه الإشكاليات التي ترفع الشعارات الإسلامية وهي بعيد كل البعد عن الإسلام ولكن شعاراتها من اجل كسب الشارع الإسلامي عموما و العراقي خصوصا أن الأحزاب الإسلامية فاقدة الشرعية تتحرك بأسم الإسلام لأنهم اساءو إلى الإسلام من حيث يعلموا أو لا يعلموا بشكل كبير بحيث أن البعض لا يتقبل شي اسمه حزب أسلامي والسبب الحقيقي هو ليس الرسالة الإسلامية التي هي أخر رسالة من السماء إلى أهل الأرض ولكن من تلبس بهذا الثوب المقدس علينا أن نكون دقيقين بالتشخيص ونفرق مابين من يتحرك باسم الدين وهو بعيد عن كل القيم والمبادئ التي جاءت من اجل رفع مكانة الإنسان بما هو إنسان ومن ينهج ويتعلم ويطبق ما جاء في رسالة رسول الرحمة الخاتم صلى الله عليه واله وسلم بقلم نهاد الزركاني العراق _ بغداد
#نهاد_الزركاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انتخب أو لا انتخب
-
شاهد بلا أخلاق ......
-
صنمية الفكر.....بجاهلية الحاضر
-
العراقيات... الأعلام العربي... وعكس الصورة
-
مشكلتنا هي في تربيتنا
-
ايجابيات الفساد الإداري والمالي!!!
المزيد.....
-
ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات وعرب سات
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 Toyor Aljanah نايل سات وعرب
...
-
اللواء باقري: القوة البحرية هي المحرك الأساس للوحدة بين ايرا
...
-
الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
-
المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
-
أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال
...
-
كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة
...
-
قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ
...
-
قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان
...
-
قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|