أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عدنان حسين أحمد - فيلم - عطش - لتوفيق أبو وائل ينتزع جائزة التحكيم في بينالي السينما العربية في باريس: لغة سينمائية مرهفة، وهاجس فني يتجاوز الزعيق السياسي














المزيد.....

فيلم - عطش - لتوفيق أبو وائل ينتزع جائزة التحكيم في بينالي السينما العربية في باريس: لغة سينمائية مرهفة، وهاجس فني يتجاوز الزعيق السياسي


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 894 - 2004 / 7 / 14 - 05:31
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


فيلم " عطش " لتوفيق أبو وائل ينتزع جائزة التحكيم في بينالي السينما العربية في باريس
لغة سينمائية مرهفة، وهاجس فني يتجاوز الزعيق السياسي

أثار " عطش " الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج الفلسطيني الأصل/ إسرائيلي الجنسية توفيق أبو وائل، أثار جدلاً واسعاً بعد أن عُرض في مهرجان " كان " هذا العام ضمن برنامج " أسبوع النقاد " وحاز على جائزة النقد الدولي، كما حاز على جائزة التحكيم في مهرجان السينما العربية في الدورة السابعة في باريس هذا العام أيضاً. وقد سبق لتوفيق أبو وائل أن أخرج أفلاماً روائية وتسجيلية قصيرة منها " يوميات عاهر " و " بإنتظار صلاح الدين " و " الرابع عشر ". وبالرغم من حداثة تجربة أبو وائل الإخراجية إلا أنه تناول موضوعات حساسة وجريئة، فهو لم يتورع عن القول في فيلم " يوميات عاهر " بأن الجندي الذي إغتصب الأم- الأرض قد بدأ ينظر إلينا كـ " أبناء زانية "، ويتكرر فعل الإغتصاب في فيلم " عطش " فينزوي أبو شكري إلى وادٍ منعزل هو وعائلته المكوّنة من ابنه شكري البالغ من العمر 15 عامًا، وابنته البكر جميلة، والبنت الصغرى حليمة، وأم شكري. ونستشف أن سبب عملية النفي التي إختارها الأب هو إغتصاب جميلة، وإنتهاك شرفها من قبل شخص لم نرَ منه إلا صورته الشخصية التي إحتفظت بها " جميلة " في صندوق أسرارها. في ذلك الوادي الموحش تنقطع صلة الأم والبنتين بالعالم الخارجي، وتكاد بعض الروايات العربية مثل " الشطار " لمحمد شكري أن تكون هي النافذة الوحيدة التي تُطل منها جميلة على العالم، وثمة مذياع عاطل يحاول شكري تصليحه من دون جدوى. الأب يتصل بالقرى المجاورة عن طريق بيع الفحم الذي تصنعه العائلة من خشب الغابات خلسة خلافاً للقوانين الإسرائيلية، والإبن يتصل بالآخرين من خلال المدرسة، لكنه يعكف عنها عندما يخطون على جنب حماره بصبغ أحمر " أخو الشرموطة " تذكيراً بالعار الذي إرتكبته. فالعودة إلى قريتهم مستحيلة بالرغم من إلحاح سائق سيارة الفحم على هذه العودة، والبدء بحياة جديدة، الأمر الذي يدفع بأبي شكري إلى مد أنابيب المياه من النبع الذي لايبعد كثيراً عن القرية المعزولة، فتتفجر عندها المشاكل حيث تعترض الأم والبنتان، ويحاول شكري تعطيل الأنابيب، لكن وصول الماء وتدفقه من الصنبور يفجر لدى الولد والبنتين تحديداً الإحساس بالحرية والإنطلاق، كما يفجّر في الوقت ذاته الخلافات العائلية الثاوية. فكل جهودهم المضنية، وشقائهم المستديم كان يذهب لشراء الأنابيب، وترميمها، وإدامتها، بينما كانت " الملوخية " تنهش في أحشاش العائلة الجائعة على الدوام. فثمة عطش إلى الماء، والحرية، والحب، والجنس، والحياة الإجتماعية، والإختلاط بالآخرين، والخلاص من العزلة القاتلة، ولكن سلطة الأب وقسوته " الممزوجة ببعض الحب أحياناً " كانت تمنع تحقيق مثل هذه الرغبات الإنسانية الطبيعية. في الفيلم ثمة صراع مرير بين جيلين، والغريب أن دكتاتورية الأب تنتقل إلى الإبن الذي كان يعارضه في اشياء كثيرة. لم يعتمد أبو وائل على فنانين معروفين، بل إختار شخصيات غير محترفة، الأمر الذي منح الفيلم مصداقية أكثر بحيث كنا، كمتلقين، ننسجم مع الحدث، ونتفاعل مع الصرخات الإنسانية التي يطلقها كل فرد من العائلة من دون زيف أو تصنّع. لا يميل أبو وائل إلى لغة الشعارات الصارخة، أو إنتاج الأفلام الثورية، فهو بإختصار يميل إلى اللغة السينمائية المعبرة، وفي أثناء إستلامه جائزة التحكيم في حفل الإختتام في مهرجان السينما العربية في باريس قال " أنا لا أعرف ما أقول، لأنني لا أجيد لغة الكلام، وكل الذي أعرفه هو أن أقف خلف الكاميرا ". يطمح أبو وائل لأن يكون مخرجاً يتوافر على مواصفات فنية عالية، ويحلم بأن يكون مثل تاركوفسكي، وبيرغمن وغيرهم من المخرجين العالميين، وهذا طموح مشروع، ولكنه يحتاج إلى جهد جهيد لتحقيقه، وهذا لا يعني أن أفلامه لا تحتوي على مضامين سياسية، فالسياسة تهيمن على كل شيء تقريباً في عالمنا المعاصر، ولكنه يعوّل على الشكل الفني أكثر من تعويله على الشعارات السياسية. في فيلم " عطش " ثمة صراع أسري مرير بين الأب من جهة وبقية الأسرة من جهة أخرى، فعندما يكتشف الأب صورة الشاب الذي أغتصب إبنته يحبسها في غرفة مهجورة بحيث أنها أوشكت أن تفقد صوابها، وحينما يحاول الإبن تحطيم القفل الحديد بمطرقة ثقيلة يضربه والده بغصن شجرة غليظ أوشك أن يودي بحياته. والغريب أن أبا وائل يتساءل بقسوة في نص الحوار الذي أجرته ريما المسمار لصحيفة المستقبل اللبنانية قائلاً " لماذا الرجل العربي ينحني أمام الاضطهاد ويتحول بطلاً لمجرد ان إبنته أحبت أو مارست الجنس؟" متناسياً أن موضوع الإحتلال هو أكبر من الأقدار أو المصائر الفردية. الفيلم يتوافر أبعاد نفسية كثيرة، فهذا الأب المُستبد الذي يتعرض إلى إضطهاد المُحتل يتصرف بطريقة مرَضية وكأنه لا يجد متنفساً له إلا عن طريق إضطهاد أفراد أسرته، بل أنه يحفز الإبن والبنت تحديداً على قتله. فثمة مواقف كثيرة، وسلوكيات مُستفِزة كانت تصدر من الأب تجعل العائلة برمتها تتميز غيظاً مثل تحطيم خزان الماء، أو حبس الفتاة الكبرى في غرفة موحشة، أو التعاطي مع الأم بطريقة فظة جداً، أو ضرب الإبن بعصىً غليظة، وربما يكون عمل الأسرة المحموم في إخماد نار الفحم المشتعلة بالتراب أو الماء، هو تعويض نفسي عن إطفاء نار الغيظ الملتهبة في صدور الأسرة برمتها تجاه هذا الأب الظالم الذي يمثل السلطة الذكورية المستبدة.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصبّار الأزرق ) بين مخيلة النص المفتوح وتعدّد الأبنية السرد ...
- في إختتام الدورة السابعة لمهرجان السينما العربية في باريس
- الطيب لوحيشي: في السينما استطيع أن أكون واقعياً وحالماً
- إختتام الدورة الرابعة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام
- المخرج طارق هاشم في فيلمه التسجيلي الطويل 16 ساعة في بغداد. ...
- فوز الشاعر السوري فرج البيرقدار بجائزة - الكلمة الحرة - الهو ...
- الكاتبة الهولندية ماريا خوس. . قناصة الجوائز، ونجمة الموسم ا ...
- التعالق الفني بين التناص والتنصيص ..قراءة نقدية في تجربة الف ...
- رفعت الجادرجي يسطو على تصميم لعامر فتوحي في رابعة النهار
- بعد أربعين من صدوره يسبّب- منهاج المسلم - بترجمته الهولندية ...
- التابو في المشهد الثقافي العربي والإسلامي إشكالية التحريم وا ...
- مهرجان السينما العربية في باريس يحتفي بالسينما العراقية، ويك ...
- مهرجان الحلقة التونسي في روتردام
- حوار مع الفنانة عفيفة العيبي : العمل الفني أشبه ببناء عمارة ...
- الفنان صادق الفراجي في معرضه الشخصي الجديد يدوّن ذكريات المد ...
- عفيفة العيبي في معرضها الشخصي الجديد: فنانة ترسم بتقنيات نحت ...
- صالة Ezerman في مدينة دوكم الهولندية . . تحتفي بأعمال الفنان ...
- المخرج السينمائي طارق هاشم: - 16 ساعة في بغداد - مليئة بالذه ...
- التعالق الفني بين التناص والتنصيص قراءة نقدية في تجربة الفنا ...
- حوار مع الفنانة التشكيلية رملة الجاسم


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عدنان حسين أحمد - فيلم - عطش - لتوفيق أبو وائل ينتزع جائزة التحكيم في بينالي السينما العربية في باريس: لغة سينمائية مرهفة، وهاجس فني يتجاوز الزعيق السياسي