أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل - توفيق أبو شومر - من فقه إذلال النساء














المزيد.....

من فقه إذلال النساء


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2937 - 2010 / 3 / 7 - 00:50
المحور: ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل
    


وصلتني رسالة إلكترونية غريبة من أحدهم تعدد (فضائل ومنافع) لطم النساء على وجوههن، أو خدودهن من قِبل أزواجهن أو (بعولتهن) وجاءت الرسالة – بمناسبة اليوم العالمي للاحتفاء بالنساء-والرسالة تُعدد فوائد لطم وضرب خدود النساء بالصفعات الذكورية، ومن الفوائد التي وردت في الرسالة :
إعادة النضارة إلى خدود النساء، وتسهيل مرور الدم في شرايين الخدود الجميلة، وتدليك عضلات الفكين ، والقضاء على الجلطات والتخثرات الدموية في صفحات وجوه الحسناوات! وطالبتْ الرسالةُ النساءَ أن يستسلمن لأيدي الرجال في كل مواقع الجسد، لغرض إعادة النضارة والألق والشباب لأجسادهن!
وقبل أن يصبح الضرب واللطم من أكفِّ الرجال لوجوه النساء أمرا ضروريا في مستقبل الأيام القادمة ويصبح واجبا من الواجبات الزوجية العربية، قد يُكتب في عقود الزواج، فإنني أُذكّر القارئين بفنٍّ عربي قديم شبيه بهذا الفن ، ابتدعه المتفيهقون العرب من خُدام السلاطين والأباطرة والأمراء والولاة في غابر الأزمان العربية، وكان غرضهم هو قمع التمرد في صفوف الفقراء، وإبطال الحمية في صدور الشرفاء، ووأد الثورة في نفوس المستضعفين المظلومين المقهورين، المغصوبة أوطانهم، المسروقة أموالهم! هذا الفن هو فن ضرب الخدم وحاشية الأمير.
قال الإمام والمؤلف شهاب الدين التيفاشي المولود عام 1184 م في كتابه نزهة الألباب:
" اعلم أن الملوك لا يخلو أحدهم من نديمٍ يُصفعُ قُدّامه، ويلعب بين يديه ويؤانسه.....!
ويعالج الصفعُ مرضَ الفالج واللقوة، والسكتة والصدمة، ومن البرد والزكام الشديد، وغلبة البلغم على الدماغ وعوارض التُخم.....!
وفي الصفع تصفيةٌ للذهن، وهو يزيل البلادة.
ومن أنواعه:
صفعُ الأدب ويكون لمن ليست له عقوبة كالجلد والحبس.
وصفع المؤدِّب لمن يؤدبه من الغلمان المتعلمين"..... !
إذن فقد اهتدى فياهقة العرب، وفارشو أجساد الرعية تحت أحذية الملوك، وتجار لحوم البشر، ونخاسو أسواق الرقيق إلى حلٍّ بسيط يُجنب الأمراء والأباطرة ثورات (الرعاع) حين بُعتدى عليهم، ّوالحل هو تأسيس فقه الذلة والاستسلام والخنوع والرضى بمشيئة أولي الأمر من الحكام!
فضربُ الأمير للحقير ، ليس ظلما وفجورا واعتداء ، بل هو علاجٌ يُزيل الأمراض ويغني عن الأطباء والأدواء، وهو لا يشفي فقط ، وإنما تمتد آثاره الحميدة لتعود بالنفع على الصحة كلها !
وقد أنِسَ كثيرون إلى كلام فلاسفة فقه الذلة واستكانوا إلى تفسيراتهم واستسلموا لأحاديثهم حتى أنني ما أزال أذكر قصة شخص أعرفه من (الرعاع) ممن تربوا في أحضان تراث الذلة والمسكنة، وأصرَّ على أن يبقى طوال حياته إمَّعة ذليلا،هذه الذليلُ ظلّ مواظبا على سرد قصته مع أحد الزعماء، حين رغب في أن يمازح هذا الزعيم، فانتهره الزعيمُ وشتمه شتيمة بذيئة على مسمع مني ومن الحاضرين.
ولم يدرِ الزعيمُ بأن الذليل المشتوم الذي قهقه ضاحكا ملتذا بالشتيمة، ظلّ يردد تلك الشتيمة باعتبارها (مزحة) من الرئيس تستحق أن تُحكى في كل مجلس من المجالس، وهكذا تحولت الشتيمة البذيئة إلى قصة (فخر) عند هذا الذليل !
وما أزال أذكر بيتا من الشعر يناسب المقام واعتذر عن كلمتين بذيئتين في البيت.
قال شاعرٌ يصف أميرا(ساديا) من فئة الذين يسعدون بعذاب الضعفاء:
وعدّ الناسُ (ضرطته) غناءً
وقالوا إن (خرا) قد فاح طيبُ !!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خليل التفكجي والأحزمة الاستيطانية الناسفة
- الكذب اكبر مصادر الدخل في العالم
- البخل العربي
- فايروسات الخفافيش في الإنترنت
- فقط في غزة
- رعب الرقم 25
- لماذا سمي معبر رفح فيلادلفي ؟
- تخريفولوجيا
- مملكة الحواجز والجدران
- عرب أثمن الساعات وأرخص الأوقات
- من غرائب الأخبار في إسرائيل
- أسرار قوة الحكومات العربية !
- مسابقة البلع الكبرى
- الكوشير الإسلامي
- بشير وعاموس رواية فريدة
- رياضة داحس والغبراء
- من تجربتي مع صحافة الإنترنت
- عملاء خمسة نجوم
- تلحين نشرات الأخبار
- المعلقة النعلية


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- نظرة الى قضية المرأة / عبد القادر الدردوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل - توفيق أبو شومر - من فقه إذلال النساء