أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - الجنوب كمان وكمان (3)














المزيد.....

الجنوب كمان وكمان (3)


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2939 - 2010 / 3 / 9 - 00:19
المحور: حقوق الانسان
    


"سيدتي، أعرفُ أن الصعيد قطعة من أرض مصر. مشاكله ليست جميعها مشاكل تخصه وحده، بل الكثير منها موجود في كل مصر. وكما تقولين، إن بالقاهرة ما هو أبشع، ولكن للقاهرة أبناءها، مثلك، ممن يكتشفون الخلل ويكتبون حوله، أما أبناء الصعيد (المثقفين إياهم(، فما أن تأتي لأحدهم فرصة المغادرة، يسطع نجمه، لتكون لهجته أول ما يتخلى عنه، وكأنها وصمةٌ بجبينه عليه محوها! فما بالك بمشاكل أهله!
ونزولا على طلبك سأطرح لك بعضًا من مشاكل الصعيد:
1- مشكلة الكهرباء. فبرغم قربنا من السد العالي، المصدر الأول للطاقة، إلا إنها دائمة الانقطاع. وأظنك تابعتِ ما حدث، قبل شهور، من انقطاع للكهرباء في أكثر من محافظة، إن هو إلا شيء يحدث دائمًا ويوميًّا، في كل القرى تقريبًا، سوى أن ذيوع أمره هذه المرة كان بسبب حدوثه بصفة جماعية لافتة.
2- (وهي الأخطر بالنسبة لي) البناء على الأرض الزراعية. فهناك قانون غريب سيدتي لا أفهم كيف أقرَّته الحكومة! يتلخص القانون في تشريع البناء على الأرض الزراعية بعد حيلة بسيطة ساذجة. يقوم صاحب الأرض الزراعية بضرب سور حولها من كل الجهات، فتأتي الجهة المعنية وتقوم بهدمه، فيقوم مالك الأرض باستئجار محامٍ يقدم أوراقًا تقول إنها أرضٌ بور لا تُزرع. (بعدما يكون قد تركها عدّة أشهر قاحلةً تبدو بها آثار الهدد الذي أحدثه هدم السور). فتأتي لجنةٌ متخصصة تعاين الموقع، فتمنحه تصريحًا بالبناء! يحدث هذا رغم إن هذه الأرض ذاتها، من وقت قصير، تكون قد فُحصَت بواسطة لجنة أخرى اعترضت على البناء عليها، وقامت بهدم السور إياه. بل كان أصحابها يدفعون عليها ضرائب زراعية! ولو تم مراجعة تلك الضرائب لوجدوها قد دُفعَت قبل شهور قليلة فقط. ملخص الحيلة: أن يتم البناء بناء سور على الأرض، يقوم بعدها أصحابها، بعد هدمه، بأخذ رقم المحضر والسير في طرق قانونية ملتوية معروفة لأصغر المحامين، يتم بعدها أخذ تصريح بالبناء. هذا من شأنه أن يجعل المساحة الزراعية في تناقص مخيف!
على فكرة ده بيحصل لأن الحكومة تصعِّب مسألة البناء في الظهير الصحراوي للقرى بسبب صعوبة مدّ الخدمات إليها أولا، وثانيًا لأن معظم الامتداد الصحراوي في القرى يقع تحت أيدي عائلات بعينها. هي التي تقوم بالبيع للناس، ولا يمكن للمواطنين الآخرين البناء علي الأرض لأن العائلات لا تريد مشاكل ونزاعات مع بعضها البعض. وثالثًا لأن الحكومة عند إدخال الخدمات تقوم بشيء اسمه "تمليك الأرض"، يعني يدفع المالك مرتين. ولو لم يحدث تمليك للأرض، تأتي الحكومة على الفور وتقوم بإزالة البناء، مع أنه قائمٌ، والله، على أرض صحراوية قاحلة! وهو ما لا تفعله الحكومة مع الأرض الزراعية!
سيدتي، هناك مشاكل أخرى لا حصر لها. سأعطيكِ فقط حولها رؤوس مواضيع، على أن تبحثي عنها لتتزودي معرفةً. وأنا موجود رهن طلبك لمدّك بأية معلومات تحتاجينها.

1- التهرب من التعليم. وذلك بسبب الفقر الشديد لدى الأسر.
2- عدم وجود مصانع في الصعيد (عدا المصانع القديمة). فمثلا نجيب ساويرس، ابن سوهاج مركز دار السلام، ذهب ليستثمر أمواله ويقيم مشاريعه في العراق والجزائر! ولم يفعل شيئًا في الصعيد!"
انتهت رسالةُ السيد الجنوبي، التي لا تختلفُ في جوهرها عن العديد من الرسائل التي تردُ إلينا من مواطنين جنوبيين وشماليين يرفلون تحت غيمة الإهمال واللامبالاة من حكومتنا الرشيدة. ثمة عشرات المشكلات يرزح تحتها كاهلُ صعيد مصر، وشمالها. ليس أولَها ولا آخرها، غرقُ العاصمة أول أمس في سيول أمطار الجليد التي أكدَّت، كما تقول الصحف كل عام، إن مصر تغرق في شبر ماء! لأن ليس بها شبكة صرف أمطار مثل بقية بلاد الله! هذي مصرُ بأثقالها، التي تهتك أوصالها شمالا وجنوبا، وليس من مسئولين ينظرون بعين الاهتمام! وكأنما مصرُ منبتُّةٌ الصلة عن حكومتها! وليس ما يُدهِشُ في الحقيقة، مادامت حكومتنا تمنحُ الغاز لإسرائيل، بينما يتساقط مواطنونا صرعى أنبوبة بوتاجاز! لله الأمر من قبل ومن بعد!



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطفالٌ من بلادي
- رسالةٌ من الجنوب (1)
- معرض الجنايني بالأقصر، يمزجُ الشعرَ بالتشكيل
- اطلبوا العِلمَ، ولو في التسعين!
- عِمتَ صباحًا يا -شجيّ-!
- مَحو الأميّة المصرية
- الشاعرة فاطمة ناعوت: أنا اندهش إذًا أنا إنسان
- أكبرُ طفلٍ في التاريخ
- الكرةُ... وعَلَمُ مصر!
- كتابٌ يبحثُ عن مؤلف
- كلّ سنة وأنت طيّب يا عالِم!
- شمعةٌ مصريةٌ ضد القبح
- شابّان من بلادي
- آثارُ مصرَ في مزاد الأثرياء
- ما لن تتعلّموه في المدارس
- وردةُ أنطلياس، عصفورةُ الشمس
- المهذّبون يموتون غرقًا
- اقرأوا تصحّوا!
- انظرْ خلفك -دون- غضب
- كلَّ عام ونحن أجمل!


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - الجنوب كمان وكمان (3)