أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دانيال بايبس - العلمانية التركية في مأزق














المزيد.....

العلمانية التركية في مأزق


دانيال بايبس

الحوار المتمدن-العدد: 2935 - 2010 / 3 / 5 - 21:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان اعتقال وتوجيه التهم لبعض كبار قادة الجيش التركي الأسبوع الماضي أشد أزمة واجهتها تركيا منذ أن أسس أتاتورك الجمهورية التركية في عام 1923. إن الأسابيع القادمة ربما تكشف إن كانت ألجمهورية تنزلق نحو ألإسلامية السياسية أم ستعكس تحركها نحو العلمانية، وهذا الأمر يمس العالم الإسلامي عامة.

لا شك إن الجيش التركي أكثر المؤسسات التركية الضامنة لخط أتاتورك ومحافظاً للعلمانية. إن هذا الإخلاص لمؤسس الدولة قد يبدوا للبعض مجرد شعار فارغ، ولكن الحقيقة غير ذلك كما أشار إليها الصحفي التركي محمد علي بيراند مبيناً : ليست هناك ساعة تمضي دون أن يسمع طالب الحربية التركي باسم أتاتورك خلال دراسته.

تدخل الجيش التركي أربعة مرات ما بين 1960 و1997 لتصحيح ألعملية ألسياسية، وفي أخرها أسقط حكومة نيسمتن أربكان الإسلامية. أعقب ذلك أن شكل مناصرو أربكان حزباً أكثر حذراً وهو حزب العدالة والتنمية ، والذي نجح في انتخابات 2002 بنسبة 34 بالمائة قبال أحزاب وسط متفككة و مشبوهة جماهيرياً. القواعد البرلمانية التركية أنتجت أغلبية ساحقة في البرلمان بنسبة 66 بالمائة، أو بعبارة أخرى نظام حزب واحد. لا ينكر أحد مهارة حزب العدالة والتنمية في وضع أسس اسلامية في هذه المرحلة بغياب معارضة حزب أو قائد يذكر. ونتيجة ذلك نجح الحزب في زيادة نسبة التصويت الجماهيري في 2007 إلى 47 المائة والسيطرة على 62 بالمائة من مقاعد ألمجلس.

أن هذه النجاحات المتكررة للحزب شجعت على التخلي عن الحذر لأولي والمضي قدماً نحو حلم (( الجمهورية الإسلامية التركية )). قام الحزب بتعيين أنصاره في مواقع الرئاسة والقضاء وسرعان ما بدأ بالسيطرة على مؤسسات التعليم، الأعمال، والإعلام وغيرها. أتبع ذلك بالسيطرة على ما يسميه الأتراك ألدولة ألعميقة ألعلمانية: الأمن والقضاء، إلا الجيش ألتركي الذي بقى خارج تلك الدائرة.

هنالك عدة عوامل حرضت الحزب الحاكم على مواجهة العسكر التركي، منها إصرار الاتحاد لأوربي على السيطرة المدنية على الجيش، موجهة قضائية في 2008 أوشكت على إغلاق الحزب، وصعود نجم وضغط الحزب الإسلامي الحليف والذي يعرف بحركة حركة فتح ألله كولن. كان لهبوط شعبية الحزب من 47 إلى 29 حالياً أثر بالتعجيل في مواجهة العسكر حيث أن الأغلبية المطلقة البرلمانية قد تكون صعبة المنال في الانتخابات القادمة.

قام حزب ألعدالة والتنمية بعدها بوضع نظرية المؤامرة على حيز التطبيق في 2007 باسم اريكنون، واعتقل مائتين من المناهضين للحزب منهم ضباط في الجيش بتهمة التآمر لإسقاط حكومة منتخبة. كان رد فعل العسكر سلبيا مما شجع الحزب على رفع رهان المواجهة، في الثاني والعشرين من كانون الثاني، بوضع نظرية تأمر أخرى باسم بيلوز أو المطرقة ضد العسكر برمتها.

سارع العسكر بإنكار أي عمل غير شرعي و حذر رئيس الأركان، العميد ألكر بازباك، بأن للصبر حدود. و رغم ذلك مضت الحكومة قدماً، في الثاني عشر من شباط، باعتقال 67 ضابطا متقاعد أو في الخدمة منهم زعيم الجو والبحرية، والى الآن وجهت التهم قانونياً إلى 35 منهم. وعلى ضوء ذلك لم يبقى للعسكر التركي سوى خيارين أحلاهما مر: أولهما الإذعان للحزب الحاكم بأمل فشله في إنتخابات 2011 ، والآخر القيام بانقلاب عسكري لا يجلب معه سوى غضب الشعب وزيادة شعبية الإسلاميين.

هل ستكون الشريعة الإسلامية هي القوة المحركة للدولة مستقبلاً أم العلمانية هي خط الرجعة؟ بالطبع إن تركيا ذات أهمية في العالم الإسلامي وغير الإسلامي، وسيطرة الحزب على الجيش سيعني إحتواء العلمانية من قبل الإسلاميين الأتراك، والى الآن لا أحد معترض طريق الإسلاميين. ولكن إن نجح العسكر في التحرر من هيمنة حزب العدالة والتنمية، فلا شك إن نظرة أتاتورك ستبقى على قيد الحياة مضيئة الطريق للمسلمين لنظام أفضل بعيداً عن القوقعة والإنغلاق الإسلاميين.



#دانيال_بايبس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم الوقوف بجانب وايلدرز
- الإقتصاد الإسلامي: ما الذي يعنيه؟


المزيد.....




- هكذا أعادت المقاومة الإسلامية الوحش الصهيوني الى حظيرته
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة-إيفن مناحم-بصلية ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تعلن استهداف مستوطنة كتسرين بصلية ...
- المواجهات الطائفية تتجدد في شمال غربي باكستان بعد انهيار اله ...
- الإمارات تشكر دولة ساعدتها على توقيف -قتلة الحاخام اليهودي- ...
- أحمد التوفيق: وزير الأوقاف المغربي يثير الجدل بتصريح حول الإ ...
- -حباد- حركة يهودية نشأت بروسيا البيضاء وتحولت إلى حركة عالمي ...
- شاهد.. جنود إسرائيليون يسخرون من تقاليد مسيحية داخل كنيسة بل ...
- -المغرب بلد علماني-.. تصريح لوزير الشؤون الإسلامية يثير جدلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف حيفا ومحيطها برشقة صاروخي ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دانيال بايبس - العلمانية التركية في مأزق