ئاشتي
الحوار المتمدن-العدد: 2935 - 2010 / 3 / 5 - 18:29
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
(( يا أيها الوطن المتشاغل عنا،
لنا بعض دين عليك،
نباعُ وثانية نـُشترى أو نباع
لكي لا تباع)) عواد ناصر
أصدقك القول يا وطني،أنني قد تعبت، وغادرني هاجس الفرح القروي،فنزعت اشتياقك عن رئتي،وأوهمت روحي بنسيان كل جراحك، فما عاد في زمن الموت،فسحة حزن لبعض الجراح،مثلما لم يعد في زمن القتل المجاني، فسحة لمعرفة المقتول!! رغم أن المقتول عراقيا كان!!امرأة ،صبيا، شيخا فأشلاء القتلى تفقد خصوصية انتمائها حين يكون التفجير بحزام ناسف،وتتلاشى هذه الأشلاء حين يكون التفجير بسيارة مفخخة،فمثلما يكون الأجر على قدر المشقة،يكون التلاشي على حجم التفجير.
أصدقك القول يا وطني،فقد باتت جراحك تؤلمني،أو تفيض بصديدها على وسادتي دمعا من كل خلاياي،كأني أحارب فيك انهزام جيوشك. منذ أن وطأت أرضك قدم إنسان،أسبغوا عليه انتماءه لك،فأستبشر حبا بالحزن وبالضيم وملَ الشكوى،لكنه ماانفك يـُقبل ذرات الرمل على شواطئ نهريك،ويتوضأ كل مساء بحنين الشوق إلى كل بقاياك،كي تغدو سدرة عشق،نتفيأ من حر الصيف اللاهب تحت أغصانها، ونطهر أجساد الموتى منا برغوة أوراقها،لكن الموتى أضحوا بالمجان،والتفجيرات هواية مأفونين،لا يشملهم قانون الاجتثاث ،فمن أين نجئ بأوراق السدر لهذا الحشد من القتلى؟؟.
(( إلى أين تمضي، إلى أين يا وطني الممتنع؟؟)) ورياح التخلف تذري على أعذاق نخيلك غبار التكلس لا غبار الطلع،فاهتدى النخيل إلى السير على قدميه من كل جهاتك كي يقتل َبالمجان،حيث الارتواء من الوهم،عنوان لهبوب رياح التخلف،وأنسنة الجوع تعويذة لارتقاء ناصية الثواب.
أصدقك القول يا وطني،من أنني أحتمي بك من تعبك،فجراحك تؤلمني حد الموت مرارا،وبكاءك يستنزف موجات الفرح الساكن بين الأضلاع،وصمتك بوابة حزن لضجيج العالم من حولك،فأمسى تفاؤلك بعضا من يأسي.
أصدقك القول يا وطني،رغم تباشير الفرح القادم،إلا أنها ((غدت جنهه إتداوه بضركَة اللكَلك))
#ئاشتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟