|
بمناسبة 8 مارس
عذري مازغ
الحوار المتمدن-العدد: 2938 - 2010 / 3 / 8 - 00:53
المحور:
ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل
لبابلو كويلو، الكاتب البرازيلي المعروف، رواية رائعة مفعمة بالخرافة المرحة تحكي قصة شخص ذهب في رحلة من أجل تحقيق أسطورته الشخصية، تذكرت هذا لأني ذات يوم من أيام الدراسة، حضرت عيد ميلاد إحدى الزميلات التي أطفأت شموعها الخمسة عشر، وغنت الجماعة تلك الأغنية المعتادة في مثل هذه المناسبات والتي لاأفقه من كلماتها شيئا غير غمغمة سايرت بها ذلك اللحن الجماعي، حينها انتابني شعور عارم أن أقيم بدوري مثل هذه الطقوس تأسيسا لدخولي حياة الترف والتمدن وتوديعا لحياة النكد والقفر والبداوة كما يسميها ابن خلدون، ولأن سجلي العدلي لا يحتوي على تاريخ ولادتي بالتحديد حيث يكتفي بذكر السنة فقط ذهبت لأسأل والدتي عن ذلك اليوم الذي شحنتها بالأوجاع والألم، وكانت المسكينة لم تتذكر من ذلك اليوم سوى أني ولدت بالتحديد في اليوم الذي سقطت فيه أعداد كبيرة من البغال كانوا ضحايا عدوى غير معروفة، وقالت لي بأن سنة ميلادي تسميها العامة عندنا بنكبة البغال، ضحكت من نفسي وعدلت على الفكرة، اكتشفت لحظتها أني كنت دجال البغال وعلامة ساعتها كما تسببت لسكان الجبل بما يقطع صلتهم بالأسواق والتنقل، كانت هذه أسطورتي الشخصية كما علم بابلو في رائعته الخيميائي . تذكرت هذا وأنا أبحث عن موضوع يليق بمناسبة ثامن مارس، العيد الأممي للمرأة، ولم أجد موضوعا يستحثني على الكتابة في هكذا موضوع، على الرغم من تشعب الموضوعات فيها، فكرت أن أبحث في الشبكة العنكبوتية في صفحات الجمعيات النسوية المنتشرة هنا وهناك فلم أجد سوى مايذكرني مرة أخرى بخرافة بابلو، التي أرجعتني وراء إلى زمن الدراسة حيث ما أن يقبل ثامن مارس حتى يأتيك أستاذ اللغة بموضوع انشائي حول المرأة نهاجم فيه الرجال ونثني على أنصاف المجتمع تماما كما تفعل الآن وسائل الإعلام الإسبانية التي تحاول أن تجعلنا نعتقد أن مشكلة النساء هو فقط عنف الرجال وأن الحكومة بنصفها الخرافي الذي هو من النساء قد حل المعضلة . ذكرني أيضا الأمر بالمنظمات والأحزاب حيث ما أن يقبل هذا اليوم حتى يتهيأ الجميع لكتابة إنشاءاتهم تماما كما كنا نفعل نحن في المدرسة وبعد ذلك تدخل الذكرى في حيز النسيان كما أعياد الميلاد فكرت أيضا أن أضع تقريرا مفصلا عن وضعية النساء المهاجرات كما فعلت ذات يوم من أيام موسم التوت بمنطقة ويلبا، حيت عايشت اوضاعهن عن قرب، نساء جئن من بولونيا والمغرب والسينغال، ليعشن خرافة بابلو كويلو بمدينة التوت المفعمة بسوق النذالة، في تلك المدينة، وعلى الرغم من حلتها الباهية برمزية التوت الرومانسية، لم تكن في انطباعي العام سوى عالم من جديد من يفتح شهية أسواق النخاسة الجديدة: شركات متعددة الجنسيات تشرب عرق جبين وسواعد العاملات مجانا، مرصنة بطلاسم عقد الشغل التي لم تكن تمثل لدى النساء سوى أوراق تحمل خرافة من الأجور، كانت مهزلة بكل المقاييس دشنتها اتفاقيات بين دول المصدر ودول الإستقبال عنوانها تقنين الهجرة، خرافة انعشت أرقامها مكاتب التشغيل بين بلدي التوقيع وكانت الحقيقة الوحيدة التي انتعشت هي عملية تحويل الهجرة السرية التي كانت تنظمها العصابات إلى اشراف تصهر عليه الحكومات عبر وكلاء الشغل. وكان الذي تحقق هو ماعبرت عنه بعض انطباعات المهاجرين في القول: لقد فهمنا اللعبة جيدا، جاء الذكور منا في الباترات ( الأفلاك السرية) وتكلفت الحكومة بإيصال الإناث. هل تستتيع الحكومة أن تنكر على الناس انطباعهم حين تبعث إلى دولة أخرى بعاملات دون أية ضمانات في التشغيل مكتفية بقانون الشغل في بلد الإستقبال؟ في اسبانيا مثلا ينص قانون الشغل في أحد بنوده أنه يحق للباترون أن يطرد أي عامل أو عاملة في مدى خمسة عشر يوما ابتداء من يوم التشغيل تسمى فترة التجريب وإذا لم يتوفق العامل(ة) يطرد بدون تبعات الطرد المنصوص عنها في قانون الطرد التعسفي. مشروعية هذا السؤال تنطلق من كون أغلب النساء اللاتي جئن لم يخضن تجربة جني التوت في المغرب ( أحيلكم إلى هذ الموقع وهو موقعي الخاص المتضمن لتقرير حول وضعية النساء والمنجز في سنة 2008 وهو رغم أقدميته مازال يعبر على نفس الوضعية:http://odrimazigh.blogspot.com/2008/05/blog-post.html ) وكونهن لم يمارسن مثل هذه الأعمال في المغرب طردت الآلاف منهن في الأسبوع الأول دون أن يستعدن تكاليف ما صرفنه في التهييء للمجييء، حول وثائق جوازات السفر، طبع تأشيرات الدخول وما يتبع ذلك من سفر ووثائق إدارية... والنتيجة كانت: ـ أغلب النساء اللاتي طردن في الأسبوع الأول من التجريب لم يعدن إلي بلدهن بسبب الإحراج مع ذويهم بما خسروه في عملية التهييء على الرغم من أن نسبة منهن متزوجات. ـ كثير من المهاجرين العزاب حجوا إلى موسم التوت للبحث عن زيجات ولن تتصوروا الطرائف في ذلك ( عمليات بيعهن لآخرين دون علمهن) ـ كانت الجهة الوحيدة المستفيدة من هذه الوضعية كان، وكما تقدم، هم أقسام جوازات السفر وأقسام وكالة الشغل.خلاصة موسم التوت بويلبا هو موسم الزواج، موسم النخاسة، موسم الدعارة وموسم الخرافة
#عذري_مازغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من وحي ألميريا
-
حول تأصيل اللغة الأمازيغية
-
كولن ولسن وتجريد اللامتجرد
-
أحلام دونكشوت مغربي4
-
أحلام دونكشوت مغربي3
-
لي في عينيك
-
أحلام دونكشوت مغربي2
-
أحلام دونكشوت مغربي
-
طالوت وجالوت كمدخل خلفي لإيديولوجيا الإرهاب2
-
طالوت وجالوت كمدخل خلفي لإيديولوجيا الإرهاب
-
حكايا من المهجر 2
-
تطوان أو تيطيوين(العيون)
-
حكايا من المهجر
-
هكذا تكلمت بقرة
-
مدخل لنقض مفهوم -الإنتقال الديموقراطي-
-
في الذكرى الثامنة لميلاد الحوار المتمدن
-
الرقص على إيقاع سمفونية برنشتاين
-
عندما يتحول الخبز إلى غرام
-
اعترافات مومس (2)
-
اعترافات مومس
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
نظرة الى قضية المرأة
/ عبد القادر الدردوري
المزيد.....
|