أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الاسلام دين العاطلين عن العمل













المزيد.....

الاسلام دين العاطلين عن العمل


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2933 - 2010 / 3 / 3 - 18:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هذه حقيقة وليست اتهامات : وهي أن قلة العمل والشغل والبطالة تخلق فراغاً كبيراً يجعل صاحبه يحاول أن يملي فراغه بأي شيء , أما كثرة العمل فهي تعمل حتى على نسيان الإنسان لطعامه وشرابه ,يعني زي ما بحكي المثل العامي (أنا من كثرة الشغل مش فاضي أحك راسي) ولكن الذي يجلس بلا عمل يحك رأسه 100 ألف مرة في اليوم , على شان هو ما عندهوش شغل.

وهكذا كانت الصحراء ,كانت البطالة تعمل على دعم الروح الدينية وممارسة طقوس مثل أن تذكر الله مثلاً 100ألف مرة , وأن تسبحه 100ألف مرة , وأن تقول لا إله إلا الله 100ألف مرة وأن تقول أستغفر الله 100ألف مرة وليس هذا وحسب وإنما أن تستغفر طوال الليل حتى يطلع الفجر وهذا يعني إنك قاعد بلا شغل وبلا فكر .

وفي بيوت العزاء يأتينا الشيوخ للذكر فيقطعون كلامنا من أجل الذكر ونبقى نقول (لا إله إلا الله ) و(نحوقل) يعني أن نبقى نقول(لا حول ولا قوة إلا بالله) ما يقرب من ساعة كاملة وبعد ذلك يقوم الناس فيشكرون الشيخ على هذا الذِكر الطويل , ويؤخرون الناس عن أعمالها وأشغالها , وغالباً ما يقف شيخاً ليشعرنا أنه فقيه يخاف الله فينظر في وجوهنا ليقول : يا إخوان أذكروا الله , فيرد عليه صوت من بعيد : لا إله إلا الله , وبعد ذلك يبقى الشيخ يذكر الله والناس ترد من وراءه أو معه ما يقرب من ساعة كاملة .

وأحياناً يقول لنا أحد الشيوخ: كان محمداً يقرأ نصف القرآن في ركعتين أو القرآن كله في ركعتين , وقد قلت لشيخ مرة : كان عليه الصلاة والسلام ما عندهوش شغل , أما الناس اليوم مشغولون .

وكذلك صلاة الشفع والوتر ..وكافة أنواع الصلاة والعبادة تدلُ دلالة واضحة أن المجتمع الذي نشأ فيه هذا الدين الإسلامي كان مجتمع عاطلين عن العمل , وكان الرزق ليس بالعمل بقدر ما هو بالتوكل على الله ومن ثم العمل , وأنا هنا لا أقول أن الإسلام لا يحث على العمل , لا الإسلام كان يحث على العمل ولكن ما العمل ؟ كان يحاول الإنسان أن يعمل ولكنه لم يكن ليجد عملاً طوال النهار , والصحراء وحرها كانا يتعبانه فلا يستطيع أن يعمل في صحاري مكة , حتى اليوم الحرارة شديدة وملتهبة وما الذي يفعله العمال إلا أن يعملوا ليلاً أو تحت أغطية وهذا على الأقل في الوقت الحاضر مع وجود التطور , ولكن تخيلوا معي قبل 1450سنة كيف كان الوضع؟

هنالك الكثير في التوراة وفي الإنجيل قصصٌ عن الأنبياء وصلاتهم , ولكن لا يوجد نص واحد في التوراة وهو العهد القديم ,أو في الإنجيل وهو العهد الجديد ,إشارة إلى أن أحد الأنبياء كان يصلي كما يصلي المسلمون هذا اليوم , أو تشابه في عدد أوقات الصلاة والتي كانت 500 وبعد ذلك 50 وبعد ذلك 5 فمن أين جاءت صلاة المسلمين وحركاتها هذا طبعاً إذا تجاوزنا مقولة المفكر العربي الكبير (الصادق النيهوم) عن صلاة المسلمين وحركاتها التي تشبه حركات اليوغا الرياضية حيث ذهب النيهوم إلى أن صلاة المسلمين بما فيها من حركات سجودٍ وركوع تشبه حركات تمارين اليوغا نقلها المسلمون عن الصينيين, طبعاً أنا ما بقولش هذا الكلام ولا أجرؤ –استغفر الله – على الإدلاء به , ولكنني أجرؤ والإنجيل بين يدي بفصوله أو نسخه الأربعة للقول بأـن المسيح لم يكن يصلي كما يصلي المسلمون اليوم فلماذا اختلفت صلاة المسلم عن صلاة الأنبياء والرسل هذا على اعتبار أن نبي الإسلام محمدا عليه أفضل الصلاة والسلام هو خاتم النبيين الذين بشروا به في كل عصر وآخر البشارة كانت من بيت المقدس ورغم كل ذلك لم نجد نبياً واحداً من هؤلاء لديه طقوس صلاة كما هي صلاة المسلمين اليوم , طبعاً مع التوراة والتي قرأتها بكل ما فيها من فصول ومزامير وأدوات , لم أجد مشهداً يدل على أن أحد الأنبياء كان يصلي أربع ركعات فرض مثلاً أو ثلاثة , كانوا يقومون بالصلاة وهي شكل من أشكال الدعاء وطلب المغفرة من الله بخلاف الزيادات التي عليها اليوم.

ترى من أين جاءت تلك الزيادات ؟

أقترح من البداية أن نذهب إلى المجتمع الزراعي الذي يدبُ فيه النشاط حيث لا مجال هنالك لمضيعة الوقت والمكان الذي سأذهبُ إليه هو نفس المكان الذي أشغره الآن وأنا أكتب فهذه البلاد التي أعيشُ فيها هي بلاد المسيح –طبعاً ما بديش أقول انها بلاد اليهود- بلاد المسيح لفظ أسهل بكثير من بلاد اليهود وليس فيه متاعب صحيح أنها كانت ممالك لليهود وللأنبياء وللقضاة ولكنها في نفس الوقت كانت سريانية قبل مجيء الاستعمار الإسلامي وكانوا يحبون النساء لذلك أم تدخل النار نساءهم ولا جهنم وكانوا يحبون المرأة لأنها تعملُ معهم في الحقول الزراعية لذلك لم يكن لديهم وقت ليضيعوه في كلام ينتقص من قدرة المرأة ومقدرتها على الحياة كانوا أهل عمل كانوا أصحاب منجل وغربال وزرع وأبقار حلوب , يعني كانوا منتجين جداً بخلاف البرابرة لذلك كانت حياتهم كلها عمل ولم يهتم أنبياء المنطقة بزيادة فروض العبادة كانوا يصلون وهم يعلون أو وهم وقوف وكانوا لا يجلسون لمضيعة الوقت للأذكار كثيراً نظراً لأنهم مشغولون جداً في أعمالهم وأتخيلهم الآن كما أتخيل مراقب عمال (كنترول) يقوم بمتابعة العمال ونهيهم عن الكلام الكثير الذي يقلل من الإنتاج .

إذاً كلامي والحمدُ لله مفهوم , وبعد, دعونا نذهب للحجاز للنظر هنالك للحياة العامة واليومية ولنسأل أنفسنا ماذا كان يعمل سكان مكة وما حولها ؟ أكيد لا شيء في أرض جدباء كانت عبارة عن (شلتر) ملجأ يلجأ إليها الضعاف أو الهاربون من الحروب , فكان الهاربون يهربون للصحراء حتى يتجنبوا الملاحقات وعمليات القرصنة وبالتالي تقوقعوا في الصحراء طلباً للنجدة ولكنهم مع هربهم من السيوف ومن الحروب واجهوا عدواً آخر أشد ضراوة من الإنسان نفسه وهو الطبيعة المخيفة , قلّة المياه وقلّة الأبقار وقلّة المواشي وقلّّت المزروعات , فتحول البدو إلى قراصنة من جديد ليصبح المجلود هو الجلاد, وعاشوا على القرصنة ولم يكن لديهم أعمال كما هم السريان الفلاحون , لذلك حين ظهر الإسلام لم يكن العرب يجدون مضيعة للوقت وهم يصلون خمسة أوقات كل يوم على العكس كان هذا يملأ فراغهم وكان ذلك بمثابة كسر ضوء النهار بالاغتسال بالمياه في كل وقتٍ وحين نظراً لأنهم يحبون الماء ويقدسونه لندرته ولأنه يقوم بغسل عرقهم من شدة الحر , لذلك لم تكن الصلاة عندهم إلا شيئاً يملأ وقتهم بدليل أنها كانت بالبداية (50) فرضاً وهذا يدل على أنهم (لا شغله ولا عمله), من هنا جاءت أوقات الصلاة ومن هنا اختلفت الطقوس باختلاف البيئة نزولاً عند النظرية القائلة: أن الكُتب تغير العقاد والمُناخ يُغير الطبائع والثراء يغير العادات والتقاليد, وهنا المناخ غير العادات والتقاليد الدينية .


ولاحظوا معي أن في النظام الإسلامي (جمع) لصلاة المغرب ولصلاة المسافر جمع تقصير , وغيرها من أمور الجمع لأثبت لكم عن قناعة أن الفرائض الدينية تقل وتتراجع في عددها كلما كثر العمل وقل الكلام , وكلما قل العمل وزادت أوقات الفراغ كلما كثرت العبادات , لذلك نلاحظ أن الدين المسيحي ليس فيه طقوساً كثيرة نظراً لأنه نشأ في مجتمعٍ زراعي عملي , صحيح أن به أسراراً وألغازاً وليس بسيطاً لذوي الفهم العادي لأبوة الرب ولكنه مع ذلك قليل الطقوس حتى أن الصيام فيه نوع يجعل الفلاح قادراً على العمل من خلال أكله وشربه للماء ما عدى اللحوم والزفر.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين الإسلامي دين العاطلين عن العمل
- ليش يا ألله ما خلقتنيش مسيحي!
- سأثبت لكم شراسة المسلمين1
- أنا السلطان
- ملابس النساء في الصيف والشتاء
- اللغة العربية المتخلفة اجتماعيا
- حكاية أمل1
- شذرات الندى2
- التوسع في التحقيقات
- شذرات1
- أين سقط البطل؟
- فن البقاء
- في العيادة النفسية2
- في العيادة النفسية1
- نساء مثقفات
- المتطفلون
- الزواج والطلاق على الطريقة الجندرية
- فضيحه وعليها شهود
- اترتح في ملعونك بيجيك الألعن منه
- هذا من فضل الشيطان


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الاسلام دين العاطلين عن العمل