عارف علوان
الحوار المتمدن-العدد: 2933 - 2010 / 3 / 3 - 13:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ربما سينجح أوباما، بشكل أو بآخر، في إنهاء السنوات الثلاثة المتبقية له في البيت الأبيض، لكنه سيقطع على السود الأمريكان اعتلاء المنصب الرئاسي لمائة عام قادمة أو أكثر!
لسان أوباما الجميل خدع الديمقراطيين قبل غيرهم، ولعل أكثرية المؤيدين له يضربون الآن على الطاولة ويكيلون "اللعنة" على هذا الأختيار، فالنصف أمريكي، الأسود، يجيد إخفاء الأرنب في قبعته، وهو يبتسم لمن يصدقونه، إلا أن السياسة، في النهاية، ليست إظهار الأرنب، أو إخفائه، بل هي عناصر متنوعة من قرارات مدروسة ترسم للبيت الأبيض الطريق للتعامل مع الداخل والخارج حتى اليوم الأخير من سنوات الرئاسة الأربعة!
بعد الاحتفال بمرور سنة على رئاسته، يجلس أوباما اليوم أمام مشكلة واحدة مستعصية هي الضمان الاجتماعي، وبين يديه قبعة خاوية، بينما المشكلات الدولية من دون حلّ، لم يتبق منها سوى الخطب الجميلة والمركّبة التي قيلت في شأنها ذات يوم، ولأن الصحافة الأمريكية تريد لقرائها تسلية ما تسري عنهم الملل الثقيل من رئيسهم، ظهرت اليوم لتعالج الجهود الفاشلة التي وعد بها، من جملة ما وعد، زوجته ميشال بالتوقف عن السكر والتدخين!
يقال أن ميشال قبلت أن يرشح لخوض سباق الانتخابات الرئاسية بعد أن ينتهي من مسألة السكر والتدخين، وهاهي السنوات تمضي من دون أن يبرّ الزوج بوعده!
إنه ما زال يسكر، ويدخن، على هواه. وحكاية الوعد الذي قطعه هي واحدة من الحلول التي وعد بها، ثم أهملها، حيث يعيد الرئيس اوباما صورة "الزنجي" السكير التقليدية، نصف قنينة ويسكي وعقب سيجار التقطه من الرصيف، يهذي بحلول توراتية، حاسمة، لمشاكل العالم!
إذن، لو كان الديمقراطيون قد استفادوا من تجارب الزوجة مع زوجها، إضافة إلى قضايا أخرى كثيرة تتعلق بقطع الوعود بكلمات منمقة وساحرة ثم تركها وراء ظهره، لما صدقوا وعود هذا السيناتور الأسود لهم ولناخبيه بحلول نموذجية لعلاقات أمريكا بالعالم، ولما جلسوا يرقّعون له مظاهر فشله حتى تنقضي السنوات المتبقية من حكمه، ثم سيسلمون الرئاسة للجمهوريين في الانتخابات القادمة!
للمزيد راجع: http://www.arifalwan.com/blog
#عارف_علوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟