أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صميم حسب الله - المسرح العراقي.. والعروض المهاجرة














المزيد.....

المسرح العراقي.. والعروض المهاجرة


صميم حسب الله
(Samem Hassaballa)


الحوار المتمدن-العدد: 2932 - 2010 / 3 / 2 - 20:47
المحور: الادب والفن
    



العرض المسرحي بكل متطلباته وأهدافه وأفكاره وطموح العاملين فيه من المخرجين والمؤلفين والممثلين والتقنيين، كل هؤلاء يحتاجون الى المتلقي لتكتمل دورة الانتاج المسرحي عبر تقييم العرض ومناقشة أفكاره وخلق عملية التأثر والتأثير عبر فعل المشاهدة، عن طريق خلق الاحساس بالجمال الذي يعد من أهم مميزات العرض المسرحي الناجح.
ان كل ماذكر اعلاه كان ومايزال يعدُ تصوراً مثالياً للعرض المسرحي داخل العراق..
ذلك أن أغلب العروض المسرحية باتت عروضاً مخصصة للهجرة، كما هو حال الانسان العراقي فهو مهاجرٌ ومهجْر على طول البلاد وعرضها .. حتى صار من الغريب والملفت للأنتباه ان لاتجد عراقيا في اي بقعة من بقاع الكرة الارضية ؛ فهناك من هاجر وهناك من هجرْ، وهناك من تغرب واغترب تاركا لبلاده الفساد والمفسدين واشباه الفنانين يصولون ويجولون ويعبثون بثقافة وحضارة هذا البلد.
كذلك هو الحال بالنسبة للعروض المسرحية التي قرر صانعوها تهجيرها عن مجتمعها ومتلقيها الاصلي الى دول أخرى،ليكون العراق هو المحطة الاخيرة لعروض مسرحية تتحدث بطبيعة الحال عن الألم والهّْم العراقي.
ربما يكون مع صناع تلك العروض بعض الحق في اللجوء الى الهجرة بحثاً عن فرص جيدة للعرض ومساحات أكبر للتعبير وإيجاد علاقات جديدة مع مسرحيين من العرب والعالم وهذا طبعا حق مشروع اذا ماقورن بالاهمال الذي يعاني منه الفنان المسرحي في العراق من ظروف انتاجية صعبة وعدم وجود قاعات للعرض تتناسب مع نوعية العروض المقدمة وبالتأكيد يضاف اليها الوضع الامني والاجتماعي والاقتصادي الذي يعاني منه العراق.
وبالمقابل لايمكن ان نترك المسرحيين يبتعدون عن الشعب الذي يدعم دائما الفنانين على العكس من الحكومة ،لذلك يجب الفصل بين عدم دعم الحكومة للمسرح ودعم الشعب بجماهيره التي تواضب في اصعب الظروف على الحضور لمشاهدة العروض المسرحية ، لذلك فإن على المسرحيين عدم التخلي عن الجمهور والاجتهاد في تقديم افضل العروض التي يصفق لها الجمهور داخل العراق اولا ومن ثم المشاركة في المهرجانات في الخارج لا العكس
إن اصرار المسرحيين في العراق الذي نطمح اليه دائما لإعادة المتلقي والارتقاء بذائقته وعدم السماح للبرامج الاستهلاكية من امثال ( خلنة بوكا ) وغيرها من البرامج التي تتعرض للفنان العراقي وتسيء اليه وبالتالي تدمر ذائقة المتلقي وتفقده ثقته بذلك الفنان، كذلك يجب ان ننقذ المتلقي العراقي من الدراما التلفزيونية العراقية التي لانعرف ماذا يريد صانعوها واذكر هنا مثالا مسلسل (النخلة والجيران) الذي عرض في رمضان.
كل هذه الاسباب تدفعنا الى البحث عن الفنان المسرحي واعادة العرض المسرحي الى خشبة المسرح العراقي بعد ان هاجر خارجا والعمل على إيقاف التهجير الطوعي لعروضه ، قبل ان يبدأ المتلقي بنسيان العرض المسرحي والفنان العراقي عموما.
ذلك إننا بحاجة ماسة وملحة لتطوير الثقافة العراقية عامة والمسرح العراقي خاصة في داخل العراق اكثر من حاجتنا الى الهجرة بعروض فنية، ونعد الانجاز الحقيقي هو في القدرة على تجاوز الصعاب في الداخل وتقديم العروض رغم الصعوبات الكثيرة اذا ماكنا ننشد خلق ثقافة داخل مجتمعنا.
إن هوية العراق في حاضره الراهن بات قديماً وفقيراً وخالياً من مبدعيه ، ذلك أن المتلقي العراقي يعرف معنى الفن المسرحي ويعرف جيدا الجهود التي يبذلها الفنان العراقي ومدى تأثير الفن داخل المجتمع فلماذا نبخس حقه الذي طالما تواصل مع فن المسرح في تلك الازمنة التي اكلتها الحروب وإمتص الحصار رحيق اطفالها وشبابها .
ان الرضوخ والسكوت عن كل مايجري يعطي الحق بالهجرة من دون نقاش.. ولكن الى متى؟
إن الكثير من المجتمعات عاشت ظروفاً صعبة ومرت عليها إنتكاسات تماثل ما يعانيه العراق الآن، لكن الفرق بيننا وبينهم هو ان تلك المجتمعات طورت نفسها وإستعادت إرادتها عن طريق الفن والفكر والعلم والمعرفة .
إن الصورة العراقية داكنة وستبقى هكذا لزمن قد يطول اذا ما إستمر الفنان بالتخلي عن موقعه وموقفه لايحرك ساكنا في كل مايجري مكتفياً بإنتاج عرض مسرحي فقير والهجرة به خارج البلاد..بحثاً عن مجد شخصي مبتعدا عن اهم مشاهديه في الداخل.
من هنا لابد ان نعمل على إيقاف الهجرة بالعروض المسرحية ذلك ان التاريخ سيذكر الموقف السلبي للفنان المسرحي في هذه المرحلة التي نعيشها دون ان يعفى من المسؤولية.



#صميم_حسب_الله (هاشتاغ)       Samem_Hassaballa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاغواء والضحية.. نهاية لاقتباسات متعددة .. أسئلة ترتقي إلي ...
- -المسرح جنتي-
- بوح الخطاب المسرحي
- مسرحية -غرفة الإنعاش-
- مسرحية -قلب الحدث-:
- مسرحية الظلال : عندما يكون البطل نصاً مسرحياً
- مسرحية -هنا بغداد- : موت في النص .. تشويه في العرض !!
- تحولات المكان المسرحي .. وسوء الفهم !!


المزيد.....




- المزيد من الـ -Minions- قادمون في فيلم جديد
- موسم أصيلة الثقافي يعيد قراءة تاريخ المغرب من خلال نقوشه الص ...
- شائعة حول اختطاف فنانة مصرية شهيرة تثير جدلا (صور)
- اللغة العربية ضيفة الشرف في مهرجان أفينيون الفرنسي العام الم ...
- تراث عربي عريق.. النجف موطن صناعة العقال العراقي
- الاحتفاء بذكرى أم كلثوم الـ50 في مهرجاني نوتردام وأسوان لسين ...
- رجع أيام زمان.. استقبل قناة روتانا سينما 2024 وعيش فن زمان ا ...
- الرواية الصهيونية وتداعيات كذب الإحتلال باغتيال-محمد الضيف- ...
- الجزائر.. تحرك سريع بعد ضجة كبرى على واقعة نشر عمل روائي -إب ...
- كيف تناول الشعراء أحداث الهجرة النبوية في قصائدهم؟


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صميم حسب الله - المسرح العراقي.. والعروض المهاجرة