عماد الاخرس
الحوار المتمدن-العدد: 2932 - 2010 / 3 / 2 - 15:01
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
المتابع للقاءات التي تقيمها القنوات الفضائية العراقية مؤخرا مع البعض من رؤساء الكتل والأحزاب المرشحين للبرلمان العراقي القادم يلمس بوضوح إشهار عدائهم للدولة الجارة إيران .. ولم يكتف احدهم بالتحدث وإطلاق التصريحات بل بادر إلى زيارة الدول المعروفة بعدائها السياسي والمذهبي لها في هذا الوقت الحرج من التحضير والإعداد للانتخابات.. وسؤالي لهؤلاء المرشحين.. هل أصبح الحقد على دول الجوار وأولها إيران احد شروط الفوز للبرلمان القادم ؟
وأقولها لهم من البداية بأن العراقيين لا يرحبون بأي مرشح مليء بالأحقاد والكراهية والعداء لأي من دول جوار العراق أو العالم لأن هذا معناه لم يضع في حساباته النتائج المستقبلية التي ستترتب على أفكاره ونواياه ويستحق الاتهام بالجهل السياسي !!
وللجميع أقول .. أتمنى أن لا يفهم مقالي على انه دفاع عن إيران لأني كاتب علماني اختلف أيديولوجيا مع نظام الحكم في إيران واعترف بان هناك مشاكل كثيرة متراكمة وعالقة بين البلدين ولكنى أؤمن بضرورة إيجاد حلول لها مرضيه للطرفين عن طريق الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي أو الأمم المتحدة إضافة إلى الاستعانة بالأصدقاء الدوليين لتسويتها .. أي إتباع كل السبل الدبلوماسية والسياسية التي تضمن العيش بأمن وسلام للشعبين وعدم التفكير بلغة الحرب إطلاقا.
أما عن التدخل والتواجد الإيراني في السياسة والساحة العراقية فهذه حقيقة لا يمكن نكرانها مطلقا ولكن بالمقابل هناك دول أخرى كثيرة تمارس نفس الدور وعلينا وضع الحد لهم جميعا بالتثقيف والتوعية الوطنية لتحصين بلدنا.
إن الغاية الرئيسية من مقالي هي أن نرفع الحرب من قاموس عراقنا في التعامل مع دول العالم اجمع و أن يستفاد ساسة العراق الجدد ومنهم من يفوز من المرشحين للبرلمان القادم من أخطاء النظام السابق الذي وقع في فخها .
لقد عانى شعب العراق المزيد من الويلات والمآسي بسبب الحروب وللأسف يظهر علينا مرشحين للبرلمان القادم يعرضون برامج دعايتهم الانتخابية وفيها نوايا تهيؤ لها .
يبقى التحليل السياسي لإعلان البعض العداء لإيران تحديدا في دعايتهم الانتخابية و باختصار..
1- إرضاء أميركا التي لازالت لها تأثير كبير في السياسة العراقية والمعروفة بعدائها لإيران وتقود حمله عالميه ضد النظام الحاكم فيها.
2- كسب صوت الناخبين من أنصار النظام السابق المعروفين بعدائهم لإيران لأنهم يعتبرونها اللاعب الرئيسي في إسقاطه.
3- الحصول على الأموال والتبرعات من الدول المعروفة بثرائها وعدائها لإيران لدعم دعايتهم الانتخابية.
4- عدم امتلاكهم للبرامج الانتخابية التي تجلب نظر الناخب لذا فهم مضطرون للعب على هذه الورقة لتحقيق ذلك.
5- الحصول على أصوات البعض من الجهلة المتطرفين المذهبيين .
أخيرا أقولها .. إذا فكر أى من المواطنين العراقيين سواء من الساسة أو المرشحين البرلمانيين أو غيرهم التفكير في الحرب مع إيران أو أية دوله في العالم فعليه تجنيد أبنائه أولا وليكونوا في الخطوط الأمامية من جبهات القتال .. عليهم أن لا ينسوا دماء وتضحيات شعبنا العراقي الذي لازال جريحا وينزف دما ويدفع ثمن الحروب السابقة ولا نريد أن يكون الجيل الجديد وقودا للاحقه منها.
#عماد_الاخرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟