أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحميدة عياشي - المال. . التركة المسمومة














المزيد.....

المال. . التركة المسمومة


أحميدة عياشي

الحوار المتمدن-العدد: 2931 - 2010 / 3 / 1 - 21:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بدأت الخريطة الداخلية للنظام تتشكل ملامحها الجديدة مع انتقال السلطة إلى الشاذلي بن جديد، باعتباره رجلا غير سياسي يمكن توظيفه من قبل مهندسي القوة الخفية وأهل النظام••
لكن هذا الضعف المفترض في الوافد الجديد إلى رأس الحكم سرعان ما فتح ثغرة جديدة، دفع بقوى جديدة صاعدة تحولت في نفس الوقت إلى قوة عتيدة مشكلة لميلاد نظام جديد منبثق من النظام القديم السابق الذي شكله الهواري بومدين بمعية رفاقه من مجلس الثورة عبر لعبة التوازنات القائم على إشراك الجهويات والعصب الملتفة حول الممثل لسلطة البيروقراطية المطعمة بمسحة الإيديولوجيا الشعبوية المجندة والمعبئة للقوى الاجتماعية ذات المصالح المتقاربة في تقسيم الريع على شرائح عريضة في المجتمع والضامنة لاستمرار الدولة والنظام كعلامتها الرمزية الموحدة•• مع الشاذلي بن جديد بدأت عملية التخلص من التركة البومدينية على الصعيد المادي، السياسي والاقتصادي، لكن أيضا على الصعيد الرمزي والمجازي واتخذ ذلك شعار إعادة هيكلة النظام، وتطبيق الإصلاحات وترتب عن التناقضات التي أثارتها مثل هذه العملية صراعات بين العصب الرئيسة قادت إلى إخراج هذه المواجهات إلى الشارع، وكانت أحداث أكتوبر 1988 تمثيلا لذلك من خلال التعبير العنفي•• ووجد النظام الصاعد نفسه على شفا الانهيار أمام التغيرات الجديدة داخل المجتمع من خلال بروز الإسلام الشعبوي الراديكالي، واندلاع الحركات الاحتجاجية وحالات التمرد الاجتماعي من خلال الإضرابات المتتالية، فحاول تطويق ذلك بخلق مشهد سياسي تعددي، إلا أن هذا المشهد لم يكن ليتوفر على عوامل حياة طبيعية، ومن هنا سعى النظام إلى توظيف المفاجأة الإسلاموية كسلاح مزدوج•• استعمال الإسلاموية ضد نفسها من خلال دفعها إلى المزيد من التطرف ليس فقط ضد النظام بل ضد كل اللاعبين السياسيين والاجتماعيين الجدد، واستعمالها كبعبع من أجل استجماع قوته من جديد وذلك من خلال إعادة صياغة نواته كقوة ذات تأثير من جديد••• وهذا ما حدث مع تشكل قوة تمكنت بفعل الصدف والمناورة أن تكون على رأس السلطة الفعلية•• ولقد خاضت هذه القوة الحرب ضد الراديكالية الإسلامية وتمكنت من إلحاق الهزيمة بجماعات الإسلام المسلح، واستطاعت أن تستعير من خارج نواتها الرجال الذين شكلوا شرعية نظامها•• سواء في ,1995 أو في ,.1999 لقد تعاملت هذه النواة مع السياسة كمعركة وجود وبقاء، لكن في الجوهر كمعركة ضارية للحصول على الغنيمة بوجهيها الحفاظ على السلطة كمصدر لممارسة وبسط النفوذ وجني الثروة التي تعتبر الضامن الحقيقي للاستمرار لدى مغادرة السلطة ذات يوم•••
ومن هنا كان ممثلو هذه النواة وحلفاؤها مهووسين بتوفير المستقبل لعائلاتهم وأولادهم، لقد أدرك ممثلو هذه النواة، وهم من كبار المسؤولين الذين قذفت بهم الأقدار إلى الواجهة أن الحفاظ على مكاسبهم يكمن في العمل على تركيم الثروة من خلال ورثتهم من الأبناء والبنات•• وتحول هذا الإدراك أو الهوس إلى خلق مؤسسات التصدير والإستيراد كدرع واق لمصالحهم المتشابكة مع مصالح فئات جديدة نامية متحالفة أو متعاونة معها بشكل مركب ومعقد،••• وهذا ما يمكن ملاحظته إذا ما قمنا بجرد إجرائي للعديد من المؤسسات الخاصة التي تعتمد على التجارة وليس على الصناعة أو الإنتاج، وباختصار على جانب الخدمات•• إن معظم المسؤولين الذين كانوا نافذين على الصعيد السياسي لعشرية بكاملها، وهم اليوم في معظمهم متقاعدون أو على أبواب التقاعد والانسحاب من الواجهة دفعوا بأبنائهم وأقاربهم ليكونوا على رأس مثل هذه المؤسسات الخاصة، لكن هؤلاء الورثة في معظمهم يفتقرون إلى الخبرة والكفاءة، ولا قوة لهم في واقع الأمر إلا نفوذ آبائهم الذي يوظفونه كورقة ضغط أمام التسهيلات التي تجعل منهم ورثة يستمدون شرعية وجودهم وقوتهم من نفوذ بدأ يتناقص ويتآكل وقد يؤدي مثل هذا التآكل والتناقص للنفوذ إلى صراعات جانبية تتحول مع الوقت إلى علامات مرهقة ومقلقة لتطور النظام ذاته، وقد تتمثل هذه العلامات المرهقة والمقلقة بإسقاط كل الأقنعة والحصانات عن ظاهرة خطيرة اسمها الفساد•• وهذا ما بدأ الرأي العام يكتشفه بصورة عنيفة من خلال الفضائح التي راحت تفقد الإدارة صدقيتها وتعمل على توسيع رقعة عدم الثقة التي حاولت هذه النواة استرجاعها من خلال الاستعانة بالمتعاونين السياسيين الذين لم يكونوا طرفا في الأزمة التي اندلعت في بداية التسعينيات••• نحن أمام تركة مسمومة تسبب فيها الآباء عندما اختزلوا لعبة الخروج من الأزمة بتغيير قناع بآخر•••
أحميدة عياشي
مدير عام صحيفة الجزائرنيوز



#أحميدة_عياشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية مأساوية ومحاولة فهم
- في لعبة الكآبة والتفاؤل
- بين جان دانيال وهيكل
- الجمر والرماد
- الشيخ يوسف سلامة في -الجزائرنيوز-
- بين الجزائر وايران . . قصة خفية
- الصحافة والحقيقة
- محقورتي يامرتي
- صدام , ستالين , واليهودالمغاربة
- لخضر شودار
- سعدان يتمادي في عناده . . هل نصمت ؟
- رضا مالك
- الحياة السرية للجنرال العربي بلخير { الحلقة الخامسة} في لعبة ...
- الحياة السرية للجنرال العربي بلخير { الحلقة الرابعة } يوم أن ...
- الحياة السرية للجنرال العربي بلخير 3 - مناورات في القصر وحرب ...
- الحياة السرية للجنرال العربي بلخير - حرب الخفاء - الحلقة الث ...
- روراوة وسعدان الاستقالة من فضلكما
- الحياة السرية للجنرال العربي بلخير { الحلقة الاولي }
- ذكريات فلسطينية
- شكرا لكم أيها الخضر


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحميدة عياشي - المال. . التركة المسمومة