أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل - هادية حسب الله - من الإلهة إلى الحية














المزيد.....

من الإلهة إلى الحية


هادية حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 2930 - 2010 / 2 / 28 - 07:59
المحور: ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل
    




إلى ربة الأشياء كلها
سيدة السماوات والأرض، عشتار
المالكة
التى سارت فى العماء المخيف
فأوجدت الأشياء بالمحبة
(ترنيمة بابلية، القرن 17ق.م)

أصلى إليك يا سيدة السيدات وربة الربات
ياعشتار يا ملكة كل الناس، الهادئة إلى السبل المستقيمة
الرحمة ياسيدة السماء والأرض
ياراعية المتعبين
الرحمة ياسيدة الحرب المسيطرة على كل المعارك
ايتها الساطعة
يالبؤة إيجيجى، ياقاهرة الآلهة
أيتها الممجدة، ياذات الثبات والعزم
أيتها البطلة عشتارالمتألقة مضيئة السماء والأرض
عظيمة القوى، جامعة الحشود
إلهة الرجال وربة النساء التى لايعرف خططها أحد
عبدك المعذب المكروب يستصرخك
فانظرى الى ياسيدتى وتقبلى صلواتى
عدينى بالمغفرة فان موج الطوفان يتقاذفنى
فكى وثاقى وأطلقى سراحى
وقودى خطاى الى الطريق المستقيم
عسى ان تتوهج مبخرتى الدخناء الدكناء
ويوقد مشعلى المنطفى
ياعشتار الممجدة، الباسلة التى لانظير لها
( ترنيمة سومرية، القرن 23ق.م، مخطوطة بمكتبة الأسكندرية)

عشتار، أيتها السيدة المانحة للحياة
أشكو لك مايؤرقنى
فاستمعى الى كلماتى المنهكة
وأغفرى لجسدى المتألم
فإن قلب عبدك يؤلمه انصرافك عن شكواه
أنا أشورناصربال، عبدك المملؤ الاماً
المتواضع لك
عابد بهاء ألوهيتك.
( من ترنيمة الملك أشورناصربال، 1049 ق.م)

إناّنا ياسيدة النواميس الربانية
أيتها الأنوار الساطعة
ياواهبة الحياة يامكتسبة بالأجلال
ياذات الحلى العظيمة
ياصاحبة المقام الأول
أنت أنانّا السماء وإنانا الأرض
ياممطرة البلاد المعتدية باللهب
وصانعة القرارات بالأمس المقدس
يامدمرة البلاد الأجنبية بأجنحة العاصفة
يامحبوبة إنليل
فى خضم المعركة يتحطم الكل أمامك
ويفنى كل شىء بقوتك
تهجمين كالعاصفة، وتدوين كالرعد
قدماك لاتتعبان، وقلبك الحقود لايهدأ
الجبال التى لم تبجلك، صارت تراباً
واشتعلت بها النيران
يابقرة الوحش الهائجة
وياأيتها العارفة الحكيمة
المالكة الرحيمة
واهبة الحياة، ياصاحبة القلب النير
أنا إنخيدوانا
أتلو الصلوات وأقدم دموعي شراباً عذباً
لإنانا المقدسة.
( جزء من ترتيله لإنخليدوانا ابنة الملك سرجون الأكدى، 2271ق.م)

يوم أفنى كل ماخلقت
ستعود الأرض محيطاً بلا نهاية
مثلما كانت فى البدء
وحدى أنا سأبقى
وأصير كما كنت قبلاً
أفعى ، خفية عن الأفهام
( ترنيمة لايزيس المصرية)
المرأة والحية متلازمتين لا يجد الذهن حاجة الى التركيز كى يستحضرهما معاً فلقد صار الارتباط بينهما بديهياً . وقبل ان نتبرأ كنساء من الحية دعونا نتسأل هل كان هذا الارتباط تاريخياً محمل بشحنته السالبة الحالية؟! بالتأكيد لا فلقد كانت الحية هى شعار للملكات العظيمات: سميراميس ونفرتيتى ، كليوباترا وحتشبثوت... ولقد استخدمها الملوك والمشاهير من الذكور أيضاً فإله الحكمة "هرمس المثلث العظمة "اتخذها شعارا له وإله الطب عند اليونانيين "إسكيبيلوس "ولآلهة كثيرة غيرهما .. ولقد تم هذا الاختيار لأن الثقافة فى ذلك الوقت كانت خلواً من الاعتقادات اللاحقة التى ربطت الحية بالغدر وبالإضرار.
من المعلومات العلمية المذهلة عن الأفعى ان 90% منها غير سام ، وان كل الافاعى اى 100% لا تهاجم إلا إنساناً إعتدى عليها أو عبث بجحرها أو اقترب من ذريتها، والمعلومة المتناقضة مع تصوراتنا عن الحية انها تنذر عدوها عند الهجوم اذ تنتصب محذرة فان إنسحب تنسرب مبتعدة، والأفعى تعرف طريقها جيداً ولاتصطدم بشىء فى طريقها، ومن شدة حذرها صار العرب يصفون تحرك أو مسير جيوشهم" بالزحف" لما يجدونه من حرص فى تنقلاتها... كما ان المصريين فى مصر القديمة كانوا يؤمنون بان الإله الأكبر آتوم يتخذ فى الأرض صورة الأفعى.
كان أهل الأزمنة القديمة يبنون معابد للأفعى، اذ أكتشف فى عام 1903 أكبرهيكل مخصص لتقديس الأفعى، اذ وجد الآثاريون فيه الآف الأفاعى المحنطة، وتمثالاً برونزياً ضخماً أفعى الكوبرا.
فى اللغة العربية الأفعى سميت بالحية لانها تلتف ولاتبرح مكانها. وحية مشتقة من الحياة ومنها سميت حواء أم البشر، وللحية والحيا فى اللغة العربية معان كثيرة. ففى معجم لسان العرب فإن الحيا تعنى: المطر والخصب، كما ان الحية عكس الميتة وهى مرادفة للخلود والانبعاث وتجدد البقاء، كما ان ابن منظور فى تبيانه للفظ أله يقول: الإلهة هى الحية، واللات صنم مشهور يكتب بالتاء وبالهاء والأخير هو الأصح لاهه وهى الحية.
لقد تم طمس هذه المعانى بعد الوعى المتأخر المستهين والمحتقر للانوثة والمستهدف محو كل ما يجعل الأنثى فى مكانة سامية ليتم إلصاق الغدر والخيانة بالحية رفيقة حواء لترتبط الحية حواء بالغدر والمكائد وليس بالحكمة ، فلقد وضع الأقدمون الحية شعاراً لهم ليس لقدرتها على المكر بل لحكمتها.. ولقدرتها على تجديد جلدها وخروجها من جلدها القديم دون ان تفقد حيويتها، التجدد الدائم هو الخلود الذى ظل البشر يتمنوه لذا تيمناً بها كانوا يضعون شعارها فوق تيجان ملكهم وصولاجناتهم.
إن سر دهشة القدماء من الأفعى وقدرتها على التجدد من جلدها القديم هو سر الربط العميق بينها وبين الأنثى التى تخرج من داخلها كائن جديد هذا الكائن هو امتداد جديد لها به ما بها من صفات وملامح وحتى مزاج سيخرج هذا الجديد مانحاً بعض الخلود لجسدها القديم.. انه السر الذى يستعصى على الأفهام..! ذلك السر الذى نطمح لأن يتم تقديره ليس بالتأليه ولكن بالتواضع أمامه بالتقدير والامتنان وليس بالاستهانة والتحقير.
. إنما جئت لأدمر أعمال الأنثى
( كليمان السكندرى، أحد آباء الكنيسة، توفى سنة 216 ميلادية)



#هادية_حسب_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء يتجولن بحبال أبنائهن السرية
- السيدة نسيبة لم تكتف بتقطيع البصل
- تنافسنا المأزوم
- نساء حقيقيات أم دمى بلاستيكية
- من التحديات والمشاكل التي تواجه تمكين ومساواة المرأة: المنظو ...
- الكتابة النسائية: حرية أم رقصاً بالقيد


المزيد.....




- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد
- بعد القطيعة.. هل هناك أمل في تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق؟ ...
- ضابط أوكراني: نظام كييف تخلص من كبار مسؤولي أمن الدولة عام 2 ...
- رئيسة البرلمان الأوروبي: ما يحدث في ألمانيا اختبار حقيقي لأو ...
- مباشر: قتلى وجرحى في ضربة إسرائيلية على مبنى سكني وسط بيروت ...
- أوكرانيا تطلب من حلفائها الغربيين تزويدها بأنظمة دفاع جوي حد ...
- غارات إسرائيلية مكثفة على وسط بيروت والضاحية
- أوكرانيا تطالب الغرب بأنظمة دفاع جوي حديثة للتصدي لصواريخ رو ...
- عشرات الشهداء والجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة من غزة ...
- كيف يواصل الدفاع المدني اللبناني عمله رغم التهديدات والاستهد ...


المزيد.....

- نظرة الى قضية المرأة / عبد القادر الدردوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل - هادية حسب الله - من الإلهة إلى الحية