الاتحاد
الحوار المتمدن-العدد: 892 - 2004 / 7 / 12 - 06:21
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
أصدرت محكمة العدل الدولية في هاج امس الاول، التاسع من تموز، توصياتها بخصوص جدار الابرتهايد الذي يبنيه المحتل الاسرائيلي في المناطق الفلسطينية المحتلة. وتكتسب هذه التوصيات من حيث مدلولها السياسي اهمية كبيرة اذ انها تنصف الحق الفلسطيني المشروع وتدين ادانة صارخة الاحتلال وممارساته الاستيطانية غير الشرعية التي تناقض القانون الدولي وتتعارض مع وثيقة جنيف الرابعة.
فبصريح العبارة ودون تأتأة في الموقف أقرت المحكمة الدولية في توصياتها التي رفعتها للامم المتحدة المطالبة بهدم سور العزل العنصري، بوقف البناء وهدم ما تم تشييده، لأن هذا البناء يعتبر تجسيدًا للاحتلال وللسياسة العدوانية ويعتبر خرقًا فظًا للقانون الدولي. كما أكدت التوصيات ان اسرائيل دولة محتلة وان المستوطنات التي أقامتها في الاراضي المحتلة غير شرعية ويجب ازالتها. وطالبت التوصيات حكومة الاحتلال الاسرائيلي بدفع التعويضات للفلسطينيين الذين تضرروا من بناء الجدار الابرتهايدي.
لقد رفضت المحكمة الدولية الادعاءات والتبريرات الاسرائيلية لبناء هذا الجدار وكأنه حاجة أمنية لحماية امن اسرائيل من "الارهاب الفلسطيني"! فالمحكمة الدولية لم تكتف برفض التبريرات الامنية الاسرائيلية بل دانت بناء الجدار وممارسات القوة المفرطة للعدوان الاسرائيلي التي تصادر حياة وامن الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة. ولهذا اوصت هيئات الشرعية الدولية، جمعية الامم المتحدة ومجلس الأمن، باتخاذ جميع الاجراءات الكفيلة والمطلوبة بهدم جدار الابرتهايد.
اثر اصدار قرار توصيات المحكمة الدولية بهدم الجدار وعدم شرعية اقامته من ناحية القانون الدولي تعالت اصوات الترحيب بهذه التوصيات من مختلف الجهات، من الاتحاد الاوروبي والسلطة الوطنية الفلسطينية ومختلف القوى الفلسطينية ومن الجامعة العربية ومن شتى قوى وشخصيات انصار السلام وحقوق الانسان والشعوب في اسرائيل وعالميًا.
الصوت النشاز الوحيد الذي ارتفع ضد توصيات المحكمة الدولية، وكما كان متوقعًا، جاء من تحالف الشر والعدوان، من حكومة الاحتلال والجرائم اليمينية الشارونية ومن ادارة عولمة الارهاب والجرائم الامريكية.
اننا ندرك جيدًا ان توصيات المحكمة الدولية هدمت الجدار قانونيًا باثباتها عدم شرعيته وخطورة مدلولات بنائه، ولكن تجسيد هذه التوصيات على ارض الواقع والزام حكومة الاحتلال الاسرائيلية بتنفيذها وهدم الجدار يحتاج الى جهد وكفاح وعلى مختلف الصعد اسرائيليًا ودوليًا وفي داخل مؤسسات هيئة الشرعية الدولية، في داخل الجمعية العمومية للامم المتحدة ومجلس الامن الدولي، يحتاج الى تصعيد أوسع وحدة صف جماهيرية كفاحية من مختلف انصار حقوق الانسان والشعوب في اسرائيل وعالميًا لاجبار حكومة الاحتلال على هدم الجدار الابرتهايدي واخلاء جميع المستوطنات والانسحاب من المناطق المحتلة. ونأمل من هيئة الشرعية الدولية رفع عصا فرض العقوبات في حالة رفض حكومة الاحتلال تنفيذ التوصيات كتلك التي فرضتها على نظام الابرتهايد في جنوب افريقيا.
("الاتحــــــــــــاد")
#الاتحاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟