أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ليندا حسين - عن الشعر والميديا وأسنان السياسيين














المزيد.....

عن الشعر والميديا وأسنان السياسيين


ليندا حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2929 - 2010 / 2 / 27 - 17:54
المحور: الصحافة والاعلام
    


ثمة قصائد منسية، مدفونة في عتمة. نحن كجنس بشري يميل إلى الكسل، سلمنا أمرنا إلى جماعات "الميديا" وغالبا ما فوتنا فرصة التعثر بقصيدة. ثمة قصائد مفروضة على أذواقنا مثل الموضة. كل موضة هي موجة رداءة بالضرورة. كل فردانية هي محاولة لكتابة قصيدة.

هناك صحيفة أزور موقعها الالكتروني فقط لأطل على صفحتها الأخيرة حيث يجلس شاعر في زاوية مشاكسة، ويرمي الحجارة على المارة. الويل لمن يمر تحت شرفة نزقه. الآخرون يصورون رجالات السياسة ومصافحات الكبار وتهديدات وزراء الخارجية وتهديدات وزراء الداخلية. حروب تخاض أمام الميكروفونات. حروب الحناجر. كاميرات الصحافيين تتابع المشهد، وشاعرنا يجلس في مقهى في بيروت. يصور دون كاميرا. ولأن لا كاميرا لديه، لا سلطة لديه. لا يكتب شاعرنا عن غزواته لفنادق باريس وفرانكفورت. إنه يكتب عن "الشوب" الذي لا يطاق في بيروت، بينما كاميرات الصفحات الأولى تتجول في القاعات "المكيفة". هذه الزاوية الصغيرة التي منت الصحافة بها على شاعرنا تعكس تماما لا عدالة الصحافة. للمهمشين بضعة سنتيمترات مربعة، ولأسنان السياسيين هكتارات من الورق.

وبينما لاتتوقف الصفحات الأولى عن نشر أخبار وزراء الحرب، تنقل الصفحة الأخيرة حروبا يقودها بشر وحيدون ضد أنفسهم. أم ترمي ابنها من الشرفة كي تجنبه الجوع. حبيب يقتل عشيقته كي يجنبها مرارة الخيانة. صبي يذبح أخته كي يجنب نفسه الجلوس مع نفسه.

لسنا بحاجة لقنابل دول الجوار كي نشعر بالخوف.

غالبا تقام محاكم "جرائم الحرب" و "جرائم ضد الإنسانية" لمحاكمة الساسة والعسكريين. ثمة حاجة لتحريك ملفات ضد شعوب بأكملها. الشعوب الصامتة، والشعوب الزاعقة على حد سواء.

في الصباح الباكر أمسكت امرأة وحيدة يد طفلها الوحيد وربطتها إلى جذع شجرة. كان على المرأة أن تكنس شوارع المدينة لتحصل على مال لذلك النهار. وكي لا يضيع الصبي في زحمة الشوارع كما حدث من قبل قامت بربط معصمه الصغير بحبل وقيدته إلى الشجرة. الصحافة مرت هناك بالصدفة، ولأنها كانت على عجل فهمت المشهد بالمقلوب ونقلته للصفحات الأخيرة من الصحف اليومية على أنه "نكتة".

لم تكن ذكرى كربلاء هي التي تحييها الحشود "الغاضبة" في شوارع القاهرة. كانوا يعلنون تنديدهم بجريمة قتل راحت ضحيتها امرأة مصرية في أحد المدن الألمانية. لأيام متتالية وأسابيع متتابعة مزقت الجماهير الشجاعة ملابسها حزنا واستنكارا على الظلم الذي لحق بالضحية. بعد أسبوع بالتحديد غرق زورق في البحر المتوسط. كان الزورق يحمل شبابا من القاهرة تسللوا خلسة من أعين الكاميرات وكانوا يحلمون بالوصول إلى ضفة تنقلهم فيما بعد إلى أحد المدن الألمانية. لم تعرف هوية المجرم الذي كان خلف غرق هؤلاء المهاجرين، وإلا لكانت شعوب القاهرة الغاضبة تحركت بالتأكيد، ولكانت صور الضحايا نشرت في افتتاحيات صحفهم الرصينة بلا أدنى شك.



#ليندا_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات في عقوبة الإعدام والمهللين لها بمناسبة خمسينية الكات ...
- -فالس مع بشير- مشاهد خارج نشرة الأخبار
- دراسة عن أئمة المساجد في ألمانيا أكثرية بلا تأهيل علمي
- Stike, Bossa Nova, strike!* (حكاية ألمانية)
- كيف أن آدم ليس كشهريار
- مناقصات ومزايدات على أسعار البشر العالم حين يزايد في الأخلا ...
- مجازر الأرمن والمحنة الفلسطينية.. أيكون الفن وحده من يصغي لص ...
- عن العنف والإيدز والسحرة.. من يقاضي القاضي؟
- كيف سنمشي خلف النعش؟ ل ماركوس أورتس*
- عن قتل النساء.. عن قتل مجتمع
- وجهي الحزين هاينرش بول
- الانترنت تنجح مجددا بإغواء الروائيين.. ( ينفع لريح الشمال ) ...
- هه يسوع.. هه بوش
- فيلم - العطر- للألماني توم توكفر.. إدانة صريحة لقطيع البشرية ...
- الرجل السيء في لوحة الموزاييك
- الانفصال في علاقة نساء سوريا برجالها
- علي رطل
- رغم الإرهاب الإسلامي: عدد الألمان الذين يدخلون الإسلام تضاعف ...
- أقدام حافية


المزيد.....




- ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا ...
- السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا ...
- -صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ ...
- بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا ...
- مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع ...
- إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا ...
- مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا ...
- من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
- غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ ...
- طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ليندا حسين - عن الشعر والميديا وأسنان السياسيين