أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - خواطر فى الوجود والإنسان والله _ الأرض حبة رمال تافهة .















المزيد.....

خواطر فى الوجود والإنسان والله _ الأرض حبة رمال تافهة .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2929 - 2010 / 2 / 27 - 02:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هى أفكار وتأملات وخواطر فى الحياة والوجود والإنسان والله ..وجدت طريقها فى الذهن بدون أن يرهبها ثقافة تحريم السؤال أومحاولة وأده ..بل إنطلقت فى رحاب ممتدة لا تعرف التوقف منتجة المزيد من التأملات لتصب فى نهاية مطافها نحو محاولة لإزاحة الستار عن تراث إنسانى يراد له أن يظل قائما ً .

*** الأرض حبة رمل فى صحراء شاسعة ..الملك وجحر النمل .

فى صباى كنت أندهش من حجم الكون الهائل من خلال الكتب المدرسية والأفلام التلفزيونية التى تخوض فى هذا المجال ... فكانت أرقام وأبعاد الكون تصعقنى من هولها وضخامتها ..

فلو حاولنا أن نخوض فى الأرقام لتوضيح الصورة المهولة فى أبعادها ...
نذكر أولا ً أن السنة الضوئية هي وحدة قياس المسافات الفلكية الكبيرة وتساوى 9 ترليون + 460 مليار + 800 مليون كيلو متر.!!
يتألف الكون من ملايين المجرات ، وما نظامنا الشمسي الذي يشمل الشمس والأرض والقمر والكواكب مثل المشتري وزحل والمريخ إلا جزء صغير جدا من إحدى هذه المجرات ، وتسمى مجرة درب التبانة ، ويوجد بها مئة مليون نجم تغطي مساحة هائلة يتطلب قياسها ملايين السنين الضوئية . !!
يقع نظامنا الشمسي ( الشمس والأرض والمريخ ... إلخ ) على بعد 28 ألف سنة ضوئية من مركز مجرتنا ـ درب التبانه ـ فقط ، والنظام الشمسي كاملا يدور ببطء حول مركز المجرة .!!
يبلغ قطر مجرتنا 70 ألف سنة ضوئية .
مساحة مجرتنا :( 109 مليارو 645 مليون و 856 ألف و 384 ترليون ترليون كم2 ..!!
عدد المجرات في الكون :يقدر العلماء عدد المجرات في الكون بما يزيد على مئة مليون مجرة .
تقع ابعد نقطة في الكون بشكل عام يمكن للعلماء مراقبتها عبر أضخم تلسكوب ، تقع على بعد 16300 مليون سنة ضوئية ، أي 154.211.040.000.000.000.000.000 ميل ،
أي 154 ألف مليون و211 مليون و 40 ألف ترليون ميل .!!!

وللأستمتاع بحجم الكون فلنشاهد هذه الفيديوهات ..
The Universe
http://www.youtube.com/watch?v=Hd8sP6QBLxc&feature=related

Pale Blue Dot - Arabic Version الأرض - نقطة زرقاء باهتة
http://www.youtube.com/watch?v=HVUOjnCLnHo&feature=related
الأرض لا تزيد عن كونها حبة رمل وحيدة فى صحراء شديدة الإتساع .

عندما كان أبى وأمى يشاهدا هذه الصور والمرفقة بالأرقام المهولة , لا يمتلكا أكثر من أن يسبحا ويمجدا الله على خلقه لهذا الكون الهائل لأشاركهما بالتبعية هذا التمجيد ..ولكن كانت هناك تأملات تلوح فى ذهنى ولا تريد أن تبارحه ... أسئلة تطرح نفسها بقوة ولا يهمها عبارات التسبيح والتمجيد , بقدر ما تطلب وتلح على الإجابة والفهم .

فالأرض لا تمثل وفقاً للوجود والأرقام التى أشرت إليها أكثر من حبة رمل واحدة فى صحراء شديدة الإتساع تحتوى على مليارات المليارات من حبات الرمال .!!
هل من المعقول أن يوجد مالك لهذه الصحراء الشاسعة يجلس ليرصد القاطنين على حبة الرمل تلك .؟!
هل أنا الإنسان البسيط أحظى بمراقبة وإهتمام من الله ليسجل خطاياى وذنوبى ؟..أن يسجل أننى كذبت على أبى عندما سألنى هل تدخن السجائر فأجاوبه بالنفى خشية حرمانى من المصروف ..أو يسجل نظراتى الخجولة لجارتنا الحسناء ومراودة جسدها الجميل فى أحلامى الليلية .
أنا الإنسان الذى أعيش وسط عشرات المليارات من البشر القاطنين فوق سطح حبة الرمل تلك أجد مراقبة وتخطيط وتدبير من الله .

مالك هذه الصحراء الهائلة يجد من الأهمية أن يرسل ملاك بأجنحة من الريش من على بعد 154 ألف مليون و211 مليون و 40 ألف ترليون ميل ليبشر إمرأة بأنها ستحبل بإبنه الوحيد ليخلص البشرية من خطاياهم وذنوبهم ويكون ذبيحة فداء الخطية التى إلتصقت بالإنسان ..أو يرسل ملاكه فى رحلات مكوكية ليخبر نبيه أنه لا غضاضة فى الزواج من زينب التى تمناها فى قلبه ..أو يصرف نظر عن فرية حاقت بعائشة .
ما هذا الهراء ؟!!..

ملك عظيم يمتلك كل هذه الصحراء الشاسعة يتركها ويهتم بحبة رمل وحيدة إستطاع أن يجعل عليها حياة ليدخل فى مقامرة ورهان مع الشيطان ..ويرسل أنبياء وكتب ويسجل ويدون الأفعال والهمسات والرغبات الخجولة التى تراود كل إنسان فى كتاب ..ليقذفها فى وجهه عند يوم القيامة ...والغريب أنه يعلم نهاية مسلسل كل إنسان قبل بدايته .!!

يشبه هذا الأمر إمبراطور عظيم يمتلك إمبراطورية مترامية الأطراف يغرق فكره فى مراقبة جحر للنمل لا يشغل أكثر من عدة سنتيمترات مكعبة فى أحد أطراف مملكته .. ليسجل لهذه النملة التى تعثرت فى حبة تراب ..والأخرى التى إختلست فتفوتة من الطعام وتلك التى تختلس النظر لساق نملة عارية ...والغريب أنه ترك مملكته كلها إلا من أجل جحر النمل هذا .!!

ماهذا ؟ ..ماذا نصف هذا الإمبراطور ؟!
هناك خطأ ما ...

*** الألعاب النارية .

نرى أنا وأهلى صور تمثل إنفجار نجم هائل فى السماء ..ليشرح لنا مقدم البرنامج أن النجم هو عبارة عن شمس مثل شمسنا وربما يفوقه حجما .!! وما نراه من نجوم متلألئة ماهى إلا شموس إنفجرت من ملايين السنين ومن فرط كبر هذا الكون الهائل فصور إنفجارها تأتى إلينا بعد هذه المدة الزمنية !!
( للعلم : حجم الشمس تعادل مليون مرة حجم الأرض ..تصور أن هذا النجم خلق من أجل الأرض.!!! )
مازالت أجد أبى وأمى يسبحان ويمجدان ..ولكن المنظر هذه المرة يطرح سؤال كبير بحجم الكون .!
هل معقول أن يفجر الله نجوم هائلة حجم كل منها أكبر من الشمس أو يتركها هكذا مشتعلة حتى تكون بمثابة مصابيح تزين السماء .....يا سلاااااااام
ملايين النجوم الهائلة التى تعادل الواحدة منها أكبر من مليون مرة حجم الأرض , من أجل أن تطفى بعض الضوء الخافت فى السماء أو لتهدى أعرابى بائس فى الصحراء ..أو لتمنح العشاق ليلة رومانسية جميلة ....ياسلاااام

هل الله غير مكترث بممتلكاته من النجوم التى تنفجر !!..وهل هى تنفجر رغماً عنه !!
هل يستطيع أن يحول دون تدميرها ؟!
أم هو يدمر ممتلكاته من أجل أن يمنحنا مصابيح ولمبات ستصل نورها الخافت بعد ملايين السنين لتداعب عيوننا فى ليلنا البائس .!
هل هو تفكير الله وحكمته أم هو تفكير إنسان بائس مغرور .

*** كون خرب .

يعلن مقدم البرنامج أن إمكانية الحياة فى الكون لم تتوفر إلا على كوكب الأرض ..فلا توجد حياة على أى كوكب أخر كما لا توجد حياة بالطبع على النجوم .
ومازالا أبى وأمى يواصلا التسبيح والتمجيد لينفجر دماغى بالسؤال ..هل فشل الله فى إقامة حياة فى مكان أخر ؟
هل معقول من صنع كل هذا الكون الهائل يعجز عن تكرار تجربة الحياة والخلق ملايين المرات مرة أخرى .
معقول أن الحياة متفردة على سطح حبة رمل وحيدة وسط هذه الصحراء الشاسعة بينما مليارات المليارت من حبات الرمال ميتة خربة من الحياة ..وهل صحيح ما يعلنه أبى بأن الله ذكر فى قصة الخلق أنه خلق كل هذه الأشياء من أجلنا .!!!
هل القدرة على الخلق توقفت على حبة الرمل التافهة تلك , وترك كل الصحراء خربة خاوية .

*** حوادث وكوارث .

مازال مقدم البرنامج يطرح صور لتصادم مجرات مع بعضها البعض , فأندهش من هذا الموقف ويشاركنى أبى وأمى الدهشة فى هذه المرة بدون عبارات التسبيح والتمجيد !
فلماذا تتصادم المجرات مع بعضها ؟!
ما الحكمة أن تتصادم هذه المجرات ؟!
هل يسعده أن ينظر لمملكته وهى تنهار وتتداعى ؟!!
هل لا يقدر أن يحول دون ذلك ؟!
هل الله يعاقب مجرات لا توجد عليها حياة حتى تستحق لعنته كما حدث فى الطوفان ؟!
هل الله أخطأ فى صنعها حتى يدمرها ؟!

ولكن مقدم البرنامج لا يتركنا هكذا بل يوضح الأسباب المادية والعلمية التى أدت إلى إنهيار النجوم وتصادم المجرات .
ولكن الله يعلم هذه القوانين فهل هو تحت حكمها أم هو خالقها؟! ..وهل يمكنه السيطرة عليها أم تتم بدون إرادته .!!

هل هذا الكون الهائل لم تجود الحياة فيه إلا على عالمنا الأرضى وبقية الكون الهائل بقى خربا ً .
هل خالق هذا الكون الهائل بكل ما يملكه من هذا الوجود الرهيب معنى ومهتم بكوكبنا الأرضى الذى لا يمثل سوى حبة تراب ..ومعنى بمراقبة كل إنسان يعيش عليه ويزعجه من يقبل بنت الجيران أو يكذب على أبوه .؟
هل النجوم الهائلة هى لمبات كهربائية خافتة تمنحنا الدفء فى ليلنا .
وهل الكون اللى بيخبط فى بعضه يأتى بولع الله بالكوارث والألعاب النارية أم أن الأمور تأتى رغماً عنه .
وهل الجنه والجحيم بعد 154 ألف مليون و211 مليون و 40 ألف ترليون ميل ..وهل سنقطع هذه المسافة .!!

الإنسان جاء فى اللحظة الأخيرة من الوجود وإمتلك الوعى والأنا ..ولكن الوعى لم يجعله يستوعب هذا الوجود الهائل بحكم قلته المعرفية ..فتظهر الأنا لتعرض غرورها وجهلها المفرط وتصور لنفسها أن كل هذا الكون الهائل خلق من أجلها .. وما النجوم الهائلة المحترقة والمتفجرة إلا كمصابيح تمنح سمائه ضوءا خافتا ً لتجعل ليلته دافئة ومبهجة .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن نخلق ألهتنا (3) _ الله عادلا ً .
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا (6 ) _ أشلاء إنسان .
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا (5) _ إغتصاب الطفولة .
- نحن نخلق ألهتنا (2) _ الله رحيماً ومنتقماً .
- إنهم يروضون الإنسان كيف يكون منبطحاً .
- نحن نخلق ألهتنا (1) _ الله المقاتل .
- الأخلاق لا تأتى من السماء ..إنها تخرج من الأرض .
- لماذا يؤمنون ..وكيف يعتقدون ؟
- إله راصد ..أم إله نزيه ..أم فكرة مبدعة .
- - رشيد - وموقفه من الإعراب الإلهى .
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا (4) _ تكريس العنصرية والكراهية .
- الصراع العربى الإسرائيلى وإشكاليات الخطابات الإلهية .
- حاجات غريبة .!!
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا (3) _ إستحضار العنف وتصعيده .
- الساسة يسطرون الأديان - اليهودية كنموذج .
- السادة يخلقون الأديان .
- حاجة غريبة .. الله ومسلسل التحريف .
- المقدس والتغييب وسر التخلف .
- خرافات الأديان (2) - خلق الأرض والنبات قبل السموات .!
- الإنسان والذهب .


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - خواطر فى الوجود والإنسان والله _ الأرض حبة رمال تافهة .