مازن قاسم
الحوار المتمدن-العدد: 891 - 2004 / 7 / 11 - 08:52
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
أن فكرة اعادة الساكنين من العرب في كركوك الى مناطقهم التي قدمو منها ابان الحكم البعثي .. هو ترحيل قسري يحمل ذات النفس والطابع والتبعات التي استندت عليها وافرزتها حملة الترحيل التي قام بها النظام البعثي السابق تجاه الاكراد ... وأأ كد ,, ان لها نفس الاهداف ألا وهي الخارطة الديموغرافية للمدينة .. وهذا ما أكده جلال الطالباني ايضا في لقائه الاخير مع أحد القنوات التركية .. حيث عبر وبوضوح عن فكرة تأثير اعداد العرب في كركوك على نسبة التقسيم القومي وامكانية رجحان كفتهم مع الاخرين الذين لا يؤيدون أنضمام كركوك الى ( اقليم كردستان ) وهو الحلم الذي تعيش فيه الاحزاب القومية الكردية .. فهو ,, اي الطالباني ,, يدعوا بصراحة وصلف الى التهجير القسري متحججا بحق السكان الاصلاء ..... ولا أعرف كما اعتقد ان السيد الطالباني لا يعرف ايضا من هم السكان الاصليون لكركوك فيما اذا اعتمدنا طرق مختلفة لقياس الاصالة ..... وما المدة الازمة لكي يحصل الانسان فيها على حق الاصالة والسكن ضمن حسابات الطالباني ..... فالاكراد في هولير والذين يعشون على قلعة اربيل (أربئيلو ) هم ليسو من سكانها الاصليون ,, والفيليون الذي رحلهم النظام البعثي بجريمة تأريخية كبرى , لم يكونوا من سكان العراق الاصليون وكذلك لم يكن اولاد الطالباني ولا عوائل القادة الكرد هم أوربيون أصلاء كما لا يملك احد حق ترحيلهم ...
أذا لماذا يستثني الطالباني العرب في كركوك ويسعى الى طردهم منها قبل اجراء اي استفتاء حول وضع المدينة وعلاقتها بكردستان اذا لم يكن يراهن على لعبة الارقام التي يعول عليها مع الاطراف الاخرى ..... أن كركوك ضمن تصوراته هي مدينة كردية كما كان يطلق عليها ( قدس كردستان ) ووجود اعداد كبيرة من قوميات اخرى يؤثر على خصوصية هذه المدينة كما هي مرسومة في منظومة الطالباني الفكرية .. كما ان المشكلة لم تقتصر على العرب ,, الاصلاء او الجدد منهم فقد شهدت المدينة احداثا دامية بين جماعات من الكرد واخرى من التركمان والتي تدعمهم الدولة المضيفة للطالباني (تركيا ) وتحت شعارات تؤكد تركمانية كركوك وكما كان النظام البعثي المقبور يعلن ويعمل ليؤكد عروبتها ,, انها أذا شوفينية الفكر القومي التي تصبغ كل شئ بألوان طيفها الفكري وهي كذلك شوفينية القيادات القومية الكردية .....
#مازن_قاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟